الخطاب الوسطي وبوادر التشكل
السبت - 12 نوفمبر 2022
Sat - 12 Nov 2022
لم يعرف عن خطاب (الإفراط) ولا خطاب (التفريط) أنهما أسهما في خلق مجتمع سوي عبر التاريخ، فخطاب الإفراط المتطرف المتشدد يؤدي للغلو والإرهاب والتضييق على الناس، وخطاب التفريط المتهاون المنحل يؤدي إلى الإهمال والانحراف والانحلال في المجتمع.
وكلا الخطابين يؤثران سلبا على مسيرة التنمية في أي دولة؛ كونهما لا يتوافقان مع الفطرة السليمة للإنسان الذي جاء (الإسلام الوسطي) لاستثمار عقله في إصلاح الأرض ونفع البشرية جمعاء.
لذا، فالبديل الصحيح لهذين الخطابين هو خطاب الوسطية المعتدل؛ الذي يعتمد على التيسير والتسهيل وقبول الآخر.
وتعتمد المملكة منذ تأسيسها على كتاب الله وصحيح السنة النبوية على خطاب الوسطية في كل مجالات الحياة، مما انعكس على سياستها الداخلية والخارجية وصبغها بالحكمة التي تميزت بها تلك السياسة.
وحين قررت المملكة وضع الخطط والدراسات لرؤيتها 2030، لم تغفل عن التدرج في ترشيد (الخطاب المنحرف بنوعيه الإفراط والتفريط)، الذي كان سائدا وجوده بالمملكة تحت مسمى الصحوة.
حيث أكد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أن المملكة العربية السعودية ستنشر الإسلام الوسطي المنفتح، وأنها ستدمر كل الأفكار المتطرفة «اليوم وفورا».
وحول بداية الخطاب المنحرف (الصحوي) الذي أثر سلبا بالمجتمع قال سموه أن «السعودية لم تكن كذلك قبل عام 1979م؛ مضيفا أن السعودية والمنطقة كلها انتشر فيها مشروع الصحوة بعد عام (79م)، فنحن لم نكن كذلك.. نحن فقط نعود إلى ما كنا عليه، نعود إلى الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم، وعلى جميع الأديان، وعلى جميع التقاليد والشعوب ولن نضيع (30) سنة أخرى من حياتنا في التعامل مع أفكار متطرفة».
وتابع سمو ولي العهد «نريد أن نعيش حياة طبيعية، حياة تترجم ديننا السمح وعاداتنا وتقاليدنا الطيبة، ونتعايش مع العالم، ونسهم في تنمية وطننا والعالم، فهذا أمر أعتقد أنه اتخذت فيه خطوات في الفترة الماضية واضحة، وأعتقد أننا سوف نقضي على بقايا التطرف في القريب العاجل».
ومن خلال حديث ولي العهد يتضح أن رؤية المملكة 2030 لن تعتمد إلا على خطاب الوسطية والاعتدال الذي هو أصل ديننا الإسلامي الوسطي.
ومن الواضح أن هذا الخطاب الوسطي أخذ بالتشكل منذ بداية البرامج والمشاريع التي ستحقق الرؤية؛ ويتبين ذلك من عدة أمور:
أولا: تجلية مفهوم حرية التعبير عن الرأي؛ وأن حرية التعبير عن الرأي تعني الرأي المحقق لمصلحة الوطن، وليس الرأي المحقق للخروج عن المجموع الوطني الذي يؤمن أن ولي الأمر هو الراس في جسد الوطن؛ لذا فحرية التعبير عن الرأي المحققة لرؤية المملكة 2030 هي تلك الحرية التي تنشط العقل ليسهم في التنمية والتطوير، وليس تلك الحرية التي تعطّل العقل ليكون تابعا لإيديولوجيات شاذة.
ثانيا: القضاء على منظري الخطاب الإفراطي من المؤدلجين، والمتأثرين بهم، والمضادين لهم بالخطاب التفريطي؛ وذلك من خلال:
1- المتابعة الأمنية؛ بالقبض على من ثبت عليهم إثارة الرأي العام والمساس بالنظام العام وغير ذلك من الجرائم الأمنية، ومتابعة شبكتهم، والتحقيق معهم حسب الأنظمة حتى صدور معاقبتهم شرعا من المحاكم العامة أو المتخصصة.
2- الأمن السيبراني؛ بإحكام السيطرة على الفضاء السيبراني وتطبيق الأنظمة بحق المخالفين.
3- الأنظمة؛ وذلك بإصدار الأنظمة العامة والمتخصصة لإغلاق الميادين التي ينشط فيها الفكر المتطرف وما يضاده من أفكار.
4- وضع ضوابط دقيقة لاختيار الكوادر في كل المجالات، خلال هيكلة المؤسسات وتقنين اختصاصاتها.
5- تحجيم الفكر المتطرف في منظومة التعليم؛ وذلك من خلال عدة إجراءات تهدف إلى إصلاح منظومة التعليم؛ ومن أول تلك الإجراءات الجادة نظام الجامعات الجديد الذي يهدف إلى خلق ميدان علمي تنافسي تبرز فيه الكفاءات الوطنية، وتضمحل بوجود هذه الكفاءات كل الشخوص الذين جاءت بهم الوساطة أو مررتهم الجماعات المؤدلجة ليخترقوا تعليمنا.
