القصيدة والحظ السعيد.. في جماليات التلقي قصيدة «حيوان المعدن» نموذجا
الخميس - 03 نوفمبر 2022
Thu - 03 Nov 2022
لعل من أبرز ما يمكن أن تحظى به القصيدة في أي عصر من العصور، هو أن تنال الحظوة من القراءة والاختلاف، وأن تحظى بتلق يقدر قيمتها، أو على الأقل يكشف جوانب عدة لتلقي هذا النص، وربما هنا يكون الحظ السعيد لها. فلا شك أن القصيدة الغائبة عن مساحة التلقي هي قصيدة ميتة لا حياة لها، من هنا فإن الاختلاف حول النص، قبولا ورفضا، أو تلقي جمالياته ودحضها هو ما يعطي القصيدة بعدا تداوليا يمنحها حياة أخرى، وهذا ما يسهم في تطوير ذائقة المتلقي والمبدع، كما يسهم في طرح أسئلة جوهرية حول العملية الإبداعية عموما، وهي أسئلة جوهرية تغني الإبداع وتثريه.
ولو تأملنا قصيدة الشاعر حيدر العبد الله «حيوان المعدن»، التي أثارت شهية نقاد مشهورين وأصحاب رؤية نقدية، فسنرى أن هذا النص قد أثار كثيرا من التساؤلات، وهنا لا بد من الإشارة إلى أنه بغض النظر عن السياق الثقافي أو الاجتماعي التي قيلت فيه القصيدة، فإنها قد صارت ملكا للمتلقين منذ اللحظة التي أشهرت فيها على القراء عبر الفضاء الالكتروني.
من هنا، تدافع كثير من النقاد إلى التوقف عند القصيدة دفاعا عن لحظة تلقيه للقصيدة، أو دحضا لهذا التلقي. من هنا انقسمت الآراء بين مدافع عن حق الشاعر في اختيار الشكل والطريقة التي يعبر فيه عن قضيته المطروحة، وبين رفض كلي للنص، أو بين من حاول التوفيق بين وجهتي النظر هاتين برؤية تدافع عن حق النص، وعن حق التلقي.
وإذا كان لكل رأي من هذه الآراء مبرراته النقدية في تلقي القصيدة، فإننا نرى أن مثل هذه السجلات هي التي تمنح النص سمة الحياة وسمة الإثارة، كما أن مثل هذه المسجلات هي تمنح القصيدة قيمة إضافية، ولا سيما عندما لا تجرد الشاعر من أداة جوهرية في العملية الإبداعية، هي أداة التجريب، الذي قد يكتب له التوفيق والحياة عندما يتسم بالأصالة وقد يموت إذا لم يحقق الشرط الإبداعي، والزمن كفيل بذلك.
لا شك أن القصيدة تستند إلى نصر الطرافة عبر التقاط زاوية للمقارنة بين السيارة كوسيلة معاصرة للنقل وبين الإبل الوسيلة التراثية، وتحاول أن تبني نصا على هذه المقولة، لا يخلو من طرافة فنية عبر صور لا تخلو من جدة: (ترتشف الأسفلت وتلعق أعمدة النور)، وعبر تصوير جزئيات هذه الأداة (الخف المطاطي الأسود يطوي الأرض) في نزعة تشخصية تضفي السمات الحية على الجامد، وهذا ما يحقق الطرافة والفكاهة في آن، ثم في تصوير العلاقة بين هذه الآلة وصاحبها: (من يحفظ سرك كالسيارة/ من يتحمل وزرك...)، ثم عبر رصد طريف لجزئيات تلك العلاقة وتحولاتها وصولا إلى إنهاء العلاقة معها.
من هنا، يمكن القول إن الاستجابات الشعرية لموضوعات ومواقف معاصرة ملتقطة من الحياة، هي الموضوعات التي باتت أكثر تداولا وانتشارا عبر الشبكة العنكبوتية.
ومن هنا فإن التوقف عند جمالياتها ودراستها دراسة موضوعية هي حاجة ماسة، وقد تكون قصيدة «حيوان المعدن» للشاعر حيدر العبد الله هي إشارة أولية ومهمة على ضرورة هذا التناول لجماليات هذا النمط من الكتابة، من إغفال ما له وما عليه.
ولو تأملنا قصيدة الشاعر حيدر العبد الله «حيوان المعدن»، التي أثارت شهية نقاد مشهورين وأصحاب رؤية نقدية، فسنرى أن هذا النص قد أثار كثيرا من التساؤلات، وهنا لا بد من الإشارة إلى أنه بغض النظر عن السياق الثقافي أو الاجتماعي التي قيلت فيه القصيدة، فإنها قد صارت ملكا للمتلقين منذ اللحظة التي أشهرت فيها على القراء عبر الفضاء الالكتروني.
من هنا، تدافع كثير من النقاد إلى التوقف عند القصيدة دفاعا عن لحظة تلقيه للقصيدة، أو دحضا لهذا التلقي. من هنا انقسمت الآراء بين مدافع عن حق الشاعر في اختيار الشكل والطريقة التي يعبر فيه عن قضيته المطروحة، وبين رفض كلي للنص، أو بين من حاول التوفيق بين وجهتي النظر هاتين برؤية تدافع عن حق النص، وعن حق التلقي.
وإذا كان لكل رأي من هذه الآراء مبرراته النقدية في تلقي القصيدة، فإننا نرى أن مثل هذه السجلات هي التي تمنح النص سمة الحياة وسمة الإثارة، كما أن مثل هذه المسجلات هي تمنح القصيدة قيمة إضافية، ولا سيما عندما لا تجرد الشاعر من أداة جوهرية في العملية الإبداعية، هي أداة التجريب، الذي قد يكتب له التوفيق والحياة عندما يتسم بالأصالة وقد يموت إذا لم يحقق الشرط الإبداعي، والزمن كفيل بذلك.
لا شك أن القصيدة تستند إلى نصر الطرافة عبر التقاط زاوية للمقارنة بين السيارة كوسيلة معاصرة للنقل وبين الإبل الوسيلة التراثية، وتحاول أن تبني نصا على هذه المقولة، لا يخلو من طرافة فنية عبر صور لا تخلو من جدة: (ترتشف الأسفلت وتلعق أعمدة النور)، وعبر تصوير جزئيات هذه الأداة (الخف المطاطي الأسود يطوي الأرض) في نزعة تشخصية تضفي السمات الحية على الجامد، وهذا ما يحقق الطرافة والفكاهة في آن، ثم في تصوير العلاقة بين هذه الآلة وصاحبها: (من يحفظ سرك كالسيارة/ من يتحمل وزرك...)، ثم عبر رصد طريف لجزئيات تلك العلاقة وتحولاتها وصولا إلى إنهاء العلاقة معها.
من هنا، يمكن القول إن الاستجابات الشعرية لموضوعات ومواقف معاصرة ملتقطة من الحياة، هي الموضوعات التي باتت أكثر تداولا وانتشارا عبر الشبكة العنكبوتية.
ومن هنا فإن التوقف عند جمالياتها ودراستها دراسة موضوعية هي حاجة ماسة، وقد تكون قصيدة «حيوان المعدن» للشاعر حيدر العبد الله هي إشارة أولية ومهمة على ضرورة هذا التناول لجماليات هذا النمط من الكتابة، من إغفال ما له وما عليه.