الوهم المعرفي وخطر التوكؤ على التقنية
الأحد - 20 نوفمبر 2022
Sun - 20 Nov 2022
يتميز الإنسان بصفة التفكير المستمر والقدرة الفائقة على اكتساب المعرفة والتعلم، لكن كلما اتسعت جزر معرفته وعلمه تمددت شواطئ إنكاره وجهله، ولا يزال باحثا عن المعرفة، ساعيا لتحسين وتطوير قدراته الإدراكية والاستيعابية اكتسابا واسترجاعا، معتمدا على موارد أخرى لتنظيم وحفظ واسترجاع المعلومات، وكذلك اعتماده على التفاعل الاجتماعي لمشاركة الخبرات التي يمتلكها الناس لمواجهة المتغيرات المتتابعة والمستمرة في هذا العالم؛ كتشارك معرفة أحدهم في أفضلية منتج معين: سلعة أو خدمة أو فكرة أو نقل المعرفة في مهنة ما من جيل إلى جيل. يمتاز هذا النهج في تتبع المعلومات من الكتب والمخطوطات والمجلات ومشاركة خبرات الآخرين بعدم خلط الفرد بين ما يعرفه فعلا وبين ما يقدمه له مصدر المعرفة أو وعاء المعلومات؛ بمعنى يكون الفرد على وعي تام بحدود ما يمتلكه من معرفة.
في المقابل مع توفر التقنيات المعاصرة ومن خلال الشبكة العنكبوتية العامل الرئيس في الانفجار المعلوماتي المصاحب لثورة الاتصالات، أصبح الفرد كما قال دونالد رامسفيلد «لم نعد نفرق بين ما نعرفه وما لا نعرفه». وفي هذا السياق أفرزت بعض الدراسات العلمية التي نظمها الباحثون في جامعة ييل Yale على ما يزيد على ألف مشارك أن الإنترنت يعطي الفرد نوعا من الوهم المعرفي بسبب مزج المعلومات والمعارف المتوفرة على الشبكة والمعلومات والمعارف الكامنة في ذهنه. وفي دراسة أخرى وجد الباحثون أن الدخول على الشبكة ليس المسوغ الوحيد لثقة الفرد المفرطة في معرفته؛ بل في الواقع كان وهم المعرفة نتيجة البحث على الإنترنت بالتحديد، بصرف النظر عن موقع وأداة البحث ونتيجة البحث ومدى صحتها وارتباطها بأسئلة الموضوع الذي يبحث عنه، وكأن مجرد محاولة الوصول للمعلومات عبر الشبكة العنكبوتية كاف لتصور الفرد بأنه يملك إجابات أكثر صادرة من معرفة أضخم مما يملكه حقيقة.
الجلي توكؤ الكثير من الناس واعتمادهم شبه التام على زيادة رصيدهم المعرفي من خلال التقنية المتمثلة في محركات البحث كمصدر للمعرفة، بينما صرحت نتائج الدراسات بأن هذا (عكاز التقنية) يولد ضبابية تخفي حدود معرفة الفرد الحقيقية. بالرغم من أن الباحثين في جامعة ييل يتوقعون استمرار ضبابية تقييم المعرفة لدى الفرد، نظرا للزيادة المستمرة في اعتماد الأفراد على التقنية.
ومن وجهة نظر متخصصة في إدارة المعرفة أرى أن الخلط بين مفهومي المعلومات والمعرفة أحد الأسباب الرئيسة في تكون الوهم المعرفي، فالمعلومات تظل معلومات ما لم تمحصها التجارب وتحولها الخبرات إلى معرفة حقيقية، يساعد في ذلك التركيز في الكم المعرفي الحقيقي الذي نملكه، ونوع وحجم المعرفة التي نحتاجها أو نبحث عنها، لذا علينا الرشد في استخدام التقنية بالبحث عن المعلومات وصهرها في بوتقة الخبرة والفكر لتكوين المعرفة.
ختاما أقول: أن يكون لديك معلومات عن شيء لا يعني معرفتك به.
Salem_Humaidan@
في المقابل مع توفر التقنيات المعاصرة ومن خلال الشبكة العنكبوتية العامل الرئيس في الانفجار المعلوماتي المصاحب لثورة الاتصالات، أصبح الفرد كما قال دونالد رامسفيلد «لم نعد نفرق بين ما نعرفه وما لا نعرفه». وفي هذا السياق أفرزت بعض الدراسات العلمية التي نظمها الباحثون في جامعة ييل Yale على ما يزيد على ألف مشارك أن الإنترنت يعطي الفرد نوعا من الوهم المعرفي بسبب مزج المعلومات والمعارف المتوفرة على الشبكة والمعلومات والمعارف الكامنة في ذهنه. وفي دراسة أخرى وجد الباحثون أن الدخول على الشبكة ليس المسوغ الوحيد لثقة الفرد المفرطة في معرفته؛ بل في الواقع كان وهم المعرفة نتيجة البحث على الإنترنت بالتحديد، بصرف النظر عن موقع وأداة البحث ونتيجة البحث ومدى صحتها وارتباطها بأسئلة الموضوع الذي يبحث عنه، وكأن مجرد محاولة الوصول للمعلومات عبر الشبكة العنكبوتية كاف لتصور الفرد بأنه يملك إجابات أكثر صادرة من معرفة أضخم مما يملكه حقيقة.
الجلي توكؤ الكثير من الناس واعتمادهم شبه التام على زيادة رصيدهم المعرفي من خلال التقنية المتمثلة في محركات البحث كمصدر للمعرفة، بينما صرحت نتائج الدراسات بأن هذا (عكاز التقنية) يولد ضبابية تخفي حدود معرفة الفرد الحقيقية. بالرغم من أن الباحثين في جامعة ييل يتوقعون استمرار ضبابية تقييم المعرفة لدى الفرد، نظرا للزيادة المستمرة في اعتماد الأفراد على التقنية.
ومن وجهة نظر متخصصة في إدارة المعرفة أرى أن الخلط بين مفهومي المعلومات والمعرفة أحد الأسباب الرئيسة في تكون الوهم المعرفي، فالمعلومات تظل معلومات ما لم تمحصها التجارب وتحولها الخبرات إلى معرفة حقيقية، يساعد في ذلك التركيز في الكم المعرفي الحقيقي الذي نملكه، ونوع وحجم المعرفة التي نحتاجها أو نبحث عنها، لذا علينا الرشد في استخدام التقنية بالبحث عن المعلومات وصهرها في بوتقة الخبرة والفكر لتكوين المعرفة.
ختاما أقول: أن يكون لديك معلومات عن شيء لا يعني معرفتك به.
Salem_Humaidan@