تركيا وأزمة سوريا.. التغيير التدريجي!
الجمعة - 26 أغسطس 2016
Fri - 26 Aug 2016
المتابع للتصريحات التركية خلال الفترة الأخيرة وبالتحديد ما بعد تولي بن علي يلدريم يجد أن السياسة الخارجية التركية تعيش في مرحلة التغيير، هذا التغيير الذي يحدث في السياسة الخارجية فرضته العزلة التي عاشتها تركيا ولا تزال بسبب سياساتها التصادمية مع القوى الدولية والإقليمية، فهذه السياسات الإردوغانية المتهورة وغير محسوبة النتائج أدخلت تركيا في عزلة إقليمية خاصة بعد عدائها لمصر ومناصرتها لجماعة الإخوان المصنفة منظمة إرهابية في عدد من الدول، وأيضا وضعت قدمها على بداية عزلة دولية بعد حادثة إسقاط المقاتلة الروسية على الحدود السورية التركية وأدى إلى تدهور علاقتها بموسكو.
عند العودة إلى تصريحات بن علي يلدريم بشأن الأزمة السورية نجد أن التغيير الحاصل في السياسة التركية لم يقف عند حدود سياسة تصفير المشاكل التي انتهجتها تركيا بالتصالح مع إسرائيل على حساب غزة وأيضا التصالح والاعتذار لروسيا عن حادثة إسقاط المقاتلة، بل هذا التغيير في السياسة التركية طال أيضا ملفات الصراع في المنطقة العربية والتي كان لتركيا الدور الأكبر في تغذية هذا الصراع، فنجد أن تصريحات يلدريم هذه حملت الكثير من التغييرات، فاللغة التركية اليوم تشهد تغييرا جذريا والتي كانت تطالب بالأمس وبإصرار بأن لا حوار مع النظام السوري ومطالبة الأسد بالرحيل، اليوم تسلك منحى آخر بالحديث عن ضرورة الحوار مع الأسد من أجل المرحلة الانتقالية.
هذا التغيير التركي تجاه أزمة سوريا والتراجع عما كانت تتمسك به لا يمكن النظر إليه بعيدا عن سياسية تصفير المشاكل التي انتهجتها تركيا مؤخرا بالتصالح مع روسيا، ولا يمكن النظر لذلك التغيير التركي تجاه أزمة سوريا أيضا بعيدا عن تأثير التقارب الحاصل بين تركيا وإيران.. هذا التقارب الذي بات واضحا أنه وصل لمستويات عالية حيث أصبح هناك ربط بين أمن واستقرار تركيا بأمن واستقرار إيران.
ساهمت تركيا بشكل كبير في سكب الزيت على نار الأزمة ولعبت دورا لا يمكن التغاضي عنه في دعم المعارضة المسلحة في سوريا منذ بداية الأزمة، ولذلك فإن التغيير الحاصل في السياسة التركية تجاه سوريا والذي يبدو أنه تغيير لن يكون فيه تراجع بقدر ما هو تغيير مبدئي سوف يكون له تأثير كبير على إحداث تغيير ميزان القوة على الأرض وسوف يكون لذلك إحداث الكثير من التراجع لوجود المعارضة على الأرض.
قراءة أخرى لهذا التغيير الحاصل في السياسة التركية تجاه الصراع في سوريا، ربما يعود هذا التغيير إلى الإدراك للفشل، فبعد 6 سنوات هي عمر الصراع الدائر في سوريا لم تحقق تركيا ما طالبت به من رحيل الأسد عن السلطة، وكذلك لا تزال المعارضة منقسمة على نفسها، وكما يبدو أنها غير قادرة على إحداث تغيير في ميزان القوة على الأرض لصالحها يعمل على تقوية موقفها على الطاولة ويمكنها من طرح شروطها على طاولة الحل السياسي، لذلك قد تكون تركيا رأت أنه لا بد من العمل على إيجاد طريقة تحفظ ماء الوجه وهذا لن يكون بالانسحاب الكامل بقدر ما يأتي بالتغيير التدريجي في موقفها تجاه سوريا.
