باحث أمريكي: إردوغان المنتصر الأكبر في الحرب

تركيا عززت دورها بالانضمام إلى السعودية في التوسط لتبادل الأسرى
تركيا عززت دورها بالانضمام إلى السعودية في التوسط لتبادل الأسرى

الأحد - 06 نوفمبر 2022

Sun - 06 Nov 2022



رجب طيب إردوغان
رجب طيب إردوغان
يرى الباحث الأمريكي مارك إبيسكوبوس أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان توج أسبوع دبلوماسية طوارئ لإنقاذ صفقة حبوب أوكرانية محاصرة، بالتأكيد على قراره بعرقلة توسع حلف شمال الأطلسي (ناتو)، مما ألقى ضوءا متجددا على وضع تركيا الدقيق كدولة متعددة التوجهات في الوقت الذي تدخل فيه الحرب الروسية الأوكرانية شهرها التاسع.

وقال إبيسكوبوس في تقرير نشرته مجلة ناشونال انتريست الأمريكية إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قدما شكرهما لإردوغان مطلع هذا الأسبوع لإعادته روسيا إلى اتفاق متعدد الأطراف يتعلق باستمرار تصدير الحبوب الأوكرانية بعد وقت قصير من إعلان الكرملين انسحابه من الاتفاق.

وجاء عدول روسيا عن قرارها بعد حديث هاتفي بين إردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أثمر عن العودة للاتفاق، مقابل ضمانات تهدف إلى تخفيف قائمة مخاوف موسكو المتزايدة؛ الأمنية والسياسية.

اتفاق الحبوب

ويقول إبيسكوبوس إن إحياء تركيا لاتفاق الحبوب جاء في أعقاب إعلان إردوغان في أكتوبر الماضي بأنه وافق على اقتراح سابق لبوتين بتحويل تركيا إلى مركز للغاز الطبيعي، وقال إردوغان «لقد اتفقنا مع بوتين على هذا الأمر، وسوف نقيم مركزا هنا حيث سيرد الغاز التركي من روسيا».

ولم يتم الكشف عن التفاصيل الفنية المتعلقة بالاقتراح، من جانب روسيا التي تسعى جاهدة للبحث عن طرق بديلة لنقل الغاز وسط انخفاض شديد في صادرات الطاقة إلى الاتحاد الأوروبي. وأشاد بوتين بإردوغان باعتباره شريكا يعتمد عليه عندما سئل عن المشروع أثناء مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي، وقال «من السهل بالنسبة لنا التعاون مع تركيا، فالرئيس إردوغان رجل يفي بوعده، ومن الأسهل لنا السيطرة على البحر الأسود».

وسيط بارز

وأوضح إبيسكوبوس أن إردوغان نصب نفسه بنجاح بصورة مستمرة وبدرجة كبيرة وسيطا بارزا في الحرب الأوكرانية، حيث خرج عن صفوف حلفاء الناتو من أجل تأكيد مركز يتسم بالحيادية المؤهلة له. وعلى الرغم من أن أنقرة أدانت موسكو مرارا وتكرارا لغزوها أوكرانيا وساندت أوكرانيا في وقت سابق بشحنات من المسيرات التركية طراز بيرقدار تي بي 2، ميزت نفسها كدولة مؤيدة بقوة للتوصل لتسوية عن طريق التفاوض لإنهاء الحرب في وقت تحظى فيه مثل هذه الدعوات بالاستنكار من جانب كييف وبعض القادة الغربيين باعتبارها مسيئة وغير أخلاقية. وألمح وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو في أغسطس الماضي إلى أن بعض دول الناتو تريد استمرار الحرب، مما يزيد من إظهار أن هناك اختلافا واضحا في الموقف بين أنقرة وبعض الدول الغربية بشأن القضية الأساسية الخاصة بكيفية إنهاء الحرب في أوكرانيا، كما عززت تركيا من قدرتها على الوساطة بالانضمام إلى السعودية الشهر الماضي في التوسط في اتفاق لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا على نطاق واسع.

مطالب أمنية

ويقول إبيسكوبوس إنه رغم أن إردوغان يعمل على ترسيخ نفسه باعتباره الوسيط الرئيسي في الحرب، فإنه يعزز موقفه بأنه من القلائل الممتنعين عن انضمام السويد وفنلندا للناتو، فتعتبر أنقرة هي الوحيدة تقريبا التي عرقلت عملية التوسيع، وأكد الأمين العالم للناتو ينس ستولتينبرج في وقت سابق أنها سوف تتحقق بسرعة، حيث رهن إردوغان انضمامهما بمجموعة من المطالب الأمنية والسياسية.

وصرح تشاووش أوغلو أثناء مؤتمر صحفي مع ستولتينبرج مطلع هذا الأسبوع بأن السويد وفنلندا لم تفيان بالتزاماتهما بمقتضى اتفاق سابق لتعدل أنقرة عن اعتراضاتها على انضمامهما للناتو. وقد وافق أردوغان على مقابلة رئيس وزراء السويد الجديد أولف كريستيرسون لبحث الأمر باستفاضة، لكنه أكد أن تركيا لن تتراجع عن مطالبها.

طموحات إردوغان

وأكد المحلل الأمريكي أن طموحات إردوغان التي ترجع إلى سنوات كثيرة أوضحها مزيج من الأيدولوجيات المنتقاة، لم تكن وليدة غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير، لكن في الحقيقة وفرت الحرب الروسية الأوكرانية مناخا جغرافيا سياسيا مواتيا لأنقرة لمواصلة سياسة فعالة متعددة التوجهات.