التحالف السعودي الأمريكي وتحدياته
الخميس - 24 نوفمبر 2022
Thu - 24 Nov 2022
ما هو التحالف؟ التحالف عبارة عن علاقة بين دولتين أو أكثر لتحقيق مصالح مشتركة تجمعهم وتوحدهم في عملية حفظها ورعايتها، وهذه العلاقة لا تستمر غالبا إلا باستمرار هذه المصالح، وكما نعلم فإن التحالف تتنوع أشكاله بتنوع أهدافه ويظل خيارا مطروحا أمام الدول بمختلف توجهاتها مهما تباينت هذه التوجهات واختلفت.
ولعل أبرز نوع من هذه التحالفات حاليا في نظر الكثير هي التحالفات السياسية وطبيعتها والأسس التي تقوم عليها ومدى نفع الهدف من تكوينها للأطراف المعنية به والأهم مدى التزام هذه الأطراف بضوابطه وسبل تحقيقه.
وهذا الشق السياسي في تكوين التحالفات يقودنا للحديث عن التحالف الذي يجمع بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية وهو محور المقال والذي يعود تاريخه لما يقارب الثمانية عقود ودراسة هل توجد إمكانية فعلية لأن يكون هذا التحالف عرضة للانهيار والسقوط أم أن الحاجة له بإمكانها أن تتغلب على أي تحديات قد تهدد ديمومته وتنذر بانهياره.
ومن بين هذه التحديات التي واجهت هذا التحالف السعودي الأمريكي تاريخيا كان التحدي الذي عرف لاحقا بـ «أزمة النفط» إلا أن هذا التحدي استطاع الطرفان تجاوزه والتغلب عليه ولا حاجة للدخول في الأسباب التي تسببت في حدوثه حيث إنه أصبح مجرد ذكرى تعلم منها كلا الطرفين وخاصة الطرف الأمريكي الذي كان يغيب عنه في حينه أي تقييم عقلاني لقدرة الطرف السعودي على مواجهة أي تهديد أو أي تحد يتعرض له.
ومؤخرا شهد هذا التحالف تحديا آخر يدور حول نفس القضية ولكنه أكثر جدية هذه المرة والسبب في ذلك أنه نتج عن تغير وتباين ملحوظ في سياسات طرفي هذا التحالف، فالجانب الأمريكي سيطر عليه نفوذ اليسار الديموقراطي المتطرف الذي يحمل أجندة لا تخدم المصالح التي لطالما جمعت الدولتين إلا أن هذا الموقف كما علمتنا إرهاصات السياسة الأمريكية عرضة للتغير حين يدرك عقلاء الساسة الأمريكان مدى رعونته وخطره على المصالح الأمريكية.
وفي المقابل حدث تغير نوعي آخر في سياسة القيادة السعودية يتمثل في تولي قيادة جديدة تؤمن بسيادتها المطلقة وتنتهج مسارات تضع نصب أعينها تحقيق مصالحها بمختلف أنواعها في المقام الأول «دون الإضرار بمصالح غيرها» الأمر الذي خلق عنها صورة مغايرة تماما للصورة النمطية التي كانت سائدة في وقت من الأوقات وهو ما منحها الكثير من المكاسب على مختلف الصعد.
ومن مظاهر هذه المكاسب، مكاسب داخلية وخارجية فالداخلية تتمثل بوضوح في الشعبية الجارفة للقيادة السعودية داخل حدودها القطرية والتعاطف الشديد معها والولاء التام لها من قبل مواطنيها كما تؤكد النظرة العامة للمشهد السعودي، أما المكاسب الخارجية فتتجلى في التعامل النوعي الخارجي مع القيادة السعودية والذي نرى كيف أصبح الاحترام الشديد لها من أبرز سماته والإيمان بحقها في حماية مواردها ومصالحها هو أوضح عناوينه ما جعل الجميع يجنح إلى التعامل معها على قاعدة الندية الكاملة بعد أن أتضح لهم أن سياسة الإملاءات سياسة مرفوضة ومستهجنة لديها ولن تتجاوب معها أو ترضخ لها.
وعلى الأرجح فيما يتعلق بهذا التحدي المستجد الذي يواجهه هذا التحالف حاليا نه سيتم تجاوزه أيضا وذلك لسببين رئيسيين الأول يكمن في الامتداد التاريخي لتحالف الطرفين والذي تشهد مجرياته باستفادة كلا الجانبين من وجوده منذ تأسيسه، والسبب الثاني يكمن في استمرار وجود المصلحة المشتركة التي كانت بالأساس هي من فرضت تكوين هذا التحالف.
ولكن ما يجب أن تعلمه القيادة الأمريكية بأن قواعد التعامل مع الجانب السعودي قد تغيرت وهو ما يتطلب منها تغيير نهجها الحالي ونظرتها للقيادة السعودية وإدراك أهمية استمرار التحالف معها والعمل بمقتضياته تحقيقا لمصلحتها هي قبل غيرها في ظل المتغيرات الدولية الراهنة وإلا فإن هنالك العديد من الخيارات الأخرى التي من الممكن أن يلجأ لها صانع القرار السعودي والتي لن تخدم في المحصلة المصلحة الأمريكية.
