إضراب البنزين يشل إيران

أصحاب المتاجر يهتفون في الشوارع والأسواق: الموت للديكتاتور دعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تدعو لإيقاف العمل الفقر والفساد والغلاء أكبر شعارات المحتجين للإطاحة بالنظام تحالف شبابي يطالب بعدم دفع فواتير المياه والكهرباء والغازذكرى مظاهرات الوقود تعود لجميع المدن والشوارع بعد 3 سنوات
أصحاب المتاجر يهتفون في الشوارع والأسواق: الموت للديكتاتور دعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تدعو لإيقاف العمل الفقر والفساد والغلاء أكبر شعارات المحتجين للإطاحة بالنظام تحالف شبابي يطالب بعدم دفع فواتير المياه والكهرباء والغازذكرى مظاهرات الوقود تعود لجميع المدن والشوارع بعد 3 سنوات

الثلاثاء - 15 نوفمبر 2022

Tue - 15 Nov 2022

شهدت إيران إضرابا واسعا في أغلب مدنها وعلى رأسها طهران أمس، استجابة لدعوة شعبية تزامنا مع الذكرى السنوية الثالثة لاندلاع ثورة البنزين التي خلفت مئات القتلى وآلاف الجرحى والمعتقلين قبل 3 سنوات.

وأظهرت مقاطع فيديو الشلل في جميع الشوارع والمدن، بعد إضراب أصحاب المتاجر في العاصمة وجيلان وكردستان وشيراز، وأغلق «بازار طهران» أحد أهم وأكبر الأسواق التجارية والاقتصادية في إيران أبوابه أمام المتسوقين.

وهتف أصحاب المتاجر في البازار بشعارات مناهضة للنظام من بينها «الموت للديكتاتور» في إشارة إلى المرشد علي خامنئي، وشهدت محافظة أصفهان ثالثة أكبر محافظة في البلاد إضرابا، فيما انتشرت قوات الأمنية بشكل واسع، كما ذكر موقع «سحام نيوز»، موضحا أن السلطات الأمنية حاولت إجبار أصحاب المحال التجارية على فتح محالهم.

واندلعت «ثورة البنزين» في 2019 على خلفية رفع أسعار الوقود لثلاثة أضعاف بشكل مفاجئ، الأمر الذي أدى إلى ثورة كادت تطيح بنظام الملالي.

فقر وفساد

وبدأ سكان مدن مختلفة في إيران لانتفاضة ثورية تستمر 3 أيام بدءا من أمس، ويدعو بعضهم بعضا عبر وسائل التواصل الاجتماعي للانضمام إلى هذه الاحتجاجات والإضرابات تخليدا لذكرى القتلى في نوفمبر 2019، وإضافة إلى ترديد الشعارات الليلية من خلف النوافذ، كان سكان مختلف أحياء طهران حاضرين أيضا في الشوارع.

وردد المتظاهرون في شهر زيبا هتافات «فقر، فساد، غلاء، سنطيح بالنظام»، وفي بلدة اكباتان بطهران عاد السكان مرة أخرى إلى المنطقة ورددوا هتافات «الموت للديكتاتور» و»هذا العام هو عام النزال، وستتم الإطاحة بسيد علي» في إشارة إلى خامنئي.

وفي محافظة كرمان جنوب شرق إيران، انضم أصحاب المحال التجارية إلى الدعوة الشعبية، بينما أضرب أصحاب المحال التجارية في مدن عدة من بينها آراك ومريوان وسنندج وكرمنشاه وشيراز ومشهد وغيرها من المدن، وفقا لموقع «سحام نيوز» الإصلاحي، ودعا بعض الناشطين الناس للانضمام إلى هذه الانتفاضة التي ستستمر 3 أيام من خلال التواجد في الشوارع.

إضراب شامل

وترفض السلطات الإيرانية الكشف عن قتلى الاحتجاجات التي وقعت في منتصف نوفمبر 2019، فيما قدرت المعارضة عدد القتلى بنحو 1500 شخص، بينما قالت منظمة العفو الدولية إن عدد قتلى الاحتجاجات الإيرانية قبل 3 سنوات تجاوز 300 شخص. ونشر أحد رواد وسائل التواصل الاجتماعي من الإيرانيين، مقطع فيديو من مسرح شهرزاد في طهران، أظهر بعض الجمهور وهم يغنون «نشيد المرأة» ويهتفون «امرأة، حياة، حرية» خلال العرض المسرحي.

ودعت مجموعة شباب أحياء طهران أيضا للانضمام إلى هذه الأيام الثلاثة، وفي الوقت نفسه طلبت من الناس عدم دفع فواتير المياه والكهرباء والغاز مع دعوة المعلمين إلى الإضراب عن الدراسة، وطلبت هذه المجموعة أيضا من الأشخاص عدم إجراء أي معاملات بنكية خلال هذه الأيام الثلاثة.

إغلاق المحال

وكتب شباب أحياء طهران لرجال الأعمال والبازاريين «نطلب من جميع الشركات والمهن الوفاء بواجبهم الوطني في أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس من هذا الأسبوع بإغلاق المحلات التجارية أو عدم تقديم الخدمات، ويمكن أن يكون للإضرابات على الصعيد الوطني تأثير كبير على انتصار هذه الانتفاضة الثورية».

احتجاج دائي

وأعلن علي دائي نجم كرة القدم الإيراني، في منشور على إنستقرام، أنه رفض دعوة الفيفا للمشاركة في مونديال قطر وسيبقى مع الجماهير.

وتتزامن ذكرى انتفاضة ثورة البنزين التي اندلعت في عهد الرئيس السابق حسن روحاني، بينما تعيش إيران موجة احتجاجات شعبية مستمرة منذ منتصف سبتمبر الماضي تطالب بالحريات السياسية والاجتماعية.

وجاءت تلك الاحتجاجات على خلفية مقتل الشابة الكردية مهسا أميني على أيدي شرطة الأخلاق في طهران عقب اعتقالها نتيجة عدم التزام بضوابط ارتداء الحجاب الذي تفرضه السلطات.

وخلفت هذه الاحتجاجات وفق ما ذكرته منظمة «هرانا» الحقوقية الإيرانية، 339 شخصا بينهم 52 طفلا، وتتهم إيران قوى غربية من بينها الولايات المتحدة بالتخطيط والتحريض على ما تسميه بإثارة الشغب والاضطرابات.

سخط عام

ويرى الباحث الإيراني محمد علي همايون كاتوزيان أن السخط الراهن ظل يختمر لسنوات، لكن النظام الحاكم تجاهل دلالاته، وطالما كانت مكاسب الجيل الجديد حبيسة عالمه المنعزل، فسيحاول هؤلاء الشباب أن يحافظوا عليها قدر الإمكان، ويتجنبون الاشتباك مع الدولة، هكذا كان منطق النظام الحاكم.

وأضاف: لقد أفضى هذا الفكر إلى دولة بديلة داخل إيران تجاوز فيها النقاد المدى، وتحدوا الوضع الراهن، وتجاوزوا خطوطا حمراء كانت مقدسَة حتى وقت قريب، وترتب على ذلك أن النساء شرعن في التخلي عن غطاء الرأس، وطفق الشباب يقيمون تجمعات وحفلات مختلطة، وانحسر حظر مواقع التواصل الاجتماعي باستخدام شبكات افتراضية خاصة، أمسى بعضها متاحا في الشارع.

ثورة البنزين

  • 2019 منتصف نوفمبر

  • 1500 قتيل

  • 19000 جريح

  • 7000 معتقل

  • 731 فرعا بنكيا أحرق

  • 140 مبنى حكوميا دمر