مؤتمر المناخ يهزم حملات التضليل الإخوانية
إطلاق صندوق إنساني ينحاز للدول الفقيرة ويعوض عن الكوارث والأزمات
إطلاق صندوق إنساني ينحاز للدول الفقيرة ويعوض عن الكوارث والأزمات
الأحد - 20 نوفمبر 2022
Sun - 20 Nov 2022
لم يأت المشهد الأخير لمؤتمر المناخ في مصر «كوب 27» على هوى الأوروبيين والأغنياء، وسجل في لحظاته الأخيرة انتصارا مشهودا للدول الفقيرة، بعدما أطلق صندوق «الخسائر والأضرار» لتعويض الدول المعرضة للتأثيرات المناخية،
انتصر مؤتمر شرم الشيخ الذي استمر 20 يوما بعد تمديده 48 ساعة، على حملات التضليل، التي قادتها قنوات فضائية إخوانية لإعلاميين مصريين وعرب يعيشون في أوروبا، ظلوا على مدار الأيام الماضية يتصيدون الأخطاء، ويتوقعون الفشل، لكن الإعلان الختامي جاء مخيبا لأمالهم، وهازما لخيالهم المريض، بعدما وقف جميع المشاركين يصفقون أكثر من 60 ثانية لرئيس المؤتمر وزير الخارجية المصري سامح شكري.
وعدّ المراقبون إطلاق صندوق إنساني ينحاز للدول الفقيرة انتصارا كبيرا للمشاركين في القمة، التي حظيت بمشاركة 200 دولة حول العالم، وخرجت بمجموعة كبيرة من النتائج والمخرجات.
مقاومة الأغنياء
اتفق المفاوضون في مؤتمر المناخ العالمي، صباح أمس، على إنشاء الصندوق الذي طال انتظاره لتعويض عدد من الدول، وجاء الاتفاق في إطار الموافقة الجزئية على مسودة إعلان ختامي للمؤتمر في منتجع شرم الشيخ المصري، وينظر إلى الاتفاق على أنه انتصار كبير للدول الفقيرة، التي غالبا ما تتحمل آثار تغير المناخ على الرغم من أنها أقل إسهاما في التسبب في ذلك.
وجاءت الموافقة خلال جلسة عامة، وحظيت بتصفيق من المندوبين، إذ كانت الدول النامية تضغط منذ فترة طويلة لإنشاء آلية مالية لمعالجة الضرر الناجم عن المناخ في الدول منخفضة الدخل، وهو مطلب قاومته الدول الغنية لسنوات.
وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، بإنشاء صندوق لتعويض الدول المعرضة لتأثيرات التغير المناخي وقال: «إن المندوبين في المؤتمر العالمي للمناخ، المعروف باسم، «كوب27»، اتخذوا خطوة مهمة نحو العدالة»، وأضاف «أرحب بقرار إنشاء صندوق «الخسائر والتعويضات»، وتفعيله في الفترة المقبلة».
وتابع «من الواضح أن ذلك لن يكون كافيا، لكنه مؤشر سياسي، تشتد الحاجة إليه لإعادة بناء الثقة المنهارة»، وأشار إلى أن أصوات هؤلاء «على الخطوط الأمامية لأزمة المناخ، يجب سماعها»، وأضاف أن الأمم المتحدة «ستدعم هذا الجهد، في كل خطوة على الطريق».
تصفيق طويل
عقب انتهاء كلمته في الجلسة الختامية لمؤتمر المناخ، تفاعل الحضور الموجودون على المنصة، بالتصفيق والوقوف، احتراما وتقديرا لكلمة سامح شكري، وزير الخارجية المصري ورئيس المؤتمر.
وكان شكري أكد أن المهمة لم تكن سهلة للوصول إلى قرارات تدعم مواجهة التغير المناخي، متابعا: «عملنا على مدار الساعة.. أياما وليالي طويلة لتحقيق تطلعات الشعوب في مختلف دول العالم».
وأضاف خلال كلمته في الجلسة الختامية لمؤتمر المناخ: «تمكنا في نهاية المطاف من شق الطريق وتحقيق المنجزات، تمكنا من الاستجابة للتطلعات والتعامل مع التداعيات السلبية للآثار المناخية التي تؤثر على حياة الملايين في مختلف أنحاء كوكب الأرض».
وتابع شكري: «رأينا ما حدث في باكستان بسبب الفيضانات، والعالم أمامنا، من أجل العمل وحمايته من تداعيات التغير المناخي».
عدالة مناخية
أعرب رئيس وزراء باكستان شهباز شريف، عن تقديره لإنشاء صندوق الخسائر والأضرار في قمة الأمم المتحدة للمناخ (كوب 27)، وعدّه «الخطوة المحورية الأولى» نحو هدف العدالة. وغردت وزيرة المناخ الباكستانية شيري رحمن عقب الاتفاق: «لقد كانت رحلة طويلة استمرت 30 عاما من طلب إنشاء صندوق الخسائر والأضرار لـ134 دولة»، ووصفته بأنه خطوة أولى مهمة تجاه إعادة تأكيد المبادئ الأساسية للعدالة المناخية.
أبرز مخرجات مؤتمر المناخ في مصر
مقاومة مريرة
انتقدت أنالينا بيربوك مواقف بعض الدول، قائلة «نحن الأوروبيين دافعنا في البيان الختامي عن الالتزام الواضح بالتخلي العالمي عن الطاقات الأحفورية، وكان هناك كثير من الدعم لهذا، لكن كانت هناك مقاومة مريرة أيضا من بعض الدول»، لكنها رأت أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها ذكر الدور المحوري للطاقات المتجددة.
ووافق مؤتمر المناخ على الإعلان الختامي، أمس، بعد مفاوضات شاقة، وأعادت ما يقرب من 200 دولة التأكيد على قرار سابق بالتخلص التدريجي من الفحم، ومع ذلك، لم يتم ذكر النفط والغاز في الوثيقة.
أسئلة عالقة
قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك «المجتمع الدولي أنشأ آليات تمويل مشتركة لمساعدة الناس الأكثر تضررا من الكوارث المناخية على وجه التحديد، وبذلك نفتح فصلا جديدا في سياسة المناخ».
وتابعت: أنه أمكن التأكيد على أن المساعدة ستتركز على الدول الأكثر عرضة للأضرار، مشيرة إلى أنه قد تم إطلاق عملية بغرض إخضاع الدول التي تصدر كثيرا من غازات الاحتباس الحراري، للمساءلة رغم أن « كثيرا من الأسئلة هنا لا تزال عالقة ومحل خلاف».
وقالت بيربوك، إنه أمكن منع النكوص على نتائج مؤتمري المناخ في جلاسكو وباريس، والدفاع عن هدف الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض بما لا يزيد عن 1.5 درجة مقارنة بفترة ما قبل الثورة الصناعية.
في المقابل، رأت بيربوك أنه «أمر أكثر من محبط أن تتم عرقلة خطوات تأخرت لتقليل مصادر الطاقة الأحفورية والتخلص منها، بسبب رفض بعض الدول ذات الانبعاثات الكبيرة والمنتجة للنفط. وسيفقد العالم نتيجة ذلك وقتا ثمينا للتحرك نحو مسار الـ 1.5 درجة».
قرار تايخي
عدّ آني داسجوبتا، رئيس معهد الموارد البيئة العالمية، وهو مؤسسة بحثية بيئية، أن إنشاء صندوق خطوة «مهمة» لإعادة بناء الثقة مع الدول ، المعرضة للخطر، وأكدت شبكة العمل المناخي وهي مجموعة من المنظمات غير الحكومية، أن قرار إنشاء الصندوق يعد «تاريخيا».
غير أن فرانس تيمرمانز، مسؤول شؤون المناخ بالاتحاد الأوروبي، انتقد النتيجة، وقال أمام الجلسة الختامية «ما لدينا ليس كافيا لقطع خطوة إلى الأمام للناس وللكوكب». وأضاف، بأن النتيجة لا تعالج «الفجوة المتسعة بين علم المناخ وسياستنا بشأن المناخ».
