الاحتفال بالهزيمة يعكس بركان الغضب ضد نظام الملالي

إيرانيون يطلقون الألعاب النارية وأبواق السيارات في طهران شماتة في النظام مواجهة المنتخب الأمريكي في المونديال أبهجت بايدن وتحولت إلى90 دقيقة سياسة
إيرانيون يطلقون الألعاب النارية وأبواق السيارات في طهران شماتة في النظام مواجهة المنتخب الأمريكي في المونديال أبهجت بايدن وتحولت إلى90 دقيقة سياسة

الأربعاء - 30 نوفمبر 2022

Wed - 30 Nov 2022

أشعل خروج منتخب إيران من كأس العالم لكرة القدم الأفراح ومشاعر الشماتة في العاصمة طهران، ضد نظام الملالي القمعي الذي قتل أكثر من 660 شابا وفتاة خلال الاحتجاجات الأخيرة.

وكشفت احتفالات الشباب والفتيات بإطلاق الألعاب النارية وأبواق السيارات والرقص في الشوارع ابتهاجا بالهزيمة أمام منتخب أمريكا والخروج من الدور الأول للمونديال، الانفصال التي يعيشه النظام عن الشارع، وحجم البغض والغضب الذي يسيطر على الناس تجاه الوالي الفقيه وحكومته.

واستمرت أفراح الإيرانيين بالخسارة حتى صباح أمس، وعبر سائقو السيارات في العاصمة طهران عن شماتتهم، وأطلقوا شعارات مثل «يبدو أن منتخبكم الوطني لم ينجح»، وسخروا من التوقعات العالية للنظام الحاكم بالنسبة للمنتخب الإيراني، وليس فقط من منظور رياضي.

أفراح واسعة

وأظهرت لقطات فيديو تم تداولها عبر منصات التواصل الاجتماعي، أشخاصا يصيحون بشعارات احتجاجية من شرفات منازلهم، من بينها «الموت للديكتاتور» في إشارة واضحة إلى المرشد الأعلى علي خامنئي، واستغل الإيرانيون منصات التواصل الاجتماعي للتذكير بأسماء الأشخاص الذين توفوا خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة.

وعمت الاحتفالات في مدينة سقز بمحافظة كردستان غرب البلاد، مسقط رأس الشابة مهسا أميني التي قتلت في سبتمبر الماضي على أيدي شرطة الأخلاق، كذلك شهد العديد من المدن الكردية غربا ابتهاجا بتلك الخسارة المريرة، إذ أطلقت ليلا في مدينة سنندج الهتافات والأبواق بعد أن سجلت الولايات المتحدة هدف المباراة الوحيد، وفي مهاباد، وهي مدينة أخرى في محافظة كردستان، أطلقت ألعاب نارية بعد خسارة إيران.

وأفادت منظمة هنكاو الحقوقية ومقرها النرويج بأن دراجين إيرانيين احتفلوا بالفوز الأمريكي عبر إطلاق الأبواق في مهاباد، وأشارت إلى إطلاق ألعاب نارية أضاءت سماء مريوان الواقعة كذلك في كردستان حيث تشن قوات الأمن حملة قمع علنية للاحتجاجات، كما أطلقت الألعاب النارية أيضا في باوه وسربل ذهاب في محافظة كرمنشاه.

هزيمة الملالي

وتساءل الصحفي الرياضي الإيراني سعيد زعفراني بتغريدة على تويتر «من كان ليعتقد أنني سأقفز ثلاثة أمتار في الهواء احتفالا بتسجيل الولايات المتحدة الهدف».

وأطلقت معدة برنامج للبث الصوتي الرقمي «بودكاست» إيلاهي خسروي تغريدة جاء فيها «هذا ما تناله من اللعب في المنتصف، لقد خسروا أمام الشعب والخصم وحتى الحكومة».

بدوره، رأى الصحفي أمير ابتهاج المقيم في إيران، بتغريدة على تويتر أن المنتخب «خسر في الملعب وخارجه»، أما الصحفي السابق حامد جعفري فغرد قائلا «انتهى سيرك فريق إيران لكرة القدم».

