دحام مبارك الغالب

التعلم الرقمي وتحديات العصر

الأحد - 06 نوفمبر 2022

Sun - 06 Nov 2022

التعلم الرقمي من المفاهيم التي ظهرت نتيجة تحول الحياة إلى النمط الرقمي، وهو النمط التعليمي الذي يتم في بيئة تعلم رقمية قائمة على توظيف التقنيات الرقمية في مختلف مراحل المنظومة التعليمية بهدف تحقيق أهداف العملية التعليمية بأعلى مستوى من الجودة، وصولا لمنتج تعليمي قادر على التعايش في العصر الرقمي والمنافسة في سوق العمل.

وللتعلم الرقمي أنماط متنوعة منها التعلم الرقمي المتزامن، الذي يعتمد على توظيف التقنيات الرقمية القائمة على شبكة الإنترنت في تحقيق الاتصال المتزامن بين المعلم والمتعلم وبين المتعلمين بعضهم البعض، والتعلم الرقمي غير المتزامن والذي يتم خلال توظيف التقنيات الرقمية في إعداد المحتوى التعليمي بشكل رقمي يستطيع الطالب الاطلاع علية ودراسته وفقا لإمكاناته وظروفه يستطيع اختيار الوقت المناسب له، وفى حالة وجود استفسارات يمكن إرسال رسائل للمعلم على البريد الالكتروني أو سائل الاتصالات غير المتزامنة التي تدعمها المنصات التعليمية التي يوظفها التعلم الرقمي.

والتعلم الرقمي من السبل التي ساعدت المؤسسات التعليمية على تحسين المحتوى التعليمي وتطويره، وجعله أكثر جاذبية وتشويقا للمتعلم، محتوى تعليمي قائم على التقنيات الرقمية بالتالي يراعي الفروق الفردية بين المتعلمين، يوفر وقت وجهد المعلم والطالب، ينمى مهارات التعلم الذاتي عند الطالب ومهارات التعلم المستمر، يساعد الطالب في تنمية مهارات التفكير وحل المشكلات، يساعد الطالب على بناء الثقة في نفسه وتحمل مسؤولية تعلمه.

التعلم الرقمي غير دور كل من المعلم والطالب، فلم يعد المعلم هو محور العملية التعليمية ودوره هو تلقين الطالب المعلومات، بل أصبح المعلم موجها ومرشدا ومصمما للمواقف التعليمية الرقمية، مطورا للمحتوى التعليمي الرقمي، وأصبح الطالب هو محور العملية التعليمية، وهو المسؤول الأول عن عملية تعلمه وتحقيق الأهداف التعليمية، أصبح المتعلم أكثر إيجابية أثناء عملية التعلم، أصبح الطالب يمتلك مهارات تقنية لم تكن متاحة في نظام التعليم التقليدي.

وبالرغم من كل ما يحمله التعلم الرقمي من مميزات، وأنه العصاة السحرية لحل مشاكل التعليم ومواجهة التحديات التي يفرضها العصر الرقمي على نظم التعليم، إلا أنه يواجه كثيرا من التحديات والمعوقات التي تحول دون توظيفه بفاعليه، خاصة في مجتمعاتنا العربية، ومن تلك المعوقات نقص مهارات الطالب العربي؛ فمعظم الطلاب في مجتمعاتنا العربية لا يمتلكون مهارات رقمية تؤهلهم للاندماج في التعلم الرقمي وحصد فوائده، نفس الوضع للمعلم، فهناك نقص شديد في المهارات الرقمية لدى المعلمين والتي تقف حاجز بينهم وبين اندماجهم في بيئات التعلم الرقمي والاستمرار فيها، يضاف إلى ذلك قصور في البنية التحتية في معظم المؤسسات التعليمية، وتباين مستوى تجهيز المؤسسات التعليمية، وكذلك قصور في العنصر البشرى المطلوب لبيئات التعلم الرقمي، سواء من توافر مبرمجين متخصصين في صناعة المحتوى الرقمي، أو فنيين مسؤولين عن صيانة الأجهزة، أو مصممين تعليميين لصناعة المحتوى الرقمي وغيرهم.

@Daham9920