50 دولة تطالب بمحاسبة قتلة الشعب في إيران

مجلس الأمن ينتفض للتصدي لأعمال العنف والقمع ضد المتظاهرين السلميين وزيرة خارجية ألمانيا: حاسبوا قتلة النساء والأطفال والرجال في نظام الملالي خبراء: العنف المتزايد في 200 مدينة سببه خوف خامنئي من انقلاب عسكري جمع أدلة وإجراء تحقيق رسمي عبر خبراء مستقلين لمعاقبة المسؤولين الإيرانيين
مجلس الأمن ينتفض للتصدي لأعمال العنف والقمع ضد المتظاهرين السلميين وزيرة خارجية ألمانيا: حاسبوا قتلة النساء والأطفال والرجال في نظام الملالي خبراء: العنف المتزايد في 200 مدينة سببه خوف خامنئي من انقلاب عسكري جمع أدلة وإجراء تحقيق رسمي عبر خبراء مستقلين لمعاقبة المسؤولين الإيرانيين

الخميس - 24 نوفمبر 2022

Thu - 24 Nov 2022

دعت 50 دولة حول العالم لضرورة التصدي لأعمال العنف التي تمارس ضد المتظاهرين العزل في إيران، وطالبت بمحاسبة قتلة الأطفال والنساء والرجال، بعد عمليات القمع الكبيرة التي جرت في الأيام الماضية.

وعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة جلسة عاجلة، أمس، لمناقشة انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، بناء على طلب من ألمانيا وأيسلندا، وبدعم من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وطالبت بإنهاء العنف وناشدت حكومة الملالي في طهران احترام الحق في حرية التعبير.

وألمح مجموعة من الخبراء إلى أن العنف المتزايد الذي تشهده أكثر من 200 مدينة إيرانية في الأيام الماضية، بعد مقتل الشابة العشرينية الكردية مهسا أميني، سببه خوف نظام خامنئي من حدوث انقلاب عسكري، عبر الحرس الثوري الذي يمثل رقما صعبا داخل إيران.

محاسبة المسؤولين

أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، أنه يجب محاسبة المسؤولين عن أعمال العنف ضد متظاهرين سلميين من الرجال والنساء والأطفال، في إيران، وقالت أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، أمس، إن إيران تنتهك حقوق المواطنين في حرية التعبير عن الرأي وحرية التجمع.

وأضافت أمام مئات الدبلوماسيين: «اليوم يتم اختبار شجاعتنا في الأمم المتحدة على رفع أصواتنا»، مشيرة إلى أن المواطنين في إيران يرغبون ببساطة في العيش بكرامة ودون تمييز، ودعت إلى إجراء تحقيق مستقل للوضع في إيران، خلال خبراء أمميين.

ورفضت ممثلة الحكومة الإيرانية جميع الاتهامات، وهاجمت ألمانيا بصفة خاصة، وقالت إن ألمانيا تنتهك حقوق الإنسان الخاصة بالإيرانيين، بالتعاون مع دول أخرى، خلال العقوبات التي فرضت على طهران. وأضافت، بأن وضع النساء في إيران في أفضل حال، وأنهن يتمتعن بالفرص الوظيفية ذاتها في كل مكان، وتشارك بيربوك في جلسة خاصة يعقدها مجلس حقوق الإنسان بشأن «تدهور وضع حقوق الإنسان في إيران».

عنف وحشي

أكدت بيربوك في برلين قبيل توجهها إلى جنيف أنها تعتزم تعزيز الضغوط على طهران، في ظل استمرار العنف ضد المتظاهرين في إيران، ومنح المتظاهرين في إيران صوتا داخل مجلس حقوق الإنسان.

وقالت الوزيرة الألمانية في برلين: «يمكن لأعضاء مجلس حقوق الإنسان إعلان المعارضة للظلم ولحالات الضرب وإطلاق الأعيرة النارية التي يسعى نظام الحكم الإيراني خلالها إلى تدمير احتجاج سلمي»، وتابعت بيربوك «رسالتنا هي: إننا لن نشاهد فقط، سنتوجه إلى مكان حيث يمكننا أن نفعل شيئا بصوتنا من أجل حقوق الإيرانيات والإيرانيين».

وأدانت وزيرة الخارجية الألمانية «العنف الوحشي واستبداد الدولة الذي يروح ضحيته إيرانيون وإيرانيات»، حسب تصريحات سابقة لها. وقد انطلقت المظاهرات في إيران بسبب وفاة الشابة مهسا أميني «22 عاما»، أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق الإيرانية في منتصف سبتمبر الماضي، بعد القبض عليها بسبب مخالفتها قواعد الزي المحافظ.

انقلاب عسكري

أعربت خبيرة ألمانية-إيرانية متخصصة في العلوم الإسلامية، عن اعتقادها بأنه يتم مواجهة خطر حدوث انقلاب عسكري في إيران حاليا، وقالت کتايون أميريور، أستاذة العلوم الإسلامية بجامعة كولونيا في غرب ألمانيا: «يمكن للباسدران، الحرس الثوري الإيراني، وضع نهاية لهذه الثِيوقراطية، ولكنه لا يرغب، بالطبع، في تأسيس ديمقراطية، أي ستكون هناك ديكتاتورية عسكرية، إيران تسير على هذا الطريق بالفعل منذ عدة أعوام».