وكتب «الآن أنباء القمع لا يمكن أن تخبأ وراء فوز أو خسارة الفريق المفضل لقوات الأمن»، في إشارة إلى تسجيلات فيديو تظهر احتفال الشرطة الإيرانية بالفوز السابق الذي حققته البلاد على منتخب ويلز خلال انتشارها في الشوارع. وكتبت الناشطة الإيرانية المعروفة اتينا دايمي عبر شبكة «تويتر» للتواصل الاجتماعي «الآن يبتهج الثوار بهزيمة فريق نظام الملالي».

السجن أو الموت

ومارست الحكومة الإيرانية ضغوطا كبيرة على اللاعبين عبر تهديد أسرهم بالسجن والتعذيب إذا صدر سلوك احتجاجي من المنتخب، وفق ما نقلت شبكة «سي إن إن» عن مصادر مطلعة.

وجرى استدعاء اللاعبين للقاء أعضاء في الحرس الثوري، بعدما رفضوا ترديد النشيد الوطني في مباراتهم الافتتاحية أمام إنجلترا، كما أبلغ مسؤولو الحرس الثوري اللاعبين بأن عائلاتهم ستواجه السجن والتعذيب إن لم يرددوا النشيد الوطني، أو إذا انضموا إلى أي احتجاج سياسي ضد النظام.

وكانت صحيفة «ذي صن» البريطانية كشفت سابقا أيضا أنه تم تحذير اللاعبين من أنهم قد يواجهون السجن أو الموت عند عودتهم إلى ديارهم بعد رفضهم ترديد النشيد، إذ وجه مسؤولون إيرانيون ورجال دين تهديدات مبطنة بعقاب اللاعبين قبل مباراة الجمعة الفائت، ولعل هذا ما دفع اللاعبين إلى التراجع، هربا من مصير رهيب قد يهددهم.

وتأملت في مساهمة فوز إيران على عدوها الأمريكي اللدود، في تخفيف حدة الاضطرابات في البلاد، ومارست الكثير من الضغوط السياسية قبل المباراة ، بحسب صحفيين رياضيين في طهران.

انقلاب جماهيري

وأقدم محتجون على إضرام النار في لافتة إعلانية للمنتخب في مدينة دزفول جنوب غرب البلاد، فيما عمت الاحتفالات بمناطق عدة فرحا بخسارته.

وأرجع مراقبون تحول الجمهور الإيراني من دعم المنتخب الكروي إلى الشماتة في خسارته، إلى تحول المنتخب بدوره من داعم للتظاهرات الأسبوع الماضي، إلى ساكت ومتغاض عنها.

وفي البداية، قرر لاعبو منتخب إيران عدم ترديد النشيد الوطني قبل مباراتهم الافتتاحية في كأس العالم لكرة القدم أمام إنجلترا في إشارة دعم واضحة للاحتجاجات في بلادهم، إلا أن هذا الموقف انقلب رأسا على عقب بعد أيام قليلة في مباراتهم اللاحقة ضد ويلز، حيث راحوا يتمتمون النشيد، فيما علت صيحات الاستهجان، ومعه انقلب حب العديد من الإيرانيين لمنتخبهم، فتجلت مواقفهم خلال الساعات الماضية فرحا بخسارته.

ابتهاج بايدن

في المقابل، أشاد الرئيس الأمريكي جو بايدن، بفوز المنتخب الأمريكي على نظيره الإيراني، وقال في كلمة سريعة ألقاها أمام الحاضرين لخطابه في مدينة باي سيتي بولاية ميشيغان «الولايات المتحدة.. الولايات المتحدة.. يا لها من مباراة.. لقد فعلوها.. عندما تحدثت إلى المدرب واللاعبين، قلت لهم يمكنكم القيام بذلك، ولقد فعلوها، إن الله يحبهم، اعتقدت أنكم قد ترغبون في الاستماع».وعبر حسابه على تويتر، أعاد الرئيس الأمريكي تغريدة سابقة نشرها مع زوجته السيدة الأولى جيل بايدن قبل المباراة أعرب فيها عن ثقتهما في فوز المنتخب الأمريكي، وعلق بايدن على التغريدة بقوله: «فعلناها».

لماذا احتفلوا بالهزيمة؟

  • 660 قتيلا من المدنيين العزل في الأيام الأخيرة

  • 32 ألف معتقل بسبب المطالبة بالحرية والعدالة

  • 64 طفلا قتلهم النظام أخيرا دون رحمة

  • 3 أيام فقط قضتها مهسا أميني في المعتقل قبل قتلها

  • 16 ديسمبر بداية اشتعال مظاهرات جديدة ضد النظام