الحسين السيد

المسرح السعودي بين «وسطي بلا وسطية» و«هما»

الأربعاء - 02 نوفمبر 2022

Wed - 02 Nov 2022

شاهدت بكل حب أجزاء مصورة من مسرحية «هما» لكاتبها الدكتور غازي القصيبي رحمه الله، والتي قدمت على المسرح الأزرق بجامعة الأميرة نورة ضمن الفعاليات المصاحبة لمعرض الرياض الدولي للكتاب. وأثناء مشاهدتي لها والاستمتاع بهذه النقلة الثرية للمسرح السعودي، وأن نرى أعمال أدبائنا وكتابنا كالدكتور القصيبي أصبحت واقعا يترجم على المسرح وتؤدى من قبل شخصيات سعودية جعلني في حالة من الفخر والاعتزاز. ولا غرابة والدولة أيدها الله بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده عراب الثقافة والأدب الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله - هي من تقود هذا الحراك الثقافي والأدبي في المنطقة.

عندما كنت أتجول بين المقاطع المصورة للمسرحية عصفت بي الذاكرة قليلا؛ فعادت بي إلى 2006 إلى الأسبوع الثقافي بكلية اليمامة بالرياض، وتذكرت أحداث مسرحية «وسطي بلا وسطية» والتي كانت من تأليف عميد الجامعة آنذاك الدكتور أحمد العيسى، وتدور أحداثها حول الصراعات الفكرية بين تياري اليسار واليمين في ظل غياب وصمت تيار الوسط.

جالت بي الذاكرة إلى هراوات ومقاعد وأشمغة! وكذلك «لمبات نجفية» استخدمت لإضاءة المسرح! تتطاير بين الحضور وممثلي المسرحية! وكيف كان المسرح الذي كاد أن يولد في مطلع الستينات الميلادية على يد الأستاذ أحمد السباعي رحمه الله، وتأخر المخاض حتى ولد في مسرح اليمامة لمدة عرض أو عرضين ووئد!

فما بين مسرحية الهراوات «وسطي بلا وسطية» ومسرحية «هما» تاريخ من النضال!.. النضال الثقافي والأدبي في المجتمع السعودي الذي كان مكبوتا ومخنوقا ثقافيا وأدبيا بواسطة فكر أثبت بأنه لا يرى التوسط حلا. واليوم بدأ الشارع الثقافي في المملكة يرى النور عبر وزارة الثقافة بقيادة وزيرها الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود. فمن خلال معارض الكتب والفعاليات المصاحبة أصبح للثقافة اليوم كلمة وللأدب صولة وجولة.

كما أن المسرح اليوم أعلن انتصاره، وقام أخيرا مسرح «دار قريش» الذي أسسه السباعي في مكة المكرمة ينفض غبار ركود السنين ليشق عباب البحر، ومن خلال أدباء وممثلين سعوديين سيبحرون قريبا بإذن الله في آفاق المحيطات ناشرين الثقافة السعودية إلى جميع العالم.

i_hs149@