سر الشهرة في وسائل التواصل الاجتماعي
الأربعاء - 23 نوفمبر 2022
Wed - 23 Nov 2022
لن تشتهر وتكون شخصية مؤثرة في المجتمع ويصل مشتركو حسابك بالملايين حتى وإن كنت مسؤولا رفيعا أو شركة مشهورة أو أميرا أو حتى شيخا ووجيها..؛ وفي المقابل من الممكن أن تشتهر وتكون شخصية مؤثرة في المجتمع وأنت لا شيء أي لا تملك أي موهبة تشفع لك أن يكون مشتركو حسابك ومتابعوك بالملايين.. فما السر في ذلك؟
إن الكثير من البشر العاديين لا يعرفون هذا السر الذي يعرفه فقط من استفاد فسكت؛ باعتبار هذا السر كنزا لا يجب أن يعرفه أحد.
فدعوني أبدأ وللمرة الأولى في كشف هذا السر.
لنعود إلى (الرأسمالية) التي تتنوع استثماراتها مع المستجدات الحادثة في العالم، فالرأسمالية لمن لا يعرفها هي نظام اقتصادي يستثمر في كل شيء دون النظر إلى القيم الأخلاقية أو أي قيم أخرى تعيق عملية الاستثمار.
لذلك سأنطلق من هذا النظام الاقتصادي بشكله المتوحش، وكيف قرأ أربابه المستجدات واستثمروا فيها.
وكمدعو رفضت وأنادي برفض هذا النوع من الاستثمار مهما كانت ضخامة العرض، وبناء على قراءاتي المتعددة للتحولات والمتغيرات في العالم ظهر لي جليا من خلال الاطلاع على دراسات (اقتصادية أجنبية) حرص الكثير من الشركات المهتمة بالمجتمعات في العالم الثالث، واتجاهها إلى الاستثمار في هذه المجتمعات باستخدام التقنية الحديثة من خلال مسار الاستثمار في التأثير والتحكم بالمجتمعات.
وللتوافق مع الأنظمة التي تحكم كل مجتمع؛ اتخذت تلك الشركات طرقا عدة ليتحقق الاستثمار في هذا المسار؛ ومن هذه الطرق:
أولا: دراسة جدوى الاستثمار في المجتمع المستهدف ومستقبلياته وتوجهه العام وثقافته السائدة.
ثانيا: تحديد الأهداف من الاستثمار في المجتمع المستهدف؛ سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو غيرها من المجالات.
ثالثا: دخول سوق العمل في المجتمع المستهدف، واختيار الفئات المنتقاة، والبدء بالعمل الجاد.
رابعا: التعاقد مع من وقع عليهم الاختيار من أصحاب الحسابات وخاصة في وسائل التواصل الاجتماعي المعتمدة على الصوت والصورة، ودعمهم بالمشتركين وإيصالهم للملايين من خلال تعاون الشركة المستثمرة مع تطبيقات تلك الوسائل.
خامسا: إذا تأهل صاحب الحساب من خلال عدد المشتركين لمستوى الإعلان تدخل الشركة وسيطا فاعلا بين صاحب الحساب الذي أصبح مشهورا وشركات الإعلان.
سادسا: تسهم الشركة المستثمرة في رعاية ودعم الشخصية المشهورة التي صنعتها، مع التزام الشخصية المشهورة بتنفيذ ما تطلبه الشركة حسب العقد.
سابعا: تحاول الشركة أن تحقق أهدافها، ومن أهمها (السياسية) من خلال الشخصية التي أسهمت في شهرتها عن طريق بث رسائل تدعم توجه الشركة حسب ميولها السياسي، وهذا يحدث في بعض الدول التي فيها صراعات، أما البعض الآخر من الدول فتحقق الشركة ما تريده للمجتمع من انحلال من خلال تعاقد الشركة مع (النساء خاصة) لتسهم في شهرتهن ثم تلزمهن بموجب العقد أن يقدمن النموذج المتحرر وخصوصا في المجتمعات المحافظة.