انتصر مؤتمر شرم الشيخ الذي استمر 20 يوما بعد تمديده 48 ساعة، على حملات التضليل، التي قادتها قنوات فضائية إخوانية لإعلاميين مصريين وعرب يعيشون في أوروبا، ظلوا على مدار الأيام الماضية يتصيدون الأخطاء، ويتوقعون الفشل، لكن الإعلان الختامي جاء مخيبا لأمالهم، وهازما لخيالهم المريض، بعدما وقف جميع المشاركين يصفقون أكثر من 60 ثانية لرئيس المؤتمر وزير الخارجية المصري سامح شكري.
وعدّ المراقبون إطلاق صندوق إنساني ينحاز للدول الفقيرة انتصارا كبيرا للمشاركين في القمة، التي حظيت بمشاركة 200 دولة حول العالم، وخرجت بمجموعة كبيرة من النتائج والمخرجات.
مقاومة الأغنياء
اتفق المفاوضون في مؤتمر المناخ العالمي، صباح أمس، على إنشاء الصندوق الذي طال انتظاره لتعويض عدد من الدول، وجاء الاتفاق في إطار الموافقة الجزئية على مسودة إعلان ختامي للمؤتمر في منتجع شرم الشيخ المصري، وينظر إلى الاتفاق على أنه انتصار كبير للدول الفقيرة، التي غالبا ما تتحمل آثار تغير المناخ على الرغم من أنها أقل إسهاما في التسبب في ذلك.
وجاءت الموافقة خلال جلسة عامة، وحظيت بتصفيق من المندوبين، إذ كانت الدول النامية تضغط منذ فترة طويلة لإنشاء آلية مالية لمعالجة الضرر الناجم عن المناخ في الدول منخفضة الدخل، وهو مطلب قاومته الدول الغنية لسنوات.
وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، بإنشاء صندوق لتعويض الدول المعرضة لتأثيرات التغير المناخي وقال: «إن المندوبين في المؤتمر العالمي للمناخ، المعروف باسم، «كوب27»، اتخذوا خطوة مهمة نحو العدالة»، وأضاف «أرحب بقرار إنشاء صندوق «الخسائر والتعويضات»، وتفعيله في الفترة المقبلة».
وتابع «من الواضح أن ذلك لن يكون كافيا، لكنه مؤشر سياسي، تشتد الحاجة إليه لإعادة بناء الثقة المنهارة»، وأشار إلى أن أصوات هؤلاء «على الخطوط الأمامية لأزمة المناخ، يجب سماعها»، وأضاف أن الأمم المتحدة «ستدعم هذا الجهد، في كل خطوة على الطريق».
تصفيق طويل
عقب انتهاء كلمته في الجلسة الختامية لمؤتمر المناخ، تفاعل الحضور الموجودون على المنصة، بالتصفيق والوقوف، احتراما وتقديرا لكلمة سامح شكري، وزير الخارجية المصري ورئيس المؤتمر.
وكان شكري أكد أن المهمة لم تكن سهلة للوصول إلى قرارات تدعم مواجهة التغير المناخي، متابعا: «عملنا على مدار الساعة.. أياما وليالي طويلة لتحقيق تطلعات الشعوب في مختلف دول العالم».
وأضاف خلال كلمته في الجلسة الختامية لمؤتمر المناخ: «تمكنا في نهاية المطاف من شق الطريق وتحقيق المنجزات، تمكنا من الاستجابة للتطلعات والتعامل مع التداعيات السلبية للآثار المناخية التي تؤثر على حياة الملايين في مختلف أنحاء كوكب الأرض».
وتابع شكري: «رأينا ما حدث في باكستان بسبب الفيضانات، والعالم أمامنا، من أجل العمل وحمايته من تداعيات التغير المناخي».
عدالة مناخية
أعرب رئيس وزراء باكستان شهباز شريف، عن تقديره لإنشاء صندوق الخسائر والأضرار في قمة الأمم المتحدة للمناخ (كوب 27)، وعدّه «الخطوة المحورية الأولى» نحو هدف العدالة. وغردت وزيرة المناخ الباكستانية شيري رحمن عقب الاتفاق: «لقد كانت رحلة طويلة استمرت 30 عاما من طلب إنشاء صندوق الخسائر والأضرار لـ134 دولة»، ووصفته بأنه خطوة أولى مهمة تجاه إعادة تأكيد المبادئ الأساسية للعدالة المناخية.
