الموت والحياة سيان في عين الإيراني!
الثلاثاء - 08 نوفمبر 2022
Tue - 08 Nov 2022
تأتي إيران ثانية في الشرق الأوسط بعد المملكة العربية السعودية في المساحة الجغرافية، وتأتي ثانية بعد جمهورية مصر في التعداد السكاني، حيث بلغ إجمالي عدد سكانها أكثر من 85 مليون نسمة، وديموغرافية إيران تضم تركيبة معقدة من العرقيات المختلفة الفارسية والعربية والكردية والبلوشية والأذرية والتركمانية والأرمن وغيرها الكثير، وتتعدد اللغات والمعتقدات بتعدد مكونات المجتمع الإيراني.
وعلى المستوى الاقتصادي تأتي إيران الرابعة في العالم في حجم احتياطيات النفط والغاز، وتعد ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم، ولديها العديد من المميزات الاقتصادية الأخرى في الجوانب الزراعية والصناعية، كما أن موقعها بين سواحل الخليج الشرقية وبحر قزوين، وتاريخها الحضاري القديم يهيئان لها عوائد اقتصادية كبرى لو استثمرت في القطاع السياحي، ولو وجهت طاقاتها نحو التنمية.
منذ 1979م قامت الثورة الإسلامية وغيرت بوصلة الاتجاه الإيراني، واقتادت الشعب كرها وطوعا إلى وجهة أخرى، ومضت باتجاه تصدير الثورة الإيرانية، فكان نظام الحكم فيها يعود إلى قائد الثورة المرشد الأعلى روح الله الخميني، الذي امتلك السلطات الدنيوية والدينية كلها، ولم يطل المقام حتى انقدحت شرارة الحرب بينه وبين جاره العراق منذ 1980م، وامتدت لـ8 سنوات، بفعل اتقاد طموحات الخميني واستعجاله؛ ربما لكبر سن الرجل وحرصه على تحقيق مشروعه الذي عاد من فرنسا لأجله، فلم تشغله الحرب عن فكرة تصدير الثورة، فأسس ميليشياته في دول عربية مختلفة، وحاول استغلال شعائر الحج للترويج لخطابه وسياسات نظامه.
بعد 44 عاما من تولي النظام الإيراني مقاليد الأمور في إيران، وجد الشعب الإيراني ذاته في ذيل شعوب العالم، يرزح تحت نير الفقر، ووطأة التخلف في واحدة من أغنى دول الشرق الأوسط، فضاقوا ذرعا بواقعهم الرهيب، وابتدأ الشعب كفاحه في التظاهر منذ 1999م، ثم توالت بعده التظاهرات والاعتصامات والإضرابات بوتيرة دورية متنامية، وكل تلك التحركات يواجهها النظام بضراوة وقمع رهيب، يصل إلى القتل بالرصاص الحي أو الإعدام والتنكيل بالمحتجين، وفي كل مرة يعزو النظام تلك الاضطرابات إلى القوى الخارجية المتربصة بإيران.
حقيقة الأمر وجوهره الرئيس أن الشعب الإيراني لم يعد يحتمل مزيدا من البؤس وشظف العيش والتسيير الأعمى في اتجاه خاطئ، يباين تماما كل مظاهر العصر الحديث، فعقد العزم على الخروج من هذا النفق المظلم، وفي قراءة الثورة الشعبية الأخيرة نرى أن عمادها هم الشباب والمثقفون والتنويريون نساء ورجالا، واتخذت ترميزا خاصا بتوجهها إلى مظهرين دينيين هما (الحجاب والعمامة) قصدا إلى مقاومة روح النظام التي أسرت المجتمع الإيراني باسم الدين، وأركسته في ظلمات التخلف والرجعية، وما هذا الامتداد الزماني للثورة والامتداد الجغرافي والامتداد الديموغرافي لمعظم مكونات الشعب الإيراني، خاصة فئة الطلاب في المدارس والجامعات، إلا دليل دامغ على إصرار الشعب على التحرر.