وأكدت العالمة الألمانية-الإيرانية أن المعرفة بما تعنيه سيادة القانون والديمقراطية، واسعة للغاية داخل إيران، وقالت: «الرغبة في الحرية، ولا سيما في معرفة كيف يمكن أن تبدو إيران بشكل أفضل، قائمة».

وأشارت أميريور إلى أنه كان أمرا غير متسق تماما، أن تجعل الدولة في إيران النساء مواطنات من الدرجة الثانية، بينما تقوم في الوقت نفسه بتدريبهن ليصبحن أساتذة وطبيبات ومحاميات، وتسمح لهن بالدراسة.

جمع الأدلة

تعتزم دول العالم إجراء تحقيق رسمي للوضع عبر خبراء مستقلين، من شأنهم جمع أدلة إثبات كي يمكن محاسبة المسؤولين عن العنف يوم ما، وترفض إيران جميع هذه الاتهامات.

وتعتزم الدول الأعضاء بمجلس حقوق الإنسان، وعددها 47 دولة، التصويت على قرار بانتهاك حقوق الإنسان في إيران، وقالت وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك «رسالتنا هي: إننا لن نشاهد فقط. سنتوجه إلى مكان حيث يمكننا أن نفعل شيئا بصوتنا من أجل حقوق الإيرانيات والإيرانيين».

ووجه مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، نداء ملحا للسلطات الإيرانية لوقف استخدامها «غير المبرر وغير المتناسب» للقوة ضد المتظاهرين، وذلك في خطاب أمام مجلس حقوق الإنسان بشأن الأزمة المستمرة في إيران.

14 ألف معتقل

قال تورك في أول خطاب له أمام المجلس المؤلف من 47 عضوا، «نشهد الآن أزمة حقوق إنسان متكاملة الأركان».

وأضاف، «مما تمكنا من جمعه، تم حتى الآن اعتقال حوالى 14 ألف شخص، بينهم أطفال، في سياق الاحتجاجات، هذا رقم صادم». وتابع، «يجب وضع حد للاستخدام غير الضروري وغير المتناسب للقوة. الأساليب القديمة وعقلية الحصانة لدى من يمارسون السلطة ببساطة لا تنجح. في الواقع، هي فقط تجعل الوضع أسوأ».

ويبحث مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الخميس، قمع التظاهرات التي تهز إيران منذ أكثر من شهرين، في اجتماع قد يفضي إلى إقرار مبدأ فتح تحقيق دولي في شأن الوضع في البلد.

في المقابل، قال نائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني لمحطة «أن. دي. تي. في» الهندية، إن بلاده شكلت لجنة تابعة لوزارة الشؤون الداخلية، للتحقيق في الوفيات الناجمة عن الاحتجاجات الأخيرة.

600 قتيل

أدى قمع التظاهرات إلى مقتل ما لا يقل عن 600 شخص طبقا لمنظمة مجاهدي خلق، بينهم 51 طفلا، وفقا لمنظمة حقوق الإنسان في إيران التي تتخذ من أوسلو مقرا، وتحولت التظاهرات مع الوقت إلى احتجاجات ضد السلطة، غير مسبوقة في حجمها وطبيعتها منذ الثورة الخمينية عام 1979.

واعتقل آلاف المتظاهرين السلميين بينهم كثير من النساء والأطفال والمحامين والناشطين والصحفيين، حسب خبراء في حقوق الإنسان بالأمم المتحدة. وأصدر القضاء حتى الآن 6 أحكام بالإعدام على ارتباط بالتظاهرات.

ويبت المجلس في مسألة تشكيل فريق محققين لإلقاء الضوء على كل الانتهاكات لحقوق الإنسان المرتبطة بالتظاهرات، وحسب مسودة القرار التي قدمتها ألمانيا وأيسلندا، ستأخذ بعثة التحقيق الدولية المستقلة أيضا بـ»الأبعاد المتعلقة بالنوع الاجتماعي»، والهدف هو جمع أدلة على الانتهاكات والحفاظ عليها، تحسبا لاستخدامها في ملاحقات محتملة.

كشف الحقيقة

أعرب عدد من الدبلوماسيين والناشطين الحقوقيين وخبراء الشؤون الإيرانية عن دعمهم المبادرة، وقالت السفيرة الأميركية ميشيل تايلور «علينا أن نبذل كل ما في وسعنا لكشف الحقيقة حول ما يجري في إيران، ومساندة مطالبة الشعب الإيراني بالعدالة والمسؤولية».

وتسعى إيران لجمع عدد كاف من الحلفاء لإحباط القرار، وكتبت وزارة الخارجية الإيرانية في تغريدة، أنه «مع تاريخ طويل من الاستعمار ومن الانتهاكات لحقوق الإنسان في دول أخرى، فإن الولايات المتحدة وأوروبا غير مؤهلتين للدفاع عن حقوق الإنسان».

وتتشكل مقاومة متزايدة بدفع من روسيا والصين وإيران نفسها داخل المجلس، في وجه الجهود التي غالبا ما تقوم بها الديمقراطيات الغربية، لإدانة دول لاتهامها بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.

ضحايا الانتفاضة الإيرانية

  • 600 قتيل

  • 51طفلا قتيلا

  • 21امرأة قتيلة

  • 14ألف معتقل

  • 9 آلاف مصاب