أبرز مخرجات مؤتمر المناخ في مصر
- إنشاء صندوق الخسائر والأضرار لتعويض الدول المتأثرة بالكوارث المناخية
- التخلي التدريجي عن الوقود الأحفوري الذي ينتج كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون
- تسريع عمليات الانتقال إلى الطاقة النظيفة والعادلة والمتجددة خلال هذا العقد
- تعاون دولي غير مسبوق بين الحكومات، خاصة في مجال الابتكار والاستثمار لتحقيق صافي صفر بحلول 2050
- استثمار حوالي 4 تريليونات دولار سنويا في الطاقة المتجددة حتى عام 2030
- حدوث تحول عالمي إلى اقتصاد منخفض الكربون، واستثمارات لا تقل عن 4-6 تريليونات دولار أميركي سنويا
- الحاجة الملحة للتصدي، بطريقة شاملة للأزمة العالمية المترابطة لتغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي
- بذل الجهود على جميع المستويات لتحقيق اتفاق باريس، بإبقاء الزيادة في متوسط درجة الحرارة العالمية أقل بكثير من 2 درجة مئوية.
- حث الدول المتقدمة على تقديم دعم معزز، ونقل التكنولوجيا، وبناء القدرات لمساعدة البلدان النامية بشأن التخفيف والتكيف
مقاومة مريرة
انتقدت أنالينا بيربوك مواقف بعض الدول، قائلة «نحن الأوروبيين دافعنا في البيان الختامي عن الالتزام الواضح بالتخلي العالمي عن الطاقات الأحفورية، وكان هناك كثير من الدعم لهذا، لكن كانت هناك مقاومة مريرة أيضا من بعض الدول»، لكنها رأت أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها ذكر الدور المحوري للطاقات المتجددة.
ووافق مؤتمر المناخ على الإعلان الختامي، أمس، بعد مفاوضات شاقة، وأعادت ما يقرب من 200 دولة التأكيد على قرار سابق بالتخلص التدريجي من الفحم، ومع ذلك، لم يتم ذكر النفط والغاز في الوثيقة.
أسئلة عالقة
قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك «المجتمع الدولي أنشأ آليات تمويل مشتركة لمساعدة الناس الأكثر تضررا من الكوارث المناخية على وجه التحديد، وبذلك نفتح فصلا جديدا في سياسة المناخ».
وتابعت: أنه أمكن التأكيد على أن المساعدة ستتركز على الدول الأكثر عرضة للأضرار، مشيرة إلى أنه قد تم إطلاق عملية بغرض إخضاع الدول التي تصدر كثيرا من غازات الاحتباس الحراري، للمساءلة رغم أن « كثيرا من الأسئلة هنا لا تزال عالقة ومحل خلاف».
وقالت بيربوك، إنه أمكن منع النكوص على نتائج مؤتمري المناخ في جلاسكو وباريس، والدفاع عن هدف الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض بما لا يزيد عن 1.5 درجة مقارنة بفترة ما قبل الثورة الصناعية.
في المقابل، رأت بيربوك أنه «أمر أكثر من محبط أن تتم عرقلة خطوات تأخرت لتقليل مصادر الطاقة الأحفورية والتخلص منها، بسبب رفض بعض الدول ذات الانبعاثات الكبيرة والمنتجة للنفط. وسيفقد العالم نتيجة ذلك وقتا ثمينا للتحرك نحو مسار الـ 1.5 درجة».
قرار تايخي
عدّ آني داسجوبتا، رئيس معهد الموارد البيئة العالمية، وهو مؤسسة بحثية بيئية، أن إنشاء صندوق خطوة «مهمة» لإعادة بناء الثقة مع الدول ، المعرضة للخطر، وأكدت شبكة العمل المناخي وهي مجموعة من المنظمات غير الحكومية، أن قرار إنشاء الصندوق يعد «تاريخيا».
غير أن فرانس تيمرمانز، مسؤول شؤون المناخ بالاتحاد الأوروبي، انتقد النتيجة، وقال أمام الجلسة الختامية «ما لدينا ليس كافيا لقطع خطوة إلى الأمام للناس وللكوكب». وأضاف، بأن النتيجة لا تعالج «الفجوة المتسعة بين علم المناخ وسياستنا بشأن المناخ».