كأس العالم والصورة النمطية للخليج
الأحد - 06 نوفمبر 2022
Sun - 06 Nov 2022
رسخت السينما الأمريكية والإعلام الغربي المتصهين صورة باهتة عن الشخصية العربية إجمالا، التي تم ربطها بالزي الخليجي تحديدا المتمثل في الغترة والعقال والمشلح العربي، وهو وإن كان متداولا في أرجاء أخرى من وطننا العروبي، إلا أنه قد ارتبط رسميا بالمواطن الخليجي، ولا سيما حين تذكر معه الخيمة وبرميل البترول والناقة الأصيلة التي تم استبدالها مؤخرا بعدد من المركبات الفاخرة، والحمد لله أنها فاخرة جدا، إذ لا يليق بالناقة الشماء إلا تلك المراكب الباهظة الثمن.
وعلى الرغم من تطور الشعوب العربية ومواطني دول مجلس التعاون الخليجي تحديدا، وانتقال كثير من أبنائهم من حالة البداوة إلى التحضر، بل وتقدمهم حضاريا عبر ما نشاهده في مدنهم الحديثة، وتنامي وعيهم العلمي جراء توسعهم المعرفي وصولا إلى تأسيس العديد من الجامعات العالمية في مدنهم، إلا أن النظرة السلبية لم تتغير في مختلف وسائل الإعلام الغربية، وعبثا كانت المحاولات لتغيير الصورة النمطية في أجواء تلك المجتمعات، ولا سيما القاصرة النظر، والمؤدلجة ضمن توجه عرقي وغيره؛ ولهذا فلم يكن غريبا أن تظهر الغترة العربية بلونها الأحمر والتي يطلق عليها في أوساطنا المحلية باسم «الشماغ» في ذلك الإعلان التحريضي على دول الخليج والمملكة بخاصة، جراء ارتفاع أسعار البنزين في الولايات المتحدة الأمريكية.
والسؤال المحوري هو: ما السبيل إلى تغيير تلك الصورة النمطية في ذهن المواطن الغربي البسيط الذي يتم تجييشه لخدمة مصالح رأس المال وتجار السياسة حين تختلف مصالحهم معنا؟
أتصور أننا بحاجة ابتداء إلى تحديد هوية المستهدف الذي يجب أن نهتم لأمره، ونقوم بالتفاعل معه لتحييده وتغيير الصورة النمطية السلبية التي عادة ما تلصق بنا من دهاقنة السياسة وتجارها في الغرب الصهيوني؛ وحال تحديدنا لهويته سنتمكن من معرفة إطارات التعامل معه، وتلك هي البداية لكل بداية.
وواقع الحال فليس بعيدا عن الصحة إن قلنا إن كثيرا من هذه الحشود التي يتم تجييشها تنتمي إلى فئات اجتماعية متوسطة الدخل بتفاوت درجات هذه الشريحة من الأدنى للأعلى، وعادة ما يشكلون أغلبية متفاعلة في كثير من المجتمعات الغربية، وتتنافس على رضاهم مختلف الأحزاب حين الصراع الانتخابي، كما يمثلون الشريحة المستفيدة من أي نمو اقتصادي، وهم أيضا المتضررون أولا من أي انخفاض يلمس استقرارهم الاجتماعي.
إنهم الخلية الأكبر في أي مجتمع سليم، وهم من يتم الرهان عليهم صعودا ونزولا، وغالبا ما يكون وعيهم قاصرا، فلا تجد غالبهم متحفزا لأي معرفة جديدة، وتنحصر اهتماماتهم في متابعة الرياضة الشعبية، ومشاهدة الأفلام والمسلسلات والبرامج الخفيفة، ولذلك يسهل تجييشهم من قبل الإعلام السياسي وفق أهداف تجار السياسة في الغرب الصهيوني.
أمام ذلك يأتي مهرجان كأس العالم الكروي المقام قريبا في دولة قطر، ليكون فرصة سانحة لدول وشعوب مجلس التعاون الخليجي تحديدا، لتغيير الصورة النمطية بشكل حقيقي وراسخ في ذهن تلك الأوساط الغربية وغيرها من شعوب العالم.
في هذا السياق، فإن دولة قطر تمثل كافة الشعوب العربية ومواطني دول مجلس التعاون في تنظيمها واستضافتها لهذا الكرنفال الشعبي الكبير على مستوى العالم، والذي يتابعه بشغف الملايين من مختلف الأعمار والأعراق، وكل أولئك ستتركز عيونهم خلال شهر تقريبا صوب العاصمة القطرية الدوحة التي تمثل كل مدن دول مجلس التعاون، بل إن كل الحاضرين بشخوصهم لمتابعة مباريات كأس العالم سينبهرون بالتطور القائم في مدينة الدوحة ومختلف المدن الخليجية التي ستستضيفهم، وسيدركون حجم التطور المدني الذي تعيشه مدن دول مجلس التعاون للخليج العربي، وذلك أول هدف في خطة تغيير الصورة الذهنية.
أشير إلى أهمية أن تتضافر الجهود في أمانة مجلس التعاون الخليجي للتنسيق بين دول المجلس للاستفادة من هذا الحدث، وإبراز حالة التطور والنماء الكائنة في وعي المجتمع الخليجي، بالتزامن مع حالة التطور والنماء في الجانب المادي المدني، ويمكن أن يتم ذلك عبر برامج إعلامية متخصصة وفعاليات على أرض الواقع تقوم بتعريف كل مشجعي العالم يواقع ما نحن عليه حقيقة.