إن ما يجب معرفته عن أي تحالف أن استمراره والمحافظة عليه مرهون بمدى مراعاة مصالح جميع أطرافه دون أن يسعى أي طرف لتغليب مصلحته الفردية على حساب مصالح أعضاء التحالف الآخرين؛ لأن ذلك وبكل بساطة يخالف أهم سبب لوجود التحالف نفسه بينهم ما يجعل تذكر هذا السبب وتجنب أي ضرر يلحق به هو الضامن الوحيد لاستدامة التحالف بينهم وعدم تقويضه.
ahmedbanigais@
ولعل أبرز نوع من هذه التحالفات حاليا في نظر الكثير هي التحالفات السياسية وطبيعتها والأسس التي تقوم عليها ومدى نفع الهدف من تكوينها للأطراف المعنية به والأهم مدى التزام هذه الأطراف بضوابطه وسبل تحقيقه.
وهذا الشق السياسي في تكوين التحالفات يقودنا للحديث عن التحالف الذي يجمع بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية وهو محور المقال والذي يعود تاريخه لما يقارب الثمانية عقود ودراسة هل توجد إمكانية فعلية لأن يكون هذا التحالف عرضة للانهيار والسقوط أم أن الحاجة له بإمكانها أن تتغلب على أي تحديات قد تهدد ديمومته وتنذر بانهياره.
ومن بين هذه التحديات التي واجهت هذا التحالف السعودي الأمريكي تاريخيا كان التحدي الذي عرف لاحقا بـ «أزمة النفط» إلا أن هذا التحدي استطاع الطرفان تجاوزه والتغلب عليه ولا حاجة للدخول في الأسباب التي تسببت في حدوثه حيث إنه أصبح مجرد ذكرى تعلم منها كلا الطرفين وخاصة الطرف الأمريكي الذي كان يغيب عنه في حينه أي تقييم عقلاني لقدرة الطرف السعودي على مواجهة أي تهديد أو أي تحد يتعرض له.
ومؤخرا شهد هذا التحالف تحديا آخر يدور حول نفس القضية ولكنه أكثر جدية هذه المرة والسبب في ذلك أنه نتج عن تغير وتباين ملحوظ في سياسات طرفي هذا التحالف، فالجانب الأمريكي سيطر عليه نفوذ اليسار الديموقراطي المتطرف الذي يحمل أجندة لا تخدم المصالح التي لطالما جمعت الدولتين إلا أن هذا الموقف كما علمتنا إرهاصات السياسة الأمريكية عرضة للتغير حين يدرك عقلاء الساسة الأمريكان مدى رعونته وخطره على المصالح الأمريكية.
وفي المقابل حدث تغير نوعي آخر في سياسة القيادة السعودية يتمثل في تولي قيادة جديدة تؤمن بسيادتها المطلقة وتنتهج مسارات تضع نصب أعينها تحقيق مصالحها بمختلف أنواعها في المقام الأول «دون الإضرار بمصالح غيرها» الأمر الذي خلق عنها صورة مغايرة تماما للصورة النمطية التي كانت سائدة في وقت من الأوقات وهو ما منحها الكثير من المكاسب على مختلف الصعد.
ومن مظاهر هذه المكاسب، مكاسب داخلية وخارجية فالداخلية تتمثل بوضوح في الشعبية الجارفة للقيادة السعودية داخل حدودها القطرية والتعاطف الشديد معها والولاء التام لها من قبل مواطنيها كما تؤكد النظرة العامة للمشهد السعودي، أما المكاسب الخارجية فتتجلى في التعامل النوعي الخارجي مع القيادة السعودية والذي نرى كيف أصبح الاحترام الشديد لها من أبرز سماته والإيمان بحقها في حماية مواردها ومصالحها هو أوضح عناوينه ما جعل الجميع يجنح إلى التعامل معها على قاعدة الندية الكاملة بعد أن أتضح لهم أن سياسة الإملاءات سياسة مرفوضة ومستهجنة لديها ولن تتجاوب معها أو ترضخ لها.
وعلى الأرجح فيما يتعلق بهذا التحدي المستجد الذي يواجهه هذا التحالف حاليا نه سيتم تجاوزه أيضا وذلك لسببين رئيسيين الأول يكمن في الامتداد التاريخي لتحالف الطرفين والذي تشهد مجرياته باستفادة كلا الجانبين من وجوده منذ تأسيسه، والسبب الثاني يكمن في استمرار وجود المصلحة المشتركة التي كانت بالأساس هي من فرضت تكوين هذا التحالف.
ولكن ما يجب أن تعلمه القيادة الأمريكية بأن قواعد التعامل مع الجانب السعودي قد تغيرت وهو ما يتطلب منها تغيير نهجها الحالي ونظرتها للقيادة السعودية وإدراك أهمية استمرار التحالف معها والعمل بمقتضياته تحقيقا لمصلحتها هي قبل غيرها في ظل المتغيرات الدولية الراهنة وإلا فإن هنالك العديد من الخيارات الأخرى التي من الممكن أن يلجأ لها صانع القرار السعودي والتي لن تخدم في المحصلة المصلحة الأمريكية.
إن ما يجب معرفته عن أي تحالف أن استمراره والمحافظة عليه مرهون بمدى مراعاة مصالح جميع أطرافه دون أن يسعى أي طرف لتغليب مصلحته الفردية على حساب مصالح أعضاء التحالف الآخرين؛ لأن ذلك وبكل بساطة يخالف أهم سبب لوجود التحالف نفسه بينهم ما يجعل تذكر هذا السبب وتجنب أي ضرر يلحق به هو الضامن الوحيد لاستدامة التحالف بينهم وعدم تقويضه.
ahmedbanigais@