عمار طبا

حق توفر الاتصال للجميع من المقومات الأساسية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية

الثلاثاء - 22 نوفمبر 2022

Tue - 22 Nov 2022

يزداد الاعتماد على الإنترنت لتنفيذ المهام اليومية وتسيير الأعمال والحصول على الخدمات بالنسبة للأفراد والشركات. لكن فرص الحصول على الاتصال لا تزال غير متكافئة لدى الكثير من سكان العالم. وهناك نسبة كبيرة من الأشخاص لا يزالون غير متصلين بالشبكة، والبعض الآخر يعانون من الاتصال البطيء أو الذي لا يمكن الاعتماد عليه.

اليوم، أصبح الإنترنت متاحاً للأشخاص والأجهزة بشكل أوسع من ذي قبل، ما يؤكد أننا على المسار الصحيح لبناء عالم أكثر ذكاءً واتصالاً. لكن ذلك يعني بأن الوصول للهواتف المحمولة وتوفر الإنترنت بات من المقومات الأساسية للتنمية الاقتصادية كما نصّت على ذلك مبادئ الأمم المتحدة التي شددت على أهمية حق توفير الاتصال لجميع المجتمعات على طريق ضمان تحقيق الشمول الرقمي. لكن تقارير الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول (جي اس ام ايه) تشير إلى أن هناك أكثر من 700 مليون شخص في جميع أنحاء العالم ما زالوا غير قادرون على الوصول إلى الإنترنت والتمتع باستخدامه، حيث يعيش العديد منهم في مناطق نائية يصعب الوصول إليها ولا يمكن توفير الاتصال لهم بكفاءة وبتكلفة مقبولة.

يسهم العالم الرقمي المتصل في فتح آفاق جديدة للمناطق النائية والريفية، حيث يوفر الاتصال بالشبكة لسكان هذه المناطق، لا سيما الشباب منهم، العديد من الفرص أهمها التعليم والقدرة على إثراء المعرفة والخروج من عزلتهم وربطهم بالعالم. كما تسهم فرص الاتصال بتوفير رعاية أكبر المجتمعات بتمكين الأشخاص من الوصول للمعلومات والخدمات التي قد لاتكون متوفرة على أرض الواقع، فضلاً عن إمكانية استخدام هواتفهم المحمولة للتواصل المستمرّ والحصول على فرص الوظائف التي تتطلّب مهارات رقمية.

وأكد التقرير الاجتماعي العالمي 2021 بعنوان "تقييم التنمية الريفية" على ضرورة سد الفجوة بين الريف والمدينة بالاعتماد على التقنيات الحديثة التي تسهم في تعزيز الأنشطة الاقتصادية، حيث ساد الاعتقاد سابقاً بأن دور التكنولوجيا يقتصر على تنمية المدن، لكن بات بالإمكان اليوم نشرها وتعميم ميزاتها في المناطق النائية والريفية التي قد تكون أكثر حاجة لها من المدن.

يزداد اعتماد دول الشرق الأوسط على التقنيات الرقمية والاقتصاد الرقمي لدفع عجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة، حيث تشهد دول المنطقة جهوداً كبيرة لتطوير البنية التحتية الرقمية في ظل المستويات المتفاوتة من المهارات الرقمية والأنظمة الإيكولوجية التي تتوفر لديها. ويتم العمل على توفير الاتصال للمناطق البعيدة التي كانت غير متصلة في السابق. وعلى سبيل المثال، ساهم مشروع يو اس اف برودباند في توفير الاتصال لأكثر من 140 ألف شخص مقيم في المناطق النائية في المملكة العربية السعودية. ودعم المشروع جهود المعنيين في المملكة لتمكين المواطنين من الوصول إلى خدمات الحكومة الإلكترونية التي توفرها وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات ودفع عجلة التحول الرقمي بما يتماشى مع رؤية 2030. وهذا مثال حي عن المشاريع الذي يجب تنفيذها لتوفير الاتصال لسكان المناطق النائية والريفية وربطهم بالشبكة ليكونوا جزءاً من الحياة الرقمية المستقبلية بكافة ميزاتها.

لكن لا بد من بذل جهود أكبر لتحقيق التحول الرقمي، لا سيما على مستوى الشركات الصغيرة والمتوسطة والمناطق النائية التي لا تمتلك البنية التحتية الرقمية المتماسكة، حيث يجب تمكين هذه المناطق من المساهمة في تنفيذ السياسات التقنية المحلية من خلال توفير بيئة العمل الملائمة، وهنا يكمن دور الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتحقيق ذلك.