نظام إيران لا يمكن أن يتنازل عن خارطة الطريق التي رسمها الخميني، وفني وهو يحاول تطبيق بعضها، وجاء خامنئي وأعوانه ليكملوا المسيرة الحمراء، لكن هيهات أن يكون ذلك في ظل مأساة الشعب الإيراني الذي تنامى وعيه حتى تجاوز هذه الحقبة ورجالاتها بمراحل، وحتى لو استطاع النظام أن يقمع هذه الثورة، فلن يطول الفارق الزمني بينها وبين ثورة أخرى أو ثورات، خاصة وقد تساوت الحياة والموت في عين كثير من الإيرانيين الحانقين، وهذا التساوي بلغ ذروته تحت وطأة الظلم والجوع والقمع والترهيب والإظلام والتجهيل والمراوغة.
ahmad_helali@
وعلى المستوى الاقتصادي تأتي إيران الرابعة في العالم في حجم احتياطيات النفط والغاز، وتعد ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم، ولديها العديد من المميزات الاقتصادية الأخرى في الجوانب الزراعية والصناعية، كما أن موقعها بين سواحل الخليج الشرقية وبحر قزوين، وتاريخها الحضاري القديم يهيئان لها عوائد اقتصادية كبرى لو استثمرت في القطاع السياحي، ولو وجهت طاقاتها نحو التنمية.
منذ 1979م قامت الثورة الإسلامية وغيرت بوصلة الاتجاه الإيراني، واقتادت الشعب كرها وطوعا إلى وجهة أخرى، ومضت باتجاه تصدير الثورة الإيرانية، فكان نظام الحكم فيها يعود إلى قائد الثورة المرشد الأعلى روح الله الخميني، الذي امتلك السلطات الدنيوية والدينية كلها، ولم يطل المقام حتى انقدحت شرارة الحرب بينه وبين جاره العراق منذ 1980م، وامتدت لـ8 سنوات، بفعل اتقاد طموحات الخميني واستعجاله؛ ربما لكبر سن الرجل وحرصه على تحقيق مشروعه الذي عاد من فرنسا لأجله، فلم تشغله الحرب عن فكرة تصدير الثورة، فأسس ميليشياته في دول عربية مختلفة، وحاول استغلال شعائر الحج للترويج لخطابه وسياسات نظامه.
بعد 44 عاما من تولي النظام الإيراني مقاليد الأمور في إيران، وجد الشعب الإيراني ذاته في ذيل شعوب العالم، يرزح تحت نير الفقر، ووطأة التخلف في واحدة من أغنى دول الشرق الأوسط، فضاقوا ذرعا بواقعهم الرهيب، وابتدأ الشعب كفاحه في التظاهر منذ 1999م، ثم توالت بعده التظاهرات والاعتصامات والإضرابات بوتيرة دورية متنامية، وكل تلك التحركات يواجهها النظام بضراوة وقمع رهيب، يصل إلى القتل بالرصاص الحي أو الإعدام والتنكيل بالمحتجين، وفي كل مرة يعزو النظام تلك الاضطرابات إلى القوى الخارجية المتربصة بإيران.
حقيقة الأمر وجوهره الرئيس أن الشعب الإيراني لم يعد يحتمل مزيدا من البؤس وشظف العيش والتسيير الأعمى في اتجاه خاطئ، يباين تماما كل مظاهر العصر الحديث، فعقد العزم على الخروج من هذا النفق المظلم، وفي قراءة الثورة الشعبية الأخيرة نرى أن عمادها هم الشباب والمثقفون والتنويريون نساء ورجالا، واتخذت ترميزا خاصا بتوجهها إلى مظهرين دينيين هما (الحجاب والعمامة) قصدا إلى مقاومة روح النظام التي أسرت المجتمع الإيراني باسم الدين، وأركسته في ظلمات التخلف والرجعية، وما هذا الامتداد الزماني للثورة والامتداد الجغرافي والامتداد الديموغرافي لمعظم مكونات الشعب الإيراني، خاصة فئة الطلاب في المدارس والجامعات، إلا دليل دامغ على إصرار الشعب على التحرر.
نظام إيران لا يمكن أن يتنازل عن خارطة الطريق التي رسمها الخميني، وفني وهو يحاول تطبيق بعضها، وجاء خامنئي وأعوانه ليكملوا المسيرة الحمراء، لكن هيهات أن يكون ذلك في ظل مأساة الشعب الإيراني الذي تنامى وعيه حتى تجاوز هذه الحقبة ورجالاتها بمراحل، وحتى لو استطاع النظام أن يقمع هذه الثورة، فلن يطول الفارق الزمني بينها وبين ثورة أخرى أو ثورات، خاصة وقد تساوت الحياة والموت في عين كثير من الإيرانيين الحانقين، وهذا التساوي بلغ ذروته تحت وطأة الظلم والجوع والقمع والترهيب والإظلام والتجهيل والمراوغة.
ahmad_helali@