حسن علي القحطاني

مستقبل عسير بين كلمة وحرف

الاحد - 04 ديسمبر 2022

Sun - 04 Dec 2022

منطقة عسير من أغنى مناطق مملكتنا الغالية من حيث الموارد الطبيعية، سطحها متنوع بين الجبال والهضاب والسهول كتنوع تراثها وموروثها المحلي والشعبي، تمتد لتبسط ذراعيها على حوالي 81 ألف كيلو متر مربع من إجمالي مساحة وطن ينافس الزمن ليتألق ويشق طريق الاستدامة كهدف استراتيجي، وترسم مساحتها الحدود المجاورة لمنطقة الرياض ونجران ومكة المكرمة والباحة وجازان، بينما يزيد عدد سكانها على مليونين و350 ألفا، فإذا علمنا أن 61% منهم تحت سن الخامسة والثلاثين، ومعدل نموها السكاني حوالي 8.6 وهذا من أعلى معدلات النمو في مناطق العالم، ندرك أن منطقة عسير تملك ثروة أخرى تتمثل في العناصر الشابة إلى جانب ثروة الموارد.

عسير تتراقص فرحا مع كل بشارة تعجل بتحول أحلام هذه المنطقة لواقع ملموس إن تأخر قصرا دوران عجلة التنمية فيها لأسباب غير خافية على ذوي النهى، إلا أن هذا الزمن ولى وانتهى، فبالأمس القريب تتأسس شركة السودة للتطوير، ثم يطلق صندوق الاستثمارات العامة السعودي شركة عسير للاستثمار كذراع استثماري له في المنطقة، ثم يقام منتدى عسير للاستثمار خلال اليومين الماضيين بإشراف سمو أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز رئيس هيئة تطوير عسير وبدعم وتنظيم وزارة الاستثمار وعلى رأسها معالي الوزير الاستاذ خالد الفالح، هذا المنتدى وحسب ما نشر عنه يركز على الاستثمار في قطاع السياحة ويهدف إلى التعريف بالفرص الاستثمارية الواعدة في منطقة عسير والممكنات الاقتصادية التي تقدمها مختلف الجهات الحكومية لتسهيل مساهمة القطاع الخاص في ازدهار المنطقة، وكل هذا يأتي متتابعا في فترة ليست بالطويلة وضمن تحقيق أهداف رؤية المملكة العربية السعودية 2030.

أن تشجيع الاستثمار في منطقة عسير في هذه المرحلة ومن وجهة نظر شخصية يحتاج إلى سرعة إنجاز المشاريع المتعثرة، وتفعيل دور الجهات الرقابية لضمان استمرارية العمل، ومحاسبة المقصرين من المسؤولين أولا ثم من تجار القطاع الخاص، فمن الأولويات الآن التركيز على استكمال مشاريع البنى التحتية كتوسعة المطار في أبها أو بيشة والتي طال انتظارها، وفتح الطرق أو شق محاور جديدة لفك الاختناق المروري، والتوسع في الخدمات اللوجستية لتسهيل تقديم خدمات قطاع النقل، وتطوير محطات توليد شركة الكهرباء لتواكب المستقبل الاستثماري بدون تعثر.

أخيرا.. عسير تحتاج القليل من الكلام، وإلى الكثير من الاستماع، تحتاج إلى التنفيذ لا الوعود الرنانة على المنصات، تحتاج لحل مشاكل فرق العمل، لا لزيادة مبررات عدم إيجاد الحلول، تحتاج لإدارة ديناميكية متفاعلة لها رتم متصاعد في تحقيق المنجزات، تحتاج إلى التخلي عن التفاخر بالتكليف وإدراك أن هذا تشريف لأداء أمانة خدمة جزء غال في نسيج وطن، تحتاج لنظرة شاملة للاستثمار في جميع المجالات لا لحصرها في السياحة فقط، فالتعدين قطاع واعد، وزيادة المصانع والإنتاج الصناعي والمدن الصناعية سيقلل من هجرتها للمناطق المجاورة، والقطاع الزراعي والاستزراع السمكي من القطاعات الواعدة.

ما أكثر كلمة (تحتاج) ويسبقها حرف (الواو)، والأمل إن ضاقت مساحة الكلمات في المقال أن تجد هذه الكلمة أرضا واسعة في صدر المسؤول المؤتمن عن تشكيل حروف مستقبل عسير.

@hq22222