هل تكون موجة حمراء؟
الأحد - 06 نوفمبر 2022
Sun - 06 Nov 2022
يتفق كل المحللين السياسيين الذين يقومون بدراسة ومحاولة تنبؤ الانتخابات التشريعية للكونجرس والتي ستقام رسميا الثلاثاء الموافق 8 نوفمبر2022، على أن هناك تغيرا كبيرا في الرأي العام الأمريكي مؤيد لناحية اليمين السياسي، وإذا كان هذا أمر مصدره رؤية تبين ضعف الرئيس بايدن، وأنه أمر يعزى إلى زيادة شعبية السياسات والأفكار المحافظة، فإن هذه قضية يمكن مناقشتها.
لا يجب اعتبار إطلاق التوقعات في مجال السياسة أمرا مسلما به.
لكن هناك أمورا في هذه الانتخابات النصف تكميلية في أمريكا والتي يمكن أن تعتبر من الأمور الممكن التنبؤ بها مثل الحماس الكبير الذي يبديه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب وأنصاره ومؤيدوه في المشاركة في تلك الانتخابات في هذا الوقت لبعث رسالة بأن معظم المرشحين الذين ساندهم الرئيس ترمب سينجحون في الانتخابات.
هناك موضوعات كثيرة مهمة ستطرح للنقاش في هذه الانتخابات مثل قضايا الاقتصاد، والاجهاض، والجريمة، والعلاقة بين الأعراق، والعنف الصادر عن استخدام الأسلحة، وقضايا المناخ، والحرب الروسية - الأوكرانية، وغيرها من الموضوعات، لكن بايدن يفضل أن يكون حديثه هو حال الديمقراطية في أمريكا وكيف أنها أصبحت مهددة بسبب التطرف، وعلى الرغم من أهمية هذا الموضوع، إلا أنه لن يؤدي الى تصاعد تيار من الاستحسان الشعبي له، نظرا لأن غالبية الناخبين في أمريكا لا يزالون مذعنين للمبادئ الديمقراطية المكونة للنظام السياسي الأمريكي.
لا تعد تحذيرات الرئيس بايدن بأن الديموقراطية الأمريكية في خطر القضية الملائمة لهذه الحملة الانتخابية؛ والتي يجب مخاطبة الشعب الأمريكي بها.
إن بايدن لن ينقذ الديموقراطية الأمريكية بهذه الطريقة، والأسوأ من هذا هو أن الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما يسخر من المرشحين الجمهوريين ناعتا إياهم بالتطرف.
قد يكون لهذا الخطاب تأثير عكسي، لأن العاطفة التي تسود غالبية الشعب الأمريكي والناخبين الأمريكيين في نوفمبر من عام 2022 تميل ناحية الحزب الجمهوري.
يصور المعترك السياسي لهذه الانتخابات على أنه يجري في أوقات صعبة؛ فالاقتصاد الدولي في حالة ركود في أعقاب جائحة كورونا، كما أن الآمال المتعلقة بحلول السلام الدولي قد تلاشت بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا، إن هذه الصورة القاتمة لعالم السياسة يجعل التنبؤات السياسية أكثر مصداقية؛ لأن الناس يريدون التغير، وهم غير راضين على أداء من هم في موقع القوة.
قد يكون هناك بعض من التعاطف مع الرئيس بايدن والديموقراطيين، حيث إن البعض ما زال يرى أن شخصية سياسات سلفه الرئيس ترمب كانت سبب في انقسام أمريكا، إلا أنه يجب الأخذ في الحسبان أن الرئيس بايدن لا يحفز الشعب الأمريكي على مناقشة القضايا الحقيقية عندما يوجه كل تركيزه نحو كيف أصبح الجمهوريون متطرفين.
تشير التوقعات السياسية بأن الجمهوريين سيربحون في القضايا الخاصة بالاقتصاد، الأسلحة، علاقات الأعراق بين بعضها، الإجهاض، وغيرها، لأن رسالتهم فيما يتعلق بهذه القضايا تجد استجابة من قبل غالبية الناخبين الأمريكيين.
إن إحدى المشكلات المتعلقة بالتنبؤات السياسية بصفة عامة والانتخابات النصفية بصفة خاصة في فترة جو بايدن الرئاسية، تكمن في أنها تتوقع توجهات عامة في السياسة والمجتمع في أمريكا، إنها لا تقدم تفاصيل كثيرة لكن الأمر الواضح هو أن الرئيس دونالد ترمب، والمرشحين الذين أيدهم، والناخبين الذين صوتوا له، قد نجحوا في المضي قدما في مسعاهم لتغيير البنية السياسية للولايات المتحدة، لكن الأمر الذي مازال خفيا هو مدى مقربة الرئيس ترمب من البيت الأبيض مرة أخرى.
