صالح العنزي

مهارة حل المشكلات.. أسلوب حياة

الأحد - 06 نوفمبر 2022

Sun - 06 Nov 2022

حياة الإنسان حياة تفاعلية، يؤثر ويتأثر بغيره، وتشكل التغيرات الثقافية والاجتماعية دورا كبيرا في هذا التفاعل، كما تؤدي الخبرة التي يكتسبها الفرد في دراسته وعمله وتعايشه مع أسرته ومجتمعه، وكذلك تؤثر تحديات ومواقف الحياة المختلفة في بلورة نمط شخصيته وقدرته على التعامل مع متطلبات تلك الحياة، مما يعطي الإنسان التفرد في أسلوب تقديره ومواجهته لكل مواقف الحياة سواء الروتينية اليومية أو المواقف الطارئة التي تواجهه في عمله وحياته وتحديد طريقة تعامله مع محيطه الشخصي والعملي.

وعندما نريد أن نحدد المهارات التي تحسن من قدرة الفرد على مواجهة ضغوط الحياة الشخصية والعملية وترفع من مرونته النفسية، فإننا نضع مهارة حل المشكلات من ضمن أهم تلك المهارات لعدد من الأسباب منها:-

1 - الضغوط العملية والنفسية والاجتماعية تحدث في الغالب من نظرة الفرد للمشكلات التي تمر عليه بتضخيمها أو التقليل منها وليس كما هي في الحقيقة.

2 - تعاطي الفرد مع المشكلات وفقا لما لديه من خبرات وقيم ومعتقدات وعادات وتقاليد ويتصرف أحيانا وفق تلك الموجهات.

3 - المشاكل الكبيرة هي نتاج لمشكلات صغيرة لم تعالج بشكل جيد في بدايتها، أو نتيجة لعدم وجود توقعات وإجراءات وقائية تمنع وقوعها أو تقلل من أثرها في المستقبل.

4 - أحيانا من يقع بيده حل المشكلات (قائدا أو مديرا أو رئيسا أو موظفا أو رب أسرة أو غيرهم..) قد يكون لقراره فائدة أو ضرر متعد مما يجعل من الأهمية أن يمتلك القدرة على المعالجة الأفضل لهذه المشكلات.

ولكي تنمى مهارة حل المشكلات لدى الفرد وإن اختلفت مراحله العمرية والوظيفية والاجتماعية إلا أن لدورها أهمية في كل مرحلة من مراحل الحياة، ويمكن المساهمة في تنمية وتكوين تلك المهارة من خلال:

1 - تعويد الأطفال في الصغر على التفكير المنطقي من خلال تحمله المسؤولية بشكل يتناسب مع نموه العقلي والزمني، مع التوجيه المناسب والتركيز على مهارات التفكير الناقد في حل المشكلات، وكذلك مهارات التفكير الإبداعي، والمزاوجة بينهما في حل المشكلات.

2 - تفعيل مهارة حل المشكلات في العمليات التدريسية من خلال التعلم الذي يتمحور حول الطالب، والقائم على البحث والتقصي والاكتشاف.

3 - تعزيز ثقة الطالب بنفسه من خلال مشاركته بالأنشطة الصفية واللاصفية ومجتمعات التعلم التي تعتمد على أسلوب حل المشكلات وتحمل المسؤولية من خلال فرق العمل.

4 - إلحاق أي موظف جديد بدورات تدريبية وتطبيقية على أسلوب حل المشكلات والتعامل مع ضغوط العمل بما يحقق تكيف الموظف مع مشكلات العمل وينعكس على إنتاجيته.

5 - تأهيل القيادات في المناصب العليا في المؤسسات والمنظمات بالتدريب على مهارات إدارة الأزمات وحل المشكلات وإدارة فرق العمل وتفعيل مهارات صناعة القرار بأسلوب علمي يعتمد على المعلومات الصحيحة والواقعية.

6 - إقامة برامج ولقاءات من المؤسسات التي تعنى بالمجتمع لأفراده، وخاصة الشباب والشابات المقبلين على العمل وبناء الأسرة؛ على مهارات التعامل مع المشكلات وحلها.

إن إتقان مهارة حل المشكلات أصبح ذات أهمية في هذا العصر، لكثرة الضغوط من جهة ولحاجة أداء العمل لتلك المهارة لوجود التنافس الكبير بين المنظمات والأفراد في أداء وتحسين الأعمال، ولكون المشكلات التي لا يتم حلها الحل الأمثل قد تؤدي لخسارة كبيرة في المنظمة، وعلى المستوى الشخصي قد يكون لضعف الفرد في مهارة حل المشكلات والتعامل الأمثل معها أثر كبير في صحته النفسية وجودة حياته وحياة من حوله، ومستقبله الشخصي والمهني، وصدق أحدهم بقوله «الحل لأي مشكلة موجود مسبقا، كل ما علينا أن نسأل الأسئلة الصحيحة التي تكشف الحل».

@salehsalmanalen