ومن خلال هذه الطرق وغيرها الكثير تعمل الشركات المتخصصة في المجتمعات والتي اطلعت على الكثير منها من خلال تقارير محايدة على السعي لقيادة المجتمعات المستهدفة والتأثير فيها، والاستثمار في الأفراد أو الفئات ذات المستوى العلمي والمعرفي المتدني من الرجال والنساء ومساعدتهم ليكونوا مشاهير بالصوت والصورة، ثم توفق بينهم وبين الشركات المعلنة بناء على ما دعمتهم به من مشتركين ومتابعين بالملايين، لتحصل هذه الشركات المستثمرة على الكثير من المكاسب، من أهمها:
1 - السيطرة على المجتمعات؛ من خلال تحكمها بفئات استطاعت صناعتهم كرموز مشهورة بالمجتمعات المستهدفة.
2 - تحقيق أهداف الدول الاستعمارية التي تريد التحكم بالمجتمعات داخل الدول لتتحقق التبعية التي يريدونها للمجتمعات المستهدفة.
3 - الكسب المادي من الوساطة التجارية بين الشركات المعلنة والمشاهير الوهميين، التي تتحكم الشركة المستثمرة في إنتاجهم الذي يراه الناس.
والملاحظ أن الشركات المستثمرة في هذا المجال تقدم محتوى مظللا في سبيل صناعة أصحاب الحسابات المتفق معهم؛ فربما قدمت صاحب الحساب على أنه يهدي لغيره السيارات الفارهة أو الملايين، وربما تقدم صاحب الحساب على أنه صاحب ثروة أو قصور، وكل تلك الأعمال المظللة هي لإقناع المجتمع بشهرة صاحب الحساب، وفي الحقيقة أن صاحب الحساب أداة مستخدمة منذ تعاقد مع الشركة المستثمرة وهو بذلك يطبق بنود العقد ويحاول بكل جهده أن يخفي هذه الحقيقة عن أقرب الناس إليه، لتكون هذه الاتفاقية بالغة السرية.
وقد أحسنت بعض دول الخليج أنها فرضت ضريبة على كل إعلان يؤديه المشهور الوهمي، وذلك فيما يبدو لي ليس جهلا من تلك الدول باستثمار تلك الشركات بالمشاهير الوهميين، بل إن السلطات الأمنية مطلعة على ذلك التعاقد وتعلم أهدافه ولكنها تعمل بقول الشاعر: لك الطول المرخى وثنياه باليد؛ وإذا ثبت لتلك السلطات أن المشهور الوهمي عمل ضد دينه أو بلده فسيعاقب حسب الأنظمة التي تجرم هذا التصرف، أما إذا استمرت الشخصية المشهورة الوهمية بإخفاء حقيقتها مع عدم الإساءة للدين والبلد فتترك وحالها حتى ينتهي عقدها مع الشركة التي استثمرت بها، ولكنها تظل مؤثرة في مجتمعها وتتحكم الشركة في هذا التأثير حسب أهدافها، وأغلب استثمار الشركات في هذا التأثير هو في جانب انحلال المجتمعات لتحقيق التبعية كما أسلفت.
إلا أنني أود الإشارة إلى أمرين مهمين أولهما: أهمية تجريم المشاهير الوهميين (رجال أو نساء) في ما يصدر منهم من مشاهد تخالف قيم المجتمع، وثانيهما: محاولة إضافة بند في النظام المعني بأمن المجتمع يبين مخالفة كل ما من شأنه الاستجابة لأطراف خارجية تحاول التأثير على المجتمع والتحكم به، بأي صورة كانت؛ لأنه لا تتوفر دراسات حتى الآن عن آثار هذه التعاقدات مع المشاهير الوهميين، وإلى أي حد سيتم تأثيرهم السلبي على المجتمع مستقبلا.
