يوجد ما يميزك
الاثنين - 07 نوفمبر 2022
Mon - 07 Nov 2022
لا يوجد كائن حي غير متميز، ومهما تشابهت في مجملها إلا أنها متميزة في آحادها تماما عن غيرها، حتى النباتات، تلك التي نظن أنها متماثلة تماما، لا تتشابه، برغم أنها أقل الكائنات حيوية مقارنة بالإنسان والحيوان، ولا نبالغ إن قلنا إنه لا توجد زهرة في نبات تشبه الأخرى، بل هناك وردة مبهرة للغاية لكن قد تكون ساقها ضعيفة أو تكون أوراقها عادية، بينما أختها التي لا تبعد عنها سوى بضع مليمترات باهتة البتلات لكنها ذات ساق أقوى بخلاف الوردة السابقة، أو أن أوراقها أكثر حيوية من أختها، حتى في عالم الحيوان كل كائن يختلف عن الآخر، فلا تتشابه الحيوانات ولا تتشابه الفصائل ولا حتى الأنواع، بل الحيوان الواحد يختلف عن الآخر، وخير من يشهد على ذلك مربو الأنعام، ولو أخذنا القرود مثالا، ونحن نراقبها في أقفاصها في حديقة الحيوان، لوجدت وأنت تراقبها قردا مشاغبا، وآخر هادئ الطباع، وأحدهما ذكي في حركاته والآخر عادي، وربما بليد!
أما في عالم البشر نختلف في كل شيء، وأبرز ما نتحدث عنه في اختلافاتنا هي البصمة؛ حتى لا يكاد يتشابه أي إنسان مع آخر في البصمة، حتى البصمة نفسها مختلفة، فبصمة العين لا تتشابه مع بصمة الأصبع، والمقاييس الحيوية الأخرى لا تتشابه، مثل الوجه على سبيل المثال بصمته لا تتشابه مع إنسان آخر، ونظن أن هذا ما نختلف فيه عن بعضنا البعض، ولكن هذا غير صحيح.
ماذا عن طباعنا ماذا عن هواياتنا ماذا عما نحبه من الأشياء ونهوى أداءها ونعشقها ونتميز بها؟! هي الأخرى كذلك لا تتشابه إطلاقا؛ لكن في ظل إهمالنا لأنفسنا نذوب في الجماعة حتى يكاد الشخص الموهوب يستسلم للنمطية في المجتمع، ليشكلنا المجتمع كتلا تتشابه تماما فنكاد نكون جزءا من قطيع، وجزءا من مجموعة، ومجرد رقم في تسلسل أرقام الهوية، أو أننا مجرد حجر من جبل لا شيء يميزه، حتى إذا سألت شخصا ما ماذا تجيد أو ماذا تحب، فهو لا يدري ما يجيد من الأشياء وما يحب وما يتميز به لأن كل صفاته الفردانية ذابت في قوة الجماعة والمجتمع فصار مجردا من خصوصيته التي تميزه عن غيره!
اكتشف ماذا تجيد، هذه كلمة السر في تميزنا وكسر الرؤية النمطية عن بقية الناس، غذ هذا الاكتشاف وعش عالمك وحدك أو مع من يقاسمونك الموهبة نفسها والسر الإنساني العظيم، ولا تقف مشابها لأحد، حتى إذا سئلت ماذا تحب وماذا تجيد، وما هي خصوصيتك المميزة عن غيرك جاءت إجابتك على شكل إنتاج ومعرفة فيما تحب، فخبير البر الضليع فيه، يتضاءل الأستاذ الجامعي أمام خبرته، وأذكر أن أحد أساتذة السموم النباتية في إحدى جامعات المملكة استعان بسائق الكلية ليدله على الأعشاب السمية في صحراء الجزيرة العربية، لأن السائق البسيط الذي يتلمس أطراف رزقه في الجامعة من مهنة قيادة السيارة، كان خبيرا في النباتات البرية وتفاصيلها وأين تتكاثر وآثارها السمية على الماشية، ووفاء من الأستاذ الجامعي صار السائق شريكا في البحث العلمي للبروفسور في الورقة البحثية، والقصة مشهورة في أروقة جامعة القصيم في كلية الزراعة والطب البيطري!
