غالية المطيري

كن متشائما لتنجح

الثلاثاء - 15 نوفمبر 2022

Tue - 15 Nov 2022

الكل منا يرغب بالنجاح والفوز بالسعادة والكل منا أيضا يحب أن يكون هو الأول في العلاقات أو على الأقل ناجحا دراسيا ووظيفيا واجتماعيا وأُسريا، وكل هذا يتوقف على مقدرتك على التخطيط.

كيف؟ يظن البعض أن التخطيط مصطلح علمي معقد يحتاج إلى أناس متخصصين وقطاعات أو مجالات خاصة لتطبيقه، بينما الحقيقة أن التخطيط أمر فطري جُبل عليه البشر؛ فالتخطيط كان رفيق الإنسان الأول على هذه البسيطة وهو منحى فكري يتخذه البشر لتحديد أولوياتهم ورغباتهم في الحياة وكيف الوصول لها، لذلك هم يسعون عندما يبدؤون أول لحظاتهم عند الاستيقاظ صباحا بالتفكير عما بداخلهم، سواء كان ذلك الذي بداخلهم موقف أو لحظة أو بداية أو شعور كان قد توقف الفكر عنه قبل نومهم إما بسبب ما يسببه ذلك لهم من ألم أو انكسار أو خيبة أو شعور بالضياع.

مثل من ينام بعد تلقي خبر خسارة مالية أو فقد، وتلك لحظة حاسمه فيصلية في حياتنا قد أفرغ لها يوما ما مقالا؛ لأنها من وجهة نظري تستحق الحديث والإسهاب في وصفها بكل دقة وتجرد وتوضيح طرق التغلب على كل سلبياتها واستجماع كل قوتنا لمواجهتها؛ لأننا جميعا سنتعرض لها، وستكون الفيصل في حياتنا، وهل سننجح أم نخسر ذواتنا بسبب تلك اللحظة ولكننا سنؤجل الحديث عنها ليوم آخر.

فأولئك الأشخاص يجبرهم التعب الجسدي على تلك الغفوة والتي تعتبر كاستراحة محارب يصحون بعدها بكل ثقل فيبدؤون بالتفكير وهذا ما يسمى بالتخطيط بمفهومه البسيط الطبيعي الفطري.

فيسترجعون تلك اللحظات والتي تدفع ذلك الألم ليعيدهم إلى أرض الواقع فيبدؤون بالبحث عن أسباب ذلك الألم وطرق للتخفيف منه وهذا ما يسمى بالتخطيط بتحديد الأهداف وبناء على تلك الأهداف ستحدد خطوات ذلك اليوم تجاه ذلك الموقف أو اللحظة أو الشعور، وكل تلك الاستراتيجيات التي ستتخذ سيكون المتحكم بها لحظة شعورية تسمى التفاؤل أو التشاؤم.

وجميل أن يستيقظ الإنسان منشرح الصدر متفائلا بل هذه من أكبر وأعظم الأمور التي تطيل عمر الإنسان وتجعله مستمتعا بالحياة صحيح النفس والجسم.

لذلك كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يحب التفاؤل بالأمور كلها، وهذه من أكبر أسباب النجاح لكل ناجح متميز، إذا كيف يكون التشاؤم سبب للنجاح؟

التشاؤم في مفهومه البسيط هو صورة مأساوية لأمر ما تدفعك للحذر أو في أحيان كثيرة للتوقف، وهذه من هم استراتيجيات التخطيط الناجح عند التفكير في القيام بأمر ما وهو الحذر ووضع أسوأ التوقعات الممكنة وكيفية التغلب على هذا التصور في حالة حدوثه، لذلك نقول كن متشائما لتنجح بوضعك لأسوأ الاحتمالات.

لكن لا تكن متشائما مطلقا فتتوقف بل كن شجاعا وامض في طريقك في ذلك العمل أو العلاقة وقد دربت نفسك على أسوأ الاحتمالات وأقدم بكل شجاعة ورضا بكل لحظات حياتك واستمتع بالجميل منها وخذ درسا بالسيئ منها.

فذلك هو التفاؤل الحق وأجمل صور النجاح وأبدعها.