مجرد معيشة!

الجمعة - 26 أغسطس 2016

Fri - 26 Aug 2016

«الحياة أكبر من أن نحتويها»، تروق لي هذه العبارة، وكثيرا ما أتمعن فيها وأحاول جاهدا أن أدرك بعضا مما تتمخض عنه.



فالحياة كبيرة وواسعة، بل شاسعة، شاسعة بلحظاتها لا بأيامها وساعاتها، فكل لحظة يكون ما يكون بها، ويصير ما يصير منها وإليها. شاسعة بحوادثها ونوائبها، بعطاياها ومآخذها، بصفائها وعثراتها، شاسعة بمواقفها، شاسعة لدرجة أنه من الخطأ محاولة احتوائها داخل قفص صدري واحد، وجعلها تتمحور كليا حول قضية واحدة!



بعض من الناس يحتكرون الحياة في نطاق ضيق ـ وإن اتسع في نظرهم - حسب مسار ظروفهم ومصالحهم، لتخرج من كونها حياة وتصبح مجرد معيشة، ويتمادون في تقليص مدى الأفق الواسع - والمفترض الأخذ به ـ لنظرتهم، لتبقى الرؤية من زواياهم هم فقط، فتتلاشى كثير من التفاصيل، والتي من شأنها إضفاء طابع جميل للحياة، وفي هذا إجحاف وتبديد لكل معاني حياتهم وحياة من حولهم، بل لربما اتسعت الدائرة أكثر فأكثر لتشمل مجتمعا بأسره!



السبب الذي يخرج الحياة وكما أسلفنا من كينونتها الحقيقية إلى شكل آخر مختلف، مجرد معيشة، وإن كانت طموحا للبعض، وإن سعى لها البعض الآخر، تبقى مفتقرة لأبسط أبجديات الحياة ومعانيها، وبانحصارها ننحصر داخل ما نعيشه فقط، معتقدين جهلا بأننا احتوينا الحياة!