إيمان أشقر

نقطة اتزان

الأربعاء - 02 نوفمبر 2022

Wed - 02 Nov 2022

بالأمس كنا نعيش على طاولة مربعة الأضلاع، لها زوايا وأركان لا نستطيع الخروج عنها، محدودة الرؤية والأهداف، اعتدنا أركانها وزواياها واكتفينا بالنظر من بعيد لدوران الكرة الأرضية من حولنا.

فجأة في صباح مشرق أتى قرار حكيم برؤية ثاقبة من ابن اليمامة، أشار إلى ضوء ينبثق من بعيد (هناك عالم نتبعه ومدار يليق بنا، لا بد أن نصل إليه).

في ذلك الصباح المنير انقلبت الطاولة ذات الأربعة أضلاع لنجد أنفسنا نقف على طاولة مستديرة لا حدود لها ولا أركان، تنظر إلى العالم بزواية 360 درجة، ترى العالم من كل الجهات، لا فوارق وقت ولا مكان، أرض مستديرة مركز الدائرة فيها وسط الأرض، بوصلتها أقدس بقاع الدنيا وأبرة اتزانها قبلة المسلمين.

وبدأ النهار، أصبح كل ما نراه مشرقا بدون ضبابية.. شفافية رؤية وأرض لا تقبل الانزلاق.

التغيير سنة ثابتة والتغيير لا بد أن يكون للصالح العام، لسان حال التغيير يقول (اللهم إن كان في الأمر خير فهو من جود فضلك، وإن كان غير ذلك فهو من وسوسة الشيطان). أهداف التغيير إيجابية.. سعي وبناء، وغدا يصل بنا إلى الدول المتقدمة، أما ما به من سلبية وثقوب فما هو إلا رد فعل أفراد خارج المنحنى الاتفاقي للسكان (في كل أمر هناك البياض الأعظم ويمