كردي الشورى لم يرع الغنم

السبت - 27 أغسطس 2016

Sat - 27 Aug 2016

لا صوت يعلو خلال الأيام القليلة الماضية على صوت عضو مجلس الشورى الدكتور المحترم «كردي»! فقد خرج لنا بقول مواطن مين وبطيخ مين..! كلمات ربما تحز وتهز نفس المواطن الضعيف! المتقاعد البسيط! أهذا الذي اؤتمن على الأمة!

أهذا الرجل الذي يحمل على عاتقه الشورى التي ذكرت في محكم التنزيل وأمرهم شورى بينهم في سبيل النفع والعطاء..؟ خرج لنا العضو الدكتور بقول مواطن بطيخ وفين البطيخ! المتقاعد البسيط ذلك العسكري أو المدني وأخص بذلك الرجل العسكري وبحكم أني مررت بمعانات التقاعد العسكري الضعيف!

وقد عايشت ذلك الزمن وعايشت التقاعد البسيط في زمن ماض إما 800 ريال أو 1000 ريال أو 1300 ريال أو كما ورد التعديل بالـ1500 ريال. إلى أن عدل الأمور الملك الصالح رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى الملك عبدالله بن عبدالعزيز.

لم يعلم عضو مجلس الشورى الموقر وهو يقتضب عشرات الريالات وآحاد الرواتب أن المواطن الغلبان الذي يعاني من غلاء الأسعار وفاتورة الكهرباء وأسعار البنزين وهو يكافح الحياة بين تقاعد متدن وضمان اجتماعي هابط. هذا المواطن المغلوب على أمره لم يستلم مرتبا قدره 53 ألف ريال!

هذا المتقاعد البسيط المغلوب على أمره ذلك المواطن صاحب الدخل المحدود لم يركب السيارة الفارهة، المواطن المغلوب على أمره لم يسكن قصرا من الحجر والرخام ولم يمتلك عشرات العقارات ومئات المحلات وألوف الدكاكين.

ذلك المواطن صاحب الدخل المحدود الذي لا يوجد نصب عينيه سواء كيف يقضي أموره خلال الشهر ليس كمن يقضي صيفه في تركيا أو اليونان أو بيروت أو في مقاهي القاهرة! أو في جزر المالديف أو على ضفاف أنهار الجبل الأخضر! بين الطبيعة والجمال!

عزيزي القارئ الكريم لا صوت يعلو فوق ما قيل وسوف يقال في مقبل الأيام!

الأخ الدكتور عضو مجلس الشورى وأنا أجله وأقدره وأحترمه وليس بيني وبينه أي علاقة! ولكن! سنة الحياة والطبيعة الكونية من خلق الإله أن الناس ينقسمون إلى أقسام عدة ودرجات عدة وكما قال الله جل وعلا في معنى التنزيل أنه رفع الناس درجات ومواضع ليتخذ بعضهم بعضا سخريا!

أنا أراهن وأتحدى وأضع (جزورا محشيا) بـ35 خروفا (طلي) إن كان الأخ الدكتور كردي عضو مجلس الشورى وقف في عز الظهيرة على ورد الماء لكي يسقي الماشية!

أو تقطعت به السبل في جلب الماء إلى أغنامه لكي يرتزق ويبحث في سبل العيش هو وأبناؤه كما يفعل الكثير ممن تجد في رقبته 15 نفسا بين طفل وطفلة وزوجة وأب وجد وأخ!

أنا أتحدى عضو الشورى الموقر إن شد الرحال في عز فصل الصيف مع أغنامه يبحث لها عن المرعى والمشرب!

أنا أتحدى وأراهن على أن الدكتور «كردي» لم يجر له ما جرى لي عندما كنت أسرح (بأغنامي وأرد الموارد رغم أنفي وأعمل في كبينة اتصال أو مقهى كفي شوب أو مكتب لتعقيب المعاملات أو سائق باص على حافلة!

بل وأقولها بصدق وبكل قوة وأنا ذلك «البدوي» ابن الصحراء أن د. كردي ولا أكاد أجزم ولا أكاد أحلف أنه ولد وفي فمه ملعقة من ذهب! ولو لم يكن ذلك لما قال أي مواطن أي بطيخ!

عزيزي د. كردي!

أتعلم من هو المواطن! هو ذلك الجندي الذي ذاد عن حدود وطنه، المواطن هو ذلك الشيخ الذي عمل حارسا في مدرسة!

المواطن هو الرجل الذي حفظ الأمن وخطط الحوادث وأخرج الجواز وعمل ساعيا للبريد وعمل معلما وعمل طبيبا ومهندسا ودكتورا ورجل أعمال وعمل فقيرا، المواطن هو ذلك الرجل البسيط!

أعتقد أن التعبير قد خان عضو مجلس الشورى الموقر، وأعتقد أن مجلس الشورى يحتاج إلى غربلة سريعة في وقت الحزم والعزم ونفض الطاولة. لأن الأمور تتطلب ذلك، فالمواطن هو الشغل الشاغل وهو هم ولي الأمر.

رفعت الأقلام وجفت الصحف.