أهمية التدريب وإدارة المواهب للمنظمات

إدارة التدريب وإدارة المواهب وجهان لعملة واحدة، كل عمل إداري منظم يتطلب أن تكون له قيمة، بالتركيز على المعرفة المكتسبة، والتي تتسبب في رفع قيمة الموظفين، الأمر الذي يجعل المنظمة متطورة ومتعلمة، ويحقق لها الميزة التنافسية، باختيار من لديهم المهارة والكفاءة والإمكانات والقدرات الكامنة من الموظفين، لأداء أعمال وأنشطة تكاملية مختلفة في المنظمة، والتي تسمى في فلسفة الموارد البشرية «المواهب»، التي تحتاج إلى إدارة وعمل مؤسسي منظم لاكتشاف وتدريب واستبقاء رأس المال البشري.

يقول «تيد هوف» نائب رئيس التدريب بشركة IBM، «لا بد أن يقدم التدريب قيمة استراتيجية للعمل على تطوير القوى العاملة المثلى، خلال اختيار الأشخاص المناسبين ذوي المهارات المناسبة في الوظائف المناسبة، على نحو يتماشى مع متطلبات العمل».

التدريب المستدام في مفهومه العام، هو العمل على النقل المعرفي بصفة دورية نظريا وتطبيقيا، لإحداث التغيير لدى الموظفين، بالتالي يتم تمكينهم من مناصب تليق بخبراتهم لإدارة قطاع أو دائرة أو قسم مستقبلا بطريقة محترفة ومتميزة.

أي أنه من الضروري تفعيل مهام إدارة المواهب لأي منظمة تطمح إلى أن تصبح في المقدمة، خصوصا إذا اعتمدت على صناعة متخصصة لمواكبة التنافس العالي في السوق محليا ودوليا.

إدارة المواهب Talent Management تعرفها جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، بأنها العمليات الاحترافية المتتابعة والمتكاملة، التي تقوم بها إدارة الموارد البشرية لجذب أفضل الموظفين وتحفيزهم والاحتفاظ بهم.

لو لاحظنا خلال التعريف، هنالك 3 أدوار تقوم بها إدارة المواهب، هي: الجذب والتحفيز والاحتفاظ، والتي تعد من المهام الاستراتيجية أي طويلة الأمد، وتعتمد على خطط مستقبلية لتحقيق نتائجها ونجاحاتها المرجوة، التي تنعكس على جميع القطاعات في المنظمة.

رأس المال البشري يهتم بما يسمىHead Hunting، أي اصطياد العقول البشرية المتميزة، من الموظفين العاملين في المجال نفسه من منظمات أخرى، أو ممن هم على مقاعد الدراسة الجامعية، أو حديثي التخرج من الطلاب المتميزين في مسيرتهم الدراسية إلى أن يتم تعيينهم، وهذا يعد من المهام الرئيسة ذا أولوية قصوى، بهدف تجميع أكبر قدر من الموظفين الأكفاء، الذين يتم تحفيزهم مستقبلا بتدريبهم المستمر.

وهنا تتقاطع مهام إدارة المواهب مع إدارة التدريب، بالتالي سيتحقق الأداء العالي المتوقع خلال مؤشرات قياس الأداء، الأمر الذي يبني قاعدة أساسية من أفضل الموظفين، لتحقيق التعاقب الوظيفي المخططSuccession Planning Employee، بالبعد عن العشوائية في التعيين العبثي، والاعتماد على اختيار موظفين من المنظمة نفسها، ذوي مهارة عالية لتولي المهام المستقبلية، خلال إسقاط اختبارات معينة: نفسية ووظيفية ومعرفية، والذي سيؤدي إلى تعزيز الثقة ورفع روح الولاء والانتماء بين الموظف والوظيفة والمنظمة، التي سعت إلى الاحتفاظ بالمواهب من التسرب الوظيفي المتلاحق للموظفين المتميزين.

@Yos123Omar