وفي الختام لا بد من الاستدراك أن حالة الاستثمار في وسائل التواصل الاجتماعي لا تشمل الكل بل توصف بالعمل أو الأداء المنظم في هذا المجال؛ مقابل الحالة العشوائية العامة التي يعيشها الناس في هذا الميدان.
ksa_alsuhaimi@
إن الكثير من البشر العاديين لا يعرفون هذا السر الذي يعرفه فقط من استفاد فسكت؛ باعتبار هذا السر كنزا لا يجب أن يعرفه أحد.
فدعوني أبدأ وللمرة الأولى في كشف هذا السر.
لنعود إلى (الرأسمالية) التي تتنوع استثماراتها مع المستجدات الحادثة في العالم، فالرأسمالية لمن لا يعرفها هي نظام اقتصادي يستثمر في كل شيء دون النظر إلى القيم الأخلاقية أو أي قيم أخرى تعيق عملية الاستثمار.
لذلك سأنطلق من هذا النظام الاقتصادي بشكله المتوحش، وكيف قرأ أربابه المستجدات واستثمروا فيها.
وكمدعو رفضت وأنادي برفض هذا النوع من الاستثمار مهما كانت ضخامة العرض، وبناء على قراءاتي المتعددة للتحولات والمتغيرات في العالم ظهر لي جليا من خلال الاطلاع على دراسات (اقتصادية أجنبية) حرص الكثير من الشركات المهتمة بالمجتمعات في العالم الثالث، واتجاهها إلى الاستثمار في هذه المجتمعات باستخدام التقنية الحديثة من خلال مسار الاستثمار في التأثير والتحكم بالمجتمعات.
وللتوافق مع الأنظمة التي تحكم كل مجتمع؛ اتخذت تلك الشركات طرقا عدة ليتحقق الاستثمار في هذا المسار؛ ومن هذه الطرق:
أولا: دراسة جدوى الاستثمار في المجتمع المستهدف ومستقبلياته وتوجهه العام وثقافته السائدة.
ثانيا: تحديد الأهداف من الاستثمار في المجتمع المستهدف؛ سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو غيرها من المجالات.
ثالثا: دخول سوق العمل في المجتمع المستهدف، واختيار الفئات المنتقاة، والبدء بالعمل الجاد.
رابعا: التعاقد مع من وقع عليهم الاختيار من أصحاب الحسابات وخاصة في وسائل التواصل الاجتماعي المعتمدة على الصوت والصورة، ودعمهم بالمشتركين وإيصالهم للملايين من خلال تعاون الشركة المستثمرة مع تطبيقات تلك الوسائل.
خامسا: إذا تأهل صاحب الحساب من خلال عدد المشتركين لمستوى الإعلان تدخل الشركة وسيطا فاعلا بين صاحب الحساب الذي أصبح مشهورا وشركات الإعلان.
سادسا: تسهم الشركة المستثمرة في رعاية ودعم الشخصية المشهورة التي صنعتها، مع التزام الشخصية المشهورة بتنفيذ ما تطلبه الشركة حسب العقد.
سابعا: تحاول الشركة أن تحقق أهدافها، ومن أهمها (السياسية) من خلال الشخصية التي أسهمت في شهرتها عن طريق بث رسائل تدعم توجه الشركة حسب ميولها السياسي، وهذا يحدث في بعض الدول التي فيها صراعات، أما البعض الآخر من الدول فتحقق الشركة ما تريده للمجتمع من انحلال من خلال تعاقد الشركة مع (النساء خاصة) لتسهم في شهرتهن ثم تلزمهن بموجب العقد أن يقدمن النموذج المتحرر وخصوصا في المجتمعات المحافظة.
