بسام فتيني

متى استيقظ الأخضر عالميا؟

الأحد - 27 نوفمبر 2022

Sun - 27 Nov 2022

لا حديث يعلو اليوم عن كأس العالم، فجنون الكرة المستديرة يجوب العالم في كأس العالم منذ أن مدت كفها قطر لتصافح منتخبات الكرة الأرضية على أراضيها، وحين يكون الحديث عن النسور الخضر سأطلب منكم الاستماع لشخص يعيش عقده الخامس من العمر ويحكي لكم قصة عملقة هذا المنتخب البطل منذ أول بطولة حقيقية له حين كان سيد آسيا في الأربع سنوات الأولى من الثمانينيات ثم كررها في الـ88 ليؤكد أن اسم السعودية ومنتخبها ينظر للبعيد البعيد جدا جدا.

وحين أطل المنتخب برأسه في كأس العالم عام 1994م كانت دموع الفرح تسبق الأماني في ظهورنا الأول لكأس جول ريميه الذي أطلق شرارة الجنون الكروي لأول مرة عام 1930م ومنذ أن حققت الأورجواي لقبها الأول على أرضها بهذه البطولة استمرت المتعة إلى يومنا هذا كل 4 أعوام ما عدا دورتين متتاليتين إبان الحرب العالمية الثانية، هذا التاريخ الأخضر أذكره جيدا، وأقولها صادقا إني منذ الهزيمة السوداء من ألمانيا 8- 0 فقدت شغفي وحبي لمتابعة كرة القدم!

لكن ماذا حدث؟ فجأة تجدد الأمل لإعادة شرارة الشغف حين سمعت صرخة الانتصار على الأرجنتين فأعادت الذكريات شجون شعور العملقة مرة أخرى، اعلم أن هزيمة المنتخب من بولندا الآن وأنا اكتب هذه السطور أنها هزيمة مؤلمة؛ لكنها قد تكون الخطوة للخلف التي تسبق الانطلاق الأقوى للأمام.

نحن اليوم أمام مشروع كبير لوضع أقدام الكرة السعودية في مصاف الأندية المتقدمة كرويا، فما شاهدته من ردود أفعال المسؤولين عن المنتخب يؤكد أن الفكر الحقيقي حاضر عند النصر كما الهزيمة، وتصريحات رينارد المدير الفني للمنتخب بعد مباراة بولندا، بالإضافة للمقطع الشهير لمواساة وزير الرياضة للاعب الذي تسبب في الهدف الثاني لفريق الخصم، كل هذا يؤكد لي أن ما حدث في كأس العالم هذه الدورة يمثل انطلاقة حقيقية لوجود الأخضر عالميا وتلك نتيجة طبيعية لوطن طموح جدا يركض ركضا نحو 2030، والأيام بيننا يا أخضر فلا تبخل علينا بالفرح، وكما قال أمير الشباب «نريد متعة اللعب داخل الملعب».

BASSAM_FATINY@