فالمهم ألا تشبه أحدا ولا تنتظر أحدا يكتشفك، بل اكتشف نفسك وغذ موهبتك بعقلك وحسن عنايتك ولا تستسلم لضغط الجماعة لتعود للذوبان فيها، فإن كنت فنانا فعد لفنك، وإن كنت قارئا فكتابك ينتظرك، وإن كنت كاتبا فأنت بحاجة لقلمك ولا تستسلم لمشاغل الحياة وتهمل نفسك وتهمل موهبتك، فلا بواكي لك إلا أنت ولا خاسر سواك!
Halemalbaarrak@
أما في عالم البشر نختلف في كل شيء، وأبرز ما نتحدث عنه في اختلافاتنا هي البصمة؛ حتى لا يكاد يتشابه أي إنسان مع آخر في البصمة، حتى البصمة نفسها مختلفة، فبصمة العين لا تتشابه مع بصمة الأصبع، والمقاييس الحيوية الأخرى لا تتشابه، مثل الوجه على سبيل المثال بصمته لا تتشابه مع إنسان آخر، ونظن أن هذا ما نختلف فيه عن بعضنا البعض، ولكن هذا غير صحيح.
ماذا عن طباعنا ماذا عن هواياتنا ماذا عما نحبه من الأشياء ونهوى أداءها ونعشقها ونتميز بها؟! هي الأخرى كذلك لا تتشابه إطلاقا؛ لكن في ظل إهمالنا لأنفسنا نذوب في الجماعة حتى يكاد الشخص الموهوب يستسلم للنمطية في المجتمع، ليشكلنا المجتمع كتلا تتشابه تماما فنكاد نكون جزءا من قطيع، وجزءا من مجموعة، ومجرد رقم في تسلسل أرقام الهوية، أو أننا مجرد حجر من جبل لا شيء يميزه، حتى إذا سألت شخصا ما ماذا تجيد أو ماذا تحب، فهو لا يدري ما يجيد من الأشياء وما يحب وما يتميز به لأن كل صفاته الفردانية ذابت في قوة الجماعة والمجتمع فصار مجردا من خصوصيته التي تميزه عن غيره!
اكتشف ماذا تجيد، هذه كلمة السر في تميزنا وكسر الرؤية النمطية عن بقية الناس، غذ هذا الاكتشاف وعش عالمك وحدك أو مع من يقاسمونك الموهبة نفسها والسر الإنساني العظيم، ولا تقف مشابها لأحد، حتى إذا سئلت ماذا تحب وماذا تجيد، وما هي خصوصيتك المميزة عن غيرك جاءت إجابتك على شكل إنتاج ومعرفة فيما تحب، فخبير البر الضليع فيه، يتضاءل الأستاذ الجامعي أمام خبرته، وأذكر أن أحد أساتذة السموم النباتية في إحدى جامعات المملكة استعان بسائق الكلية ليدله على الأعشاب السمية في صحراء الجزيرة العربية، لأن السائق البسيط الذي يتلمس أطراف رزقه في الجامعة من مهنة قيادة السيارة، كان خبيرا في النباتات البرية وتفاصيلها وأين تتكاثر وآثارها السمية على الماشية، ووفاء من الأستاذ الجامعي صار السائق شريكا في البحث العلمي للبروفسور في الورقة البحثية، والقصة مشهورة في أروقة جامعة القصيم في كلية الزراعة والطب البيطري!
فالمهم ألا تشبه أحدا ولا تنتظر أحدا يكتشفك، بل اكتشف نفسك وغذ موهبتك بعقلك وحسن عنايتك ولا تستسلم لضغط الجماعة لتعود للذوبان فيها، فإن كنت فنانا فعد لفنك، وإن كنت قارئا فكتابك ينتظرك، وإن كنت كاتبا فأنت بحاجة لقلمك ولا تستسلم لمشاغل الحياة وتهمل نفسك وتهمل موهبتك، فلا بواكي لك إلا أنت ولا خاسر سواك!
Halemalbaarrak@