موظف جديد
الثلاثاء - 15 نوفمبر 2022
Tue - 15 Nov 2022
انتبه! كل كلمة أو حركة أو ابتسامة محسوبة عليك فأنت الآن تحت المجهر، تكلم بشكل مقتضب، احتفظ بنواياك وأهدافك وتطلعاتك لنفسك ولا تبح بكل ذلك لأحد، تأخذ كل هذه التحذيرات بالحسبان، وتثقل بها كاهلك، وقبيل دخولك لمكان العمل في يومك الأول، تدور مختلف السيناريوهات في ذهنك وتقيس ردود الفعل لكل سيناريو، وترسم خريطة متشعبة من التوقعات، تدخل بعدها على مهلك بعد أن تتأمل مظهرك مرتين أو ثلاث، تمشي الهوينا وتلقي بالتحية على الكل وتتحدث بجمل قصيرة ولا تطيل الحديث.
في أولى أيامك تحاول بشدة وقدر المستطاع أن تفهم النظام القائم وتوزيع السلطة الرسمية وغير الرسمية، ومن هم المؤثرون في القرارات من حولك بسلطة أو بغير سلطة، تمعن النظر وتقترب بحذر محاولا أن ترصد الفئات المحبوبة والفئات المنبوذة وما بين هذا وذاك، وتبدأ حينها بوضع المسافات، فتوسع الفجوة بينك وبين الآخرين، وتضع الدائرة وفي مركزها أنت، وترسم بعدها دوائر أخرى لتقرب بعضهم وتلقي ببعضهم خارجها، فأنت الآن تعلم أن ليس كل ما يعرف يقال، وأن كثيرا من المعلومات والأفكار والخطط يجب أن تبقى داخل تلك الدائرة التي لا يسكنها إلا أنت.
طوال فترة وجودك وشغلك الشاغل ألا تتشكل الصورة عنك كيفما يريدون، تقترب بوجل كفريسة تحاول أن تكسب لقمة عيشها وأن تهرب بعدها قبل أن تلتهم، حين تقترب من رئيسك، كن أقرب له من حد التزلف وأبعد من حد اللامبالاة، وأما مع زملائك، فيجب أن يكون الغموض سيد الموقف، فالحذر هو النهج الذي يجب ألا تحيد عنه، فسوء الظن مقدم على الدوام، فلا وجود للنوايا الصافية والصداقة والمعاني الأخرى الحالمة، ففي هذه البيئة إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب، قد يبدو في كلامي بعض المبالغة، ولكن كلما ازدادت حساسية الوظيفة التي قبلت بها، زادت التحذيرات وتخلل البيئة نوع من الحذر المتبادل والكثير من الصمت والترقب.
تدهور بيئة العمل لهذا الحد سببها مديرو الموارد البشرية والرؤوساء المباشرون، لا بد لهؤلاء المسؤولين أن يدركوا حساسية هذا الأمر ويسارعوا في خلق بيئة عمل مريحة، لا بد من الترحيب بالموظف الجديد والتسريع في عملية اندماجه مع المنظومة وباقي الموظفين، فالموظف الجديد يحتاج لمدة أسبوع على الأقل يتعرف فيها على آلية العمل والمهام والمسؤوليات التي تقع على عاتقه قبل أن يلقى به في اليم لتتلقفه الأمواج وتذهب به كيفما شاءت.
كما تحتاج المنظمة لتعيين موظف آخر أكثر خبرة يكون متواجدا بالقرب من الموظف الجديد لشرح كل هذه الأعمال له، وليبين له في الوقت نفسه طبيعة العمل خارج الإطار الرسمي وما هو مقبول وما هو غير مقبول في عرف المنظمة، فبدون ذلك سنخلق بيئة عمل كل شخص فيها منعزل وكل شخص فيها حذر وقلق، بيئة ينعدم فيها التواصل وتقل فيها الإنتاجية وتزداد فيها الحزبية والشللية، ليكثر فيها التخبط وتتبعثر فيها الجهود.
في أولى أيامك تحاول بشدة وقدر المستطاع أن تفهم النظام القائم وتوزيع السلطة الرسمية وغير الرسمية، ومن هم المؤثرون في القرارات من حولك بسلطة أو بغير سلطة، تمعن النظر وتقترب بحذر محاولا أن ترصد الفئات المحبوبة والفئات المنبوذة وما بين هذا وذاك، وتبدأ حينها بوضع المسافات، فتوسع الفجوة بينك وبين الآخرين، وتضع الدائرة وفي مركزها أنت، وترسم بعدها دوائر أخرى لتقرب بعضهم وتلقي ببعضهم خارجها، فأنت الآن تعلم أن ليس كل ما يعرف يقال، وأن كثيرا من المعلومات والأفكار والخطط يجب أن تبقى داخل تلك الدائرة التي لا يسكنها إلا أنت.
طوال فترة وجودك وشغلك الشاغل ألا تتشكل الصورة عنك كيفما يريدون، تقترب بوجل كفريسة تحاول أن تكسب لقمة عيشها وأن تهرب بعدها قبل أن تلتهم، حين تقترب من رئيسك، كن أقرب له من حد التزلف وأبعد من حد اللامبالاة، وأما مع زملائك، فيجب أن يكون الغموض سيد الموقف، فالحذر هو النهج الذي يجب ألا تحيد عنه، فسوء الظن مقدم على الدوام، فلا وجود للنوايا الصافية والصداقة والمعاني الأخرى الحالمة، ففي هذه البيئة إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب، قد يبدو في كلامي بعض المبالغة، ولكن كلما ازدادت حساسية الوظيفة التي قبلت بها، زادت التحذيرات وتخلل البيئة نوع من الحذر المتبادل والكثير من الصمت والترقب.
تدهور بيئة العمل لهذا الحد سببها مديرو الموارد البشرية والرؤوساء المباشرون، لا بد لهؤلاء المسؤولين أن يدركوا حساسية هذا الأمر ويسارعوا في خلق بيئة عمل مريحة، لا بد من الترحيب بالموظف الجديد والتسريع في عملية اندماجه مع المنظومة وباقي الموظفين، فالموظف الجديد يحتاج لمدة أسبوع على الأقل يتعرف فيها على آلية العمل والمهام والمسؤوليات التي تقع على عاتقه قبل أن يلقى به في اليم لتتلقفه الأمواج وتذهب به كيفما شاءت.
كما تحتاج المنظمة لتعيين موظف آخر أكثر خبرة يكون متواجدا بالقرب من الموظف الجديد لشرح كل هذه الأعمال له، وليبين له في الوقت نفسه طبيعة العمل خارج الإطار الرسمي وما هو مقبول وما هو غير مقبول في عرف المنظمة، فبدون ذلك سنخلق بيئة عمل كل شخص فيها منعزل وكل شخص فيها حذر وقلق، بيئة ينعدم فيها التواصل وتقل فيها الإنتاجية وتزداد فيها الحزبية والشللية، ليكثر فيها التخبط وتتبعثر فيها الجهود.