والأمر الأكيد هو أن العالم لن يعرف نتائج كل الانتخابات مع نهاية الثلاثاء الموافق الثامن من نوفمبر؛ لأنه حتى مع نهاية التصويت، فستكون هناك بطاقات انتخابية ما زال يتم فرزها، لكن يستطيع أي محلل سياسي القول بأن قوة بايدن السياسية ستضعف، قد تكون هناك تنبؤات بما سوف يحدث لاحقا في معترك السياسة الأمريكية؛ فالاحتمال الأكيد هو أنه سيتم حل اللجنة المشكلة من الكونجرس والمكلفة في التحقيق في محاولة اقتحام مبنى الكابيتول هيل والمعروفة باسم لجنة 6 يناير، وقد تخسر السيدة نانسي بيلوسي منصبها كرئيسة لمجلس النواب، كما أن نفوذها قد يضعف في العاصمة واشنطن.
إضافة إلى هذا، فإن إحدى سمات الحملات الانتخابية في أمريكا، هي أنها أصبحت طويلة في مدتها ومن ثم يمكن قياس توجهات الرأي العام لفترة طويلة، وبالتالي فهذا يعني أنه لو لم تكن هناك تحولات كبيرة في الرأي العام للناخبين الأمريكيين على مدة فترة زمنية طويلة، فانه بالإمكان أن تكون التنبؤات السياسية دقيقة وصحيحة ويسعى الرئيس ترمب وأنصاره من أن تكون الانتخابات أكثر من كونها انتخابات متعلقة بالمجالس التشريعية أو الكونجرس فقط، إنهم ماضون في أن يجعلوا هذه الانتخابات القادمة نهاية الحياة السياسية والوظائف السياسية لعائلة كلينتون وعائلة أوباما، وبايدن وبيلوسي وحتى المرشح اليساري بيرني ساندر، وهم قد ينجحون في هذا وقد يستهل مجلس النواب الجديد ذو الأغلبية الجمهورية عمله بإجراء تحقيق في أعمال نجل الرئيس الحالي هانتر بايدن.
ومن المتوقع أن تتسبب تلك الانتخابات في انقسامات أكثر في أمريكا، ويتوقع المحللون السياسيون نهاية لموسم سياسي ساخن وعنيف وطويل الأمد، أما عن كيف يتحكم الأمريكيون في تصرفاتهم السياسية بصفة عامة فهو مجال لا يمكن التكهن به، وعلى الرغم من هذا، فان التوجه نحو اليمين السياسي أمر واضح، لكن من غير الواضح معرفة إلى أي فترة من الزمن في الحاضر والمستقبل سيستمر صعود اليمين الأمريكي.
لكن هذا لا يمنع الحزب الديموقراطي من تجديد تحديه للجمهورين حتى لو خسر الانتخابات في نوفمبر2022، وربما تكون بعد عامين من الأن الأوضاع كارثية داخل الجمهورية الإسلامية في إيران، وهنا يمكن طرح نبوءة سياسية بأن الوضع السياسي الإيراني المنهار سيكون إحدى القضايا التي ستناقش في انتخابات نوفمبر2024.
mr_alshammeri@
لا يجب اعتبار إطلاق التوقعات في مجال السياسة أمرا مسلما به.
لكن هناك أمورا في هذه الانتخابات النصف تكميلية في أمريكا والتي يمكن أن تعتبر من الأمور الممكن التنبؤ بها مثل الحماس الكبير الذي يبديه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب وأنصاره ومؤيدوه في المشاركة في تلك الانتخابات في هذا الوقت لبعث رسالة بأن معظم المرشحين الذين ساندهم الرئيس ترمب سينجحون في الانتخابات.
هناك موضوعات كثيرة مهمة ستطرح للنقاش في هذه الانتخابات مثل قضايا الاقتصاد، والاجهاض، والجريمة، والعلاقة بين الأعراق، والعنف الصادر عن استخدام الأسلحة، وقضايا المناخ، والحرب الروسية - الأوكرانية، وغيرها من الموضوعات، لكن بايدن يفضل أن يكون حديثه هو حال الديمقراطية في أمريكا وكيف أنها أصبحت مهددة بسبب التطرف، وعلى الرغم من أهمية هذا الموضوع، إلا أنه لن يؤدي الى تصاعد تيار من الاستحسان الشعبي له، نظرا لأن غالبية الناخبين في أمريكا لا يزالون مذعنين للمبادئ الديمقراطية المكونة للنظام السياسي الأمريكي.
لا تعد تحذيرات الرئيس بايدن بأن الديموقراطية الأمريكية في خطر القضية الملائمة لهذه الحملة الانتخابية؛ والتي يجب مخاطبة الشعب الأمريكي بها.
إن بايدن لن ينقذ الديموقراطية الأمريكية بهذه الطريقة، والأسوأ من هذا هو أن الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما يسخر من المرشحين الجمهوريين ناعتا إياهم بالتطرف.
قد يكون لهذا الخطاب تأثير عكسي، لأن العاطفة التي تسود غالبية الشعب الأمريكي والناخبين الأمريكيين في نوفمبر من عام 2022 تميل ناحية الحزب الجمهوري.