ومن خلال هذه الطرق وغيرها الكثير تعمل الشركات المتخصصة في المجتمعات والتي اطلعت على الكثير منها من خلال تقارير محايدة على السعي لقيادة المجتمعات المستهدفة والتأثير فيها، والاستثمار في الأفراد أو الفئات ذات المستوى العلمي والمعرفي المتدني من الرجال والنساء ومساعدتهم ليكونوا مشاهير بالصوت والصورة، ثم توفق بينهم وبين الشركات المعلنة بناء على ما دعمتهم به من مشتركين ومتابعين بالملايين، لتحصل هذه الشركات المستثمرة على الكثير من المكاسب، من أهمها:
1 - السيطرة على المجتمعات؛ من خلال تحكمها بفئات استطاعت صناعتهم كرموز مشهورة بالمجتمعات المستهدفة.
2 - تحقيق أهداف الدول الاستعمارية التي تريد التحكم بالمجتمعات داخل الدول لتتحقق التبعية التي يريدونها للمجتمعات المستهدفة.
3 - الكسب المادي من الوساطة التجارية بين الشركات المعلنة والمشاهير الوهميين، التي تتحكم الشركة المستثمرة في إنتاجهم الذي يراه الناس.
والملاحظ أن الشركات المستثمرة في هذا المجال تقدم محتوى مظللا في سبيل صناعة أصحاب الحسابات المتفق معهم؛ فربما قدمت صاحب الحساب على أنه يهدي لغيره السيارات الفارهة أو الملايين، وربما تقدم صاحب الحساب على أنه صاحب ثروة أو قصور، وكل تلك الأعمال المظللة هي لإقناع المجتمع بشهرة صاحب الحساب، وفي الحقيقة أن صاحب الحساب أداة مستخدمة منذ تعاقد مع الشركة المستثمرة وهو بذلك يطبق بنود العقد ويحاول بكل جهده أن يخفي هذه الحقيقة عن أقرب الناس إليه، لتكون هذه الاتفاقية بالغة السرية.
وقد أحسنت بعض دول الخليج أنها فرضت ضريبة على كل إعلان يؤديه المشهور الوهمي، وذلك فيما يبدو لي ليس جهلا من تلك الدول باستثمار تلك الشركات بالمشاهير الوهميين، بل إن السلطات الأمنية مطلعة على ذلك التعاقد وتعلم أهدافه ولكنها تعمل بقول الشاعر: لك الطول المرخى وثنياه باليد؛ وإذا ثبت لتلك السلطات أن المشهور الوهمي عمل ضد دينه أو بلده فسيعاقب حسب الأنظمة التي تجرم هذا التصرف، أما إذا استمرت الشخصية المشهورة الوهمية بإخفاء حقيقتها مع عدم الإساءة للدين والبلد فتترك وحالها حتى ينتهي عقدها مع الشركة التي استثمرت بها، ولكنها تظل مؤثرة في مجتمعها وتتحكم الشركة في هذا التأثير حسب أهدافها، وأغلب استثمار الشركات في هذا التأثير هو في جانب انحلال المجتمعات لتحقيق التبعية كما أسلفت.
إلا أنني أود الإشارة إلى أمرين مهمين أولهما: أهمية تجريم المشاهير الوهميين (رجال أو نساء) في ما يصدر منهم من مشاهد تخالف قيم المجتمع، وثانيهما: محاولة إضافة بند في النظام المعني بأمن المجتمع يبين مخالفة كل ما من شأنه الاستجابة لأطراف خارجية تحاول التأثير على المجتمع والتحكم به، بأي صورة كانت؛ لأنه لا تتوفر دراسات حتى الآن عن آثار هذه التعاقدات مع المشاهير الوهميين، وإلى أي حد سيتم تأثيرهم السلبي على المجتمع مستقبلا.
وفي الختام لا بد من الاستدراك أن حالة الاستثمار في وسائل التواصل الاجتماعي لا تشمل الكل بل توصف بالعمل أو الأداء المنظم في هذا المجال؛ مقابل الحالة العشوائية العامة التي يعيشها الناس في هذا الميدان.
ksa_alsuhaimi@