باسم سلامه القليطي

المشجع السعودي في كأس العالم

الأربعاء - 30 نوفمبر 2022

Wed - 30 Nov 2022

كأس العالم 2022 في قطر، وبعد مرور 10 أيام على انطلاقه، يحتمل عدة عناوين رئيسة بارزة قد يكون أحدها هو الحدث الأبرز فيه، بحسب العين التي ترصد، والعقل الذي يتأمل، فهي البطولة التي انتصر فيها الأخضر السعودي على منتخب الأرجنتين بقيادة الأسطورة ميسي، وهي البطولة التي انتصرت فيها اليابان على منتخب ألمانيا، وتعادلت فيها تونس مع الدنمارك، وتعادلت المغرب مع كرواتيا، وفازت على بلجيكا، وهي البطولة التي برزت فيها العلاقات الإنسانية بين جماهير المنتخبات من مختلف الجنسيات حول العالم، فكثيرا ما ضحكنا على مواقف مشجعي المنتخب السعودي مع مشجعي المنتخب الأرجنتيني، والعكس كذلك، وكثيرا ما أعجبنا تعاطف وتكاتف المشجعين العرب فيما بينهم، وتشجيعهم جميع المنتخبات العربية المشاركة بكل صدق وحماس، وما مشاعر الفرح والسرور في جميع أقطار العالم العربي عنا ببعيد، رأينا ما يثلج الصدر ويبهج القلب.

متأكد أن الكثيرين حول العالم يتمنون صعود المنتخب السعودي للدور الثاني، احتراما للاعب السعودي على ما قدمه في مباراتيه الأولى والثانية من أداء قوي ومستوى مشرف، وإعجابا بالمشجع السعودي الجميل، الذي هو بحق فاكهة هذه البطولة بظرفه وحماسه ورقي أخلاقه، فتجد الدهشة بادية على وجوه مراسلي القنوات العالمية عند حديثهم مع المشجع السعودي، بسبب الصورة الذهنية الخاطئة المتشكلة في عقولهم، على أنه متجهم متوجس متزمت لا يقبل الآخر، ثم يجدونه عكس ذلك تماما، ظريف مضياف مثقف بشوش محب للناس وعاشق للحياة، يتقبل الثقافات المختلفة ويحسن التعامل معها، فكان بحق خير سفير لأعظم بلد.

رأيت الطفل السعودي عمر الأنصاري ذا الثلاثة عشر عاما، وهو يشارك طعامه بكرم مع إعلامي من دولة بيرو، ويتحاور معه بكل ثقة وطلاقة، مقدما له ثقافتنا العربية والإسلامية بأسلوب بسيط وجميل، هذه المشاهد المتفرقة في فعاليات كأس العالم للمشجع السعودي هنا وهناك، باجتماعها وانتشارها على مختلف الشاشات وتنوع المنصات، توصل رسالتها للعالم أجمع، أن الشعب السعودي بطبعه مضياف يرحب في بلده المملكة العربية السعودية بالجميع زيارة أو سياحة أو عمل، ويستقبلهم بحفاوة بالغة وكرم فطري، فهم إخوانه في الإنسانية، وجيرانه على الكوكب.

يا ضيفنـا لو زرتنـا لوجدتنـا

نحن الضيوف وأنت رب المنزلِ