تلتزم هواوي بالعمل مع شرءاكها وعملائها على توفير الاتصال للمناطق النائية من خلال حلول رائدة عالمياً كحل "رورال لينك" الذي يعتبر ابتكاراً غير مسبوق في مجال المحطات الأرضية للشبكات كونه يوفر المحطات النظيفة والمستدامة التي يمكن تطويرها بسهولة، ويسهم في تمكين المشغلين من توفير اتصال الهاتف المحمول للمناطق النائية والريفية ووضع الاتصال الرقمي في متناول الجميع.

نؤمن في هواوي بأن الاتصال حق أساسي من حقوق الإنسان، وأنه ينبغي على جميع المعنيين من القطاعين العام والخاص الالتزام بتعزيز قدرات الاتصال بالشبكة وتوفير خدمات المعلومات والاتصالات بتكلفة مقبولة للأشخاص في جميع أنحاء العالم بالاعتماد على التقنيات المبتكرة. ونلتزم بنهج ردم الفجوة الرقمية والتعاون مع الشركاء على تحقيق التنمية المستدامة في المناطق النائية والريفية بالاعتماد على التقنيات الرقمية. وقد طورنا لذلك العديد من حلول اتصال الهاتف المحمول المبتكرة التي تعزز كفاءة البنية التحتية وتوفير إمدادات الطاقة الثابتة ونقلها وتنفيذ عمليات التركيب والصيانة بكفاءة في الأسواق الناشئة. وقد نال حل "رورال ستار برو" المبتكر من هواوي جائزة "أفضل ابتكار للهاتف المحمول في الأسواق الناشئة" في حفل توزيع جوائز جلومو 2021 الذي نظمته الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول (جي اس ام ايه) وأجمع الحكام على أن حل "هواوي رورال ستار" من أهم الأمثلة على تكامل التقنيات وتحسينها لمواجهة التحديات التي تعيق نشر التكنولوجيا في المناطق النائية والريفية وتوفير إمكانات التنمية للدول النامية، حيث توفر هذه الحلول خدمات النطاق العريض للهاتف المحمول فائقة الكفاءة للمناطق النائية والريفية. وساهمت هذه الحلول حتى اليوم في توفير الاتصال لأكثر من 60 مليون شخص في أكثر من 70 دولة ومنطقة حول العالم.

بالاعتماد على حلول تقنية المعلومات والاتصالات المبتكرة، نتعاون مع شركائنا الدوليين مثل منظمة اليونسكو ومبادرة "ردم فجوة الاتصال" لتوفير أعلى مستويات الاتصال للجميع والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة بما فيها الهدف الرابع (التعليم الجيد) والهدف الخامس (المساواة بين الجنسين) والهدف الثامن (العمل اللائق والتنمية الاقتصادية). ونركز على قدرات التكنولوجيا وتعزيز تغطية الشبكة والاتصالات للمساهمة في توفير الموارد التعليمية ذات الكفاءة العالية. كما نوفر التدريب التقني من أجل تعزيز المعرفة العلمية والتقنية للمعلمين والطلاب في المناطق النائية لدمجهم بالعالم الرقمي.

لم يعد الاتصال مقتصراً على الأشخاص، بل يشمل المنازل والمصانع وكافة الأنشطة الاقتصادية. وتركز هواوي على مساعدة عملائها على تطوير الاتصال من خلال المنتجات والحلول المبتكرة كشبكات الجيل الخامس بالاعتماد على الحوسبة السحابية وشبكات "واي فاي" الأفضل في فئتها وشبكات مراكز البيانات الذكية. وفي ظل الاعتماد المتزايد على التقنيات الرقمية في مختلف القطاعات، نستخدم الذكاء الاصطناعي لتمكين التشغيل الآلي في الشبكات وصيانتها وابتكار أنظمة جديدة لنشر شبكات بروتوكول الإنترنت الأكثر تطوراً.

الاتصال من الركائز الهامة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، ولم يعد من الرفاهيات بل من المقومات الأساسية للحياة، وهو حق للجميع. وستصبح الاتصالات من الموارد الطبيعية الشاملة التي توفرها الشبكات لتلبية احتياجات المستخدمين. ويجب أن يتم توفير الشبكات الاتصالات الذكية والسلسة والآمنة للأشخاص والأشياء في كل مكان وأي وقت. ولا شك بأن شبكات الجيل الخامس 5G والمرحلة المتقدمة منها ممثلة بشبكات الجيل الخامس والنصف 5.5G ستسهم في إطلاق مرحلة جديدة من الاتصال بقدرات 10 ميجابايت.