منصور الشلاقي

المحمية والإبل والمجتمع

الأربعاء - 02 نوفمبر 2022

Wed - 02 Nov 2022

تفعيل دور الشراكة المجتمعية بين القطاعات العامة والخاصة وبين المجتمع المحلي يلعب دورا كبيرا ومهما في بناء الإنسان واستثمار قدراته في كل المجالات تحقيقا لرؤية السعودية 2030 التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله؛ لذلك فإن من الأهداف الثلاثة لهيئات تطوير المحميات التي رسمتها القيادة هو «تفعيل المجتمع المحلي».

ومما يحسب لـ «نادي الإبل» إسناد تنظيم مزادات الإبل إلى بعض هيئات تطوير المحميات الملكية في المملكة في سبيل تفعيل مفهوم الشراكة المجتمعية داخل المجتمع المحلي؛ لتقوم هيئة تطوير المحمية بتنظيم المزاد الواقع ضمن نطاق حدودها بدعم سخي من نادي الإبل برئاسة الشيخ فهد بن فلاح بن حثلين؛ وهو ما حدث في مزاد تربة حائل للإبل 2022 الذي أسندت مهام تنظيمه هذا العام وللمرة الأولى إلى هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية، التي بدورها تعاقدت مع كبريات الشركات في إدارة الفعاليات، والتنظيم، والدعاية والإعلان والتسويق، ليظهر مزاد الإبل في مدينة تربة التابعة لمنطقة حائل بالمظهر اللائق ويكون بأفضل صورة؛ لا سيما وأنه مزاد رسمي والوحيد في منطقة حائل بعد التنظيم الأخير لمزادات الإبل، بعد أن كان خلال أربع دورات سابقة يقام بجهود شخصية.

وإحقاقا للحق؛ فإن هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية نجحت وتفوقت في إقامة وتنظيم مزاد تربة حائل للإبل، والإشراف المباشر على الفعاليات المصاحبة، حتى تحول المزاد إلى مهرجان كبير، وكرنفال ضخم لم يسبق له مثيل، وتحول موقع الأنشطة الموسمية في منطقة «الشامة» جنوب تربة 25 كلم إلى مدينة تجارية وترفيهية متكاملة الخدمات بمشاركة عدد من الجهات الحكومية التي أسهمت وأسهمت بعد توفيق الله في نجاح المهرجان ومنها (إمارة المنطقة، والمحافظة، ومركز الإمارة، والبلدية، والشرطة، والدفاع المدني، والصحة، والأمن البيئي، والزراعة)، وهذه النجاحات يقف خلفها رجال وفرسان في الميدان يبحثون ويخططون ويدرسون وينفذون، وفي مقدمة الفرسان الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية المهندس محمد بن عبدالرحمن الشعلان، والمدير العام للمجتمع المحلي في الهيئة عبدالمجيد بن عبدالله الضبعان، ومتابعة دائمة من رئيس مجلس إدارة الهيئة الأمير تركي بن محمد بن فهد آل سعود.

وحينما نفكر بتقييم تجربة هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية في تنظيم مهرجان مزاد الإبل؛ فهي تجربة رائدة ورائعة «بامتياز» نتمنى أن تستمر خلال الأعوام المقبلة رغم بعض الملاحظات التي يتحدث عنها البعض؛ وربما أن عامل الوقت كان سببا في وجود تلك الملاحظات، ولكن بصفة عامة كان التنظيم رائعا ومشرفا، والجهود جبارة أسهمت في عمل جبار لفت الأنظار، وتحدث عنه الجميع، وأجزم يقينا أن الأعوام المقبلة ستكون أكثر نجاحا وإبهارا، وسبق أن أبدعت الهيئة بتنظيم مهرجان «شتاء درب زبيدة» بقرية لينة.

أخيرا.. وبحسب كلمة الرئيس التنفيذي للهيئة في الحفل الختامي؛ فإن عدد زوار المهرجان وصل 65 ألف زائر، فيما تجاوز إجمالي الدخل لكل منصات البيع مليون ريال، وتجاوزت القيمة السوقية لمبيعات الإبل 26 مليون ريال، فهذه الأرقام التي سجلت في 9 أيام فقط هي مؤشر كبير على نجاح التجربة الأولى لتنظيم مزاد الإبل بقيادة هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية.

MansoorShlaqi@