على كل حال نجد أن تركيا التي أعلنت وقوفها بجانب غزة ووضعت شرط رفع الحصار عن غزة أحد الشروط الرئيسية للتطبيع مع إسرائيل تتخلى بعد ذلك عن هذا الشرط الذي وضعته وتسعى للتطبيع مع إسرائيل على حساب غزة، تعود اليوم لتكرار ذلك في أزمة سوريا بالتخلي عمن كانت تدعمهم بالأمس، ما يعني أن دعم غزة ودعم المعارضة السورية لم يكن عن قناعة بضرورة دعمهم بقدر ما كان وسيلة لتحقيق أهداف وغايات ومكاسب سياسية وجدت السياسة الإردوغانية اليوم أن الوقت حان للتخلي عنهم.
عند العودة إلى تصريحات بن علي يلدريم بشأن الأزمة السورية نجد أن التغيير الحاصل في السياسة التركية لم يقف عند حدود سياسة تصفير المشاكل التي انتهجتها تركيا بالتصالح مع إسرائيل على حساب غزة وأيضا التصالح والاعتذار لروسيا عن حادثة إسقاط المقاتلة، بل هذا التغيير في السياسة التركية طال أيضا ملفات الصراع في المنطقة العربية والتي كان لتركيا الدور الأكبر في تغذية هذا الصراع، فنجد أن تصريحات يلدريم هذه حملت الكثير من التغييرات، فاللغة التركية اليوم تشهد تغييرا جذريا والتي كانت تطالب بالأمس وبإصرار بأن لا حوار مع النظام السوري ومطالبة الأسد بالرحيل، اليوم تسلك منحى آخر بالحديث عن ضرورة الحوار مع الأسد من أجل المرحلة الانتقالية.
هذا التغيير التركي تجاه أزمة سوريا والتراجع عما كانت تتمسك به لا يمكن النظر إليه بعيدا عن سياسية تصفير المشاكل التي انتهجتها تركيا مؤخرا بالتصالح مع روسيا، ولا يمكن النظر لذلك التغيير التركي تجاه أزمة سوريا أيضا بعيدا عن تأثير التقارب الحاصل بين تركيا وإيران.. هذا التقارب الذي بات واضحا أنه وصل لمستويات عالية حيث أصبح هناك ربط بين أمن واستقرار تركيا بأمن واستقرار إيران.
ساهمت تركيا بشكل كبير في سكب الزيت على نار الأزمة ولعبت دورا لا يمكن التغاضي عنه في دعم المعارضة المسلحة في سوريا منذ بداية الأزمة، ولذلك فإن التغيير الحاصل في السياسة التركية تجاه سوريا والذي يبدو أنه تغيير لن يكون فيه تراجع بقدر ما هو تغيير مبدئي سوف يكون له تأثير كبير على إحداث تغيير ميزان القوة على الأرض وسوف يكون لذلك إحداث الكثير من التراجع لوجود المعارضة على الأرض.
قراءة أخرى لهذا التغيير الحاصل في السياسة التركية تجاه الصراع في سوريا، ربما يعود هذا التغيير إلى الإدراك للفشل، فبعد 6 سنوات هي عمر الصراع الدائر في سوريا لم تحقق تركيا ما طالبت به من رحيل الأسد عن السلطة، وكذلك لا تزال المعارضة منقسمة على نفسها، وكما يبدو أنها غير قادرة على إحداث تغيير في ميزان القوة على الأرض لصالحها يعمل على تقوية موقفها على الطاولة ويمكنها من طرح شروطها على طاولة الحل السياسي، لذلك قد تكون تركيا رأت أنه لا بد من العمل على إيجاد طريقة تحفظ ماء الوجه وهذا لن يكون بالانسحاب الكامل بقدر ما يأتي بالتغيير التدريجي في موقفها تجاه سوريا.
على كل حال نجد أن تركيا التي أعلنت وقوفها بجانب غزة ووضعت شرط رفع الحصار عن غزة أحد الشروط الرئيسية للتطبيع مع إسرائيل تتخلى بعد ذلك عن هذا الشرط الذي وضعته وتسعى للتطبيع مع إسرائيل على حساب غزة، تعود اليوم لتكرار ذلك في أزمة سوريا بالتخلي عمن كانت تدعمهم بالأمس، ما يعني أن دعم غزة ودعم المعارضة السورية لم يكن عن قناعة بضرورة دعمهم بقدر ما كان وسيلة لتحقيق أهداف وغايات ومكاسب سياسية وجدت السياسة الإردوغانية اليوم أن الوقت حان للتخلي عنهم.