عبدالحليم البراك

المنافسة تصنع القوة.. السعودية واليابان مثال!

الاثنين - 28 نوفمبر 2022

Mon - 28 Nov 2022

في عام 1984م نال العداء العربي سعيد عويطة ميدالية ذهبية في دورة الألعاب الأولمبية، ونال إعجاب العالم والعالم العربي على وجه الخصوص واحتفينا به إعلاميا، وبعدها بأشهر كانت هناك دورة ألعاب أفريقية شارك فيها، وكان العالم العربي بشكل عام والشعب المغربي بشكل خاص يتطلع أن يحقق عويطة رقما جديدا عطفا على ضعف المنافسين معه، لكن الذي حدث أن عويطة لم يكسر رقمه الذي حصل عليه، بل تراجع، وعندما سئل عويطة عن سبب تراجعه قال: إن قوة المنافسين معي في دورة الألعاب الأولمبية دفعتني لتحقيق المزيد، لكن ضعف المنافسين في الدورة التالية أضر بي كثيرا، فأنا أحتاج للمنافس القوي ولا أحتاج للمنافس الضعيف كما أني لا أخشى قوة أحد معي، بل كل ما أخشاه هو منافس ضعيف يجعلني أرتاح وأهدأ وينخفض سقف الطموح لدي»!

وهذا صحيح، ويظهر في الأداء السعودي والمغربي العربي والياباني في بطولة كأس العالم، لما صرنا مع الكبار، صرنا كبارا مثلهم، بل قارعناهم وحققنا الإنجاز في الفوز على الأرجنتين بكل اقتدار أولا، ثم هزيمة مشرفة مع بولندا، وصرنا قاب قوسين أو أدنى من المرحلة التالية، وصارت تطلعاتنا تتجاوز مرحلة دور ثمن النهائي إلى ربع النهائي بإذن الله في خطوة غير مسبوقة وستكرر بإذن الله تعالى.

لذلك يبدو وبكل وضوح الآلية والهدف، إن رفع مستوى المنافسة ورفع مستوى الاحتكاك والتجربة كفيل بأن يرفع من حجم آمالك وطموحاتك وليس هذا فحسب بل أيضا يرفع مستوى نتائجك وإنجازاتك، وليس هذا على مستوى الرياضة فحسب بل حتى على مستويات التنمية والنمو المدني في الدولة، فالرؤية التي لا تحد، والأمل الذي يحدو الجميع نحو أفق واسع لا يتوقف عند حد أو رؤية قاصرة يعني أننا لن نتوقف عن الإنجازات الرياضية والمدنية والمهنية وحتى الإنجازات العسكرية والوطنية.

الدعم لقطاع الرياضة والنقلة النوعية في قوة السوق السعودي الرياضي، والشكل النهائي للدوري السعودي الرياضي، والاستثمار السعودي في سوق الرياضة العالمية يقول إن السعودية قادمة وبقوة أداء رياضيا واستثمارا وبيئة ورؤية قادمة، وهذا لا شك فيها مع ما تخطوه المملكة مع خطى واضحة نحو العالمية في شتى المجالات. والأمر لا يتطلب أكثر من إخلاص في العمل وصدق في الأداء ورؤية شابة، وكل هذه لا تنقصنا فلم يبق إلا توفيق الله سبحانه وتعالى.

الإنجازات السعودية العالمية على مستوى الرياضة ليس غريبا وليس جديدا فإنجازاتنا من عام 84 وحتى الآن تشهد، وهذا امتداد طبيعي، لكن الشيء الغير طبيعي، كما أسلفنا هي النقلة النوعية والتجاوز الكبير من المشاركات لمجرد المشاركات وتقبل الأرقام من الأهداف إلى المقارعة ورفع سقف الطموحات، أحلامنا، ليست مجرد أحلام بل عكس طبيعي لحال الواقع الذي وصلنا إليه، وهكذا هي أي رغبة وأي خطة مع عمل دؤوب ومحاسبة مستمر ومراجعة مستمرة، لا تنتج إلا مثل هذه الإنجازات وأفضل إن شاء الله تعالى!

لقد تطورت أدوات الاحتراف، وتطورت آليات الاستثمار الرياضي المحلي والداخلي، وتطور معه اللوائح والقوانين المحلية الداخلية، وتطورت أيضا آليات الدعم من القطاع الحكومي ومشاركة القطاع الخاص في عملية الاستثمار الرياضي والرؤية العملية العالمية لصانع القرار، فلم يعد الأمر محليا بل إقليميا وعالميا.

كل هذا بدعم واضح من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير الشاب محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وما حضوره الأخير في افتتاح كأس العالم إلا دليل على دعمه الكبير والذي بدأ ولن ينتهي إلا بتحقيق الإنجازات وراء الإنجازات وهذه إحدى ثمار عمل ولي العهد حفظه الله الدؤوب!

Halemalbaarrak@