بلا شك، فإن العمل على قدم وساق لتحقيق تطلعات ولي العهد بالقضاء على كل فكر متشدد أو متهاون يخالف الإسلام الوسطي أولا، ثم يخالف توجه المملكة نحو التنمية والبناء المتوافق مع ما أراده الله جل وعلا، وهذا هو النهج المستقيم الذي لا يعتبر تحديا أمام المملكة لقول ولي العهد: «لا أعتقد أن هذا تحد، لأننا نمثل القيم السمحة والمعتدلة والصحيحة، والله معنا نحن في كل ما نواجه».
alsuhaimi_ksa@
وكلا الخطابين يؤثران سلبا على مسيرة التنمية في أي دولة؛ كونهما لا يتوافقان مع الفطرة السليمة للإنسان الذي جاء (الإسلام الوسطي) لاستثمار عقله في إصلاح الأرض ونفع البشرية جمعاء.
لذا، فالبديل الصحيح لهذين الخطابين هو خطاب الوسطية المعتدل؛ الذي يعتمد على التيسير والتسهيل وقبول الآخر.
وتعتمد المملكة منذ تأسيسها على كتاب الله وصحيح السنة النبوية على خطاب الوسطية في كل مجالات الحياة، مما انعكس على سياستها الداخلية والخارجية وصبغها بالحكمة التي تميزت بها تلك السياسة.
وحين قررت المملكة وضع الخطط والدراسات لرؤيتها 2030، لم تغفل عن التدرج في ترشيد (الخطاب المنحرف بنوعيه الإفراط والتفريط)، الذي كان سائدا وجوده بالمملكة تحت مسمى الصحوة.
حيث أكد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أن المملكة العربية السعودية ستنشر الإسلام الوسطي المنفتح، وأنها ستدمر كل الأفكار المتطرفة «اليوم وفورا».
وحول بداية الخطاب المنحرف (الصحوي) الذي أثر سلبا بالمجتمع قال سموه أن «السعودية لم تكن كذلك قبل عام 1979م؛ مضيفا أن السعودية والمنطقة كلها انتشر فيها مشروع الصحوة بعد عام (79م)، فنحن لم نكن كذلك.. نحن فقط نعود إلى ما كنا عليه، نعود إلى الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم، وعلى جميع الأديان، وعلى جميع التقاليد والشعوب ولن نضيع (30) سنة أخرى من حياتنا في التعامل مع أفكار متطرفة».
وتابع سمو ولي العهد «نريد أن نعيش حياة طبيعية، حياة تترجم ديننا السمح وعاداتنا وتقاليدنا الطيبة، ونتعايش مع العالم، ونسهم في تنمية وطننا والعالم، فهذا أمر أعتقد أنه اتخذت فيه خطوات في الفترة الماضية واضحة، وأعتقد أننا سوف نقضي على بقايا التطرف في القريب العاجل».
ومن خلال حديث ولي العهد يتضح أن رؤية المملكة 2030 لن تعتمد إلا على خطاب الوسطية والاعتدال الذي هو أصل ديننا الإسلامي الوسطي.
ومن الواضح أن هذا الخطاب الوسطي أخذ بالتشكل منذ بداية البرامج والمشاريع التي ستحقق الرؤية؛ ويتبين ذلك من عدة أمور:
أولا: تجلية مفهوم حرية التعبير عن الرأي؛ وأن حرية التعبير عن الرأي تعني الرأي المحقق لمصلحة الوطن، وليس الرأي المحقق للخروج عن المجموع الوطني الذي يؤمن أن ولي الأمر هو الراس في جسد الوطن؛ لذا فحرية التعبير عن الرأي المحققة لرؤية المملكة 2030 هي تلك الحرية التي تنشط العقل ليسهم في التنمية والتطوير، وليس تلك الحرية التي تعطّل العقل ليكون تابعا لإيديولوجيات شاذة.
ثانيا: القضاء على منظري الخطاب الإفراطي من المؤدلجين، والمتأثرين بهم، والمضادين لهم بالخطاب التفريطي؛ وذلك من خلال:
1- المتابعة الأمنية؛ بالقبض على من ثبت عليهم إثارة الرأي العام والمساس بالنظام العام وغير ذلك من الجرائم الأمنية، ومتابعة شبكتهم، والتحقيق معهم حسب الأنظمة حتى صدور معاقبتهم شرعا من المحاكم العامة أو المتخصصة.
2- الأمن السيبراني؛ بإحكام السيطرة على الفضاء السيبراني وتطبيق الأنظمة بحق المخالفين.
3- الأنظمة؛ وذلك بإصدار الأنظمة العامة والمتخصصة لإغلاق الميادين التي ينشط فيها الفكر المتطرف وما يضاده من أفكار.
4- وضع ضوابط دقيقة لاختيار الكوادر في كل المجالات، خلال هيكلة المؤسسات وتقنين اختصاصاتها.
5- تحجيم الفكر المتطرف في منظومة التعليم؛ وذلك من خلال عدة إجراءات تهدف إلى إصلاح منظومة التعليم؛ ومن أول تلك الإجراءات الجادة نظام الجامعات الجديد الذي يهدف إلى خلق ميدان علمي تنافسي تبرز فيه الكفاءات الوطنية، وتضمحل بوجود هذه الكفاءات كل الشخوص الذين جاءت بهم الوساطة أو مررتهم الجماعات المؤدلجة ليخترقوا تعليمنا.
بلا شك، فإن العمل على قدم وساق لتحقيق تطلعات ولي العهد بالقضاء على كل فكر متشدد أو متهاون يخالف الإسلام الوسطي أولا، ثم يخالف توجه المملكة نحو التنمية والبناء المتوافق مع ما أراده الله جل وعلا، وهذا هو النهج المستقيم الذي لا يعتبر تحديا أمام المملكة لقول ولي العهد: «لا أعتقد أن هذا تحد، لأننا نمثل القيم السمحة والمعتدلة والصحيحة، والله معنا نحن في كل ما نواجه».
alsuhaimi_ksa@