إنها اللحظة الحقيقية الوحيدة التي نملك زمامها بعيدا عن مقص الرقيب، ومونتاج السينما الغربية، وتجييش العدو والمخالف.
فهل سنستفيد منها بالشكل المطلوب؟ سؤال أضعه بعين المسؤولية للأمانة العامة لدول مجلس التعاون، والوزراء المعنيين في دول المجلس كافة.
zash113@
وعلى الرغم من تطور الشعوب العربية ومواطني دول مجلس التعاون الخليجي تحديدا، وانتقال كثير من أبنائهم من حالة البداوة إلى التحضر، بل وتقدمهم حضاريا عبر ما نشاهده في مدنهم الحديثة، وتنامي وعيهم العلمي جراء توسعهم المعرفي وصولا إلى تأسيس العديد من الجامعات العالمية في مدنهم، إلا أن النظرة السلبية لم تتغير في مختلف وسائل الإعلام الغربية، وعبثا كانت المحاولات لتغيير الصورة النمطية في أجواء تلك المجتمعات، ولا سيما القاصرة النظر، والمؤدلجة ضمن توجه عرقي وغيره؛ ولهذا فلم يكن غريبا أن تظهر الغترة العربية بلونها الأحمر والتي يطلق عليها في أوساطنا المحلية باسم «الشماغ» في ذلك الإعلان التحريضي على دول الخليج والمملكة بخاصة، جراء ارتفاع أسعار البنزين في الولايات المتحدة الأمريكية.
والسؤال المحوري هو: ما السبيل إلى تغيير تلك الصورة النمطية في ذهن المواطن الغربي البسيط الذي يتم تجييشه لخدمة مصالح رأس المال وتجار السياسة حين تختلف مصالحهم معنا؟
أتصور أننا بحاجة ابتداء إلى تحديد هوية المستهدف الذي يجب أن نهتم لأمره، ونقوم بالتفاعل معه لتحييده وتغيير الصورة النمطية السلبية التي عادة ما تلصق بنا من دهاقنة السياسة وتجارها في الغرب الصهيوني؛ وحال تحديدنا لهويته سنتمكن من معرفة إطارات التعامل معه، وتلك هي البداية لكل بداية.
وواقع الحال فليس بعيدا عن الصحة إن قلنا إن كثيرا من هذه الحشود التي يتم تجييشها تنتمي إلى فئات اجتماعية متوسطة الدخل بتفاوت درجات هذه الشريحة من الأدنى للأعلى، وعادة ما يشكلون أغلبية متفاعلة في كثير من المجتمعات الغربية، وتتنافس على رضاهم مختلف الأحزاب حين الصراع الانتخابي، كما يمثلون الشريحة المستفيدة من أي نمو اقتصادي، وهم أيضا المتضررون أولا من أي انخفاض يلمس استقرارهم الاجتماعي.
إنهم الخلية الأكبر في أي مجتمع سليم، وهم من يتم الرهان عليهم صعودا ونزولا، وغالبا ما يكون وعيهم قاصرا، فلا تجد غالبهم متحفزا لأي معرفة جديدة، وتنحصر اهتماماتهم في متابعة الرياضة الشعبية، ومشاهدة الأفلام والمسلسلات والبرامج الخفيفة، ولذلك يسهل تجييشهم من قبل الإعلام السياسي وفق أهداف تجار السياسة في الغرب الصهيوني.
أمام ذلك يأتي مهرجان كأس العالم الكروي المقام قريبا في دولة قطر، ليكون فرصة سانحة لدول وشعوب مجلس التعاون الخليجي تحديدا، لتغيير الصورة النمطية بشكل حقيقي وراسخ في ذهن تلك الأوساط الغربية وغيرها من شعوب العالم.
في هذا السياق، فإن دولة قطر تمثل كافة الشعوب العربية ومواطني دول مجلس التعاون في تنظيمها واستضافتها لهذا الكرنفال الشعبي الكبير على مستوى العالم، والذي يتابعه بشغف الملايين من مختلف الأعمار والأعراق، وكل أولئك ستتركز عيونهم خلال شهر تقريبا صوب العاصمة القطرية الدوحة التي تمثل كل مدن دول مجلس التعاون، بل إن كل الحاضرين بشخوصهم لمتابعة مباريات كأس العالم سينبهرون بالتطور القائم في مدينة الدوحة ومختلف المدن الخليجية التي ستستضيفهم، وسيدركون حجم التطور المدني الذي تعيشه مدن دول مجلس التعاون للخليج العربي، وذلك أول هدف في خطة تغيير الصورة الذهنية.
أشير إلى أهمية أن تتضافر الجهود في أمانة مجلس التعاون الخليجي للتنسيق بين دول المجلس للاستفادة من هذا الحدث، وإبراز حالة التطور والنماء الكائنة في وعي المجتمع الخليجي، بالتزامن مع حالة التطور والنماء في الجانب المادي المدني، ويمكن أن يتم ذلك عبر برامج إعلامية متخصصة وفعاليات على أرض الواقع تقوم بتعريف كل مشجعي العالم يواقع ما نحن عليه حقيقة.
إنها اللحظة الحقيقية الوحيدة التي نملك زمامها بعيدا عن مقص الرقيب، ومونتاج السينما الغربية، وتجييش العدو والمخالف.
فهل سنستفيد منها بالشكل المطلوب؟ سؤال أضعه بعين المسؤولية للأمانة العامة لدول مجلس التعاون، والوزراء المعنيين في دول المجلس كافة.
zash113@