يصور المعترك السياسي لهذه الانتخابات على أنه يجري في أوقات صعبة؛ فالاقتصاد الدولي في حالة ركود في أعقاب جائحة كورونا، كما أن الآمال المتعلقة بحلول السلام الدولي قد تلاشت بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا، إن هذه الصورة القاتمة لعالم السياسة يجعل التنبؤات السياسية أكثر مصداقية؛ لأن الناس يريدون التغير، وهم غير راضين على أداء من هم في موقع القوة.
قد يكون هناك بعض من التعاطف مع الرئيس بايدن والديموقراطيين، حيث إن البعض ما زال يرى أن شخصية سياسات سلفه الرئيس ترمب كانت سبب في انقسام أمريكا، إلا أنه يجب الأخذ في الحسبان أن الرئيس بايدن لا يحفز الشعب الأمريكي على مناقشة القضايا الحقيقية عندما يوجه كل تركيزه نحو كيف أصبح الجمهوريون متطرفين.
تشير التوقعات السياسية بأن الجمهوريين سيربحون في القضايا الخاصة بالاقتصاد، الأسلحة، علاقات الأعراق بين بعضها، الإجهاض، وغيرها، لأن رسالتهم فيما يتعلق بهذه القضايا تجد استجابة من قبل غالبية الناخبين الأمريكيين.
إن إحدى المشكلات المتعلقة بالتنبؤات السياسية بصفة عامة والانتخابات النصفية بصفة خاصة في فترة جو بايدن الرئاسية، تكمن في أنها تتوقع توجهات عامة في السياسة والمجتمع في أمريكا، إنها لا تقدم تفاصيل كثيرة لكن الأمر الواضح هو أن الرئيس دونالد ترمب، والمرشحين الذين أيدهم، والناخبين الذين صوتوا له، قد نجحوا في المضي قدما في مسعاهم لتغيير البنية السياسية للولايات المتحدة، لكن الأمر الذي مازال خفيا هو مدى مقربة الرئيس ترمب من البيت الأبيض مرة أخرى.
والأمر الأكيد هو أن العالم لن يعرف نتائج كل الانتخابات مع نهاية الثلاثاء الموافق الثامن من نوفمبر؛ لأنه حتى مع نهاية التصويت، فستكون هناك بطاقات انتخابية ما زال يتم فرزها، لكن يستطيع أي محلل سياسي القول بأن قوة بايدن السياسية ستضعف، قد تكون هناك تنبؤات بما سوف يحدث لاحقا في معترك السياسة الأمريكية؛ فالاحتمال الأكيد هو أنه سيتم حل اللجنة المشكلة من الكونجرس والمكلفة في التحقيق في محاولة اقتحام مبنى الكابيتول هيل والمعروفة باسم لجنة 6 يناير، وقد تخسر السيدة نانسي بيلوسي منصبها كرئيسة لمجلس النواب، كما أن نفوذها قد يضعف في العاصمة واشنطن.
إضافة إلى هذا، فإن إحدى سمات الحملات الانتخابية في أمريكا، هي أنها أصبحت طويلة في مدتها ومن ثم يمكن قياس توجهات الرأي العام لفترة طويلة، وبالتالي فهذا يعني أنه لو لم تكن هناك تحولات كبيرة في الرأي العام للناخبين الأمريكيين على مدة فترة زمنية طويلة، فانه بالإمكان أن تكون التنبؤات السياسية دقيقة وصحيحة ويسعى الرئيس ترمب وأنصاره من أن تكون الانتخابات أكثر من كونها انتخابات متعلقة بالمجالس التشريعية أو الكونجرس فقط، إنهم ماضون في أن يجعلوا هذه الانتخابات القادمة نهاية الحياة السياسية والوظائف السياسية لعائلة كلينتون وعائلة أوباما، وبايدن وبيلوسي وحتى المرشح اليساري بيرني ساندر، وهم قد ينجحون في هذا وقد يستهل مجلس النواب الجديد ذو الأغلبية الجمهورية عمله بإجراء تحقيق في أعمال نجل الرئيس الحالي هانتر بايدن.
ومن المتوقع أن تتسبب تلك الانتخابات في انقسامات أكثر في أمريكا، ويتوقع المحللون السياسيون نهاية لموسم سياسي ساخن وعنيف وطويل الأمد، أما عن كيف يتحكم الأمريكيون في تصرفاتهم السياسية بصفة عامة فهو مجال لا يمكن التكهن به، وعلى الرغم من هذا، فان التوجه نحو اليمين السياسي أمر واضح، لكن من غير الواضح معرفة إلى أي فترة من الزمن في الحاضر والمستقبل سيستمر صعود اليمين الأمريكي.
لكن هذا لا يمنع الحزب الديموقراطي من تجديد تحديه للجمهورين حتى لو خسر الانتخابات في نوفمبر2022، وربما تكون بعد عامين من الأن الأوضاع كارثية داخل الجمهورية الإسلامية في إيران، وهنا يمكن طرح نبوءة سياسية بأن الوضع السياسي الإيراني المنهار سيكون إحدى القضايا التي ستناقش في انتخابات نوفمبر2024.
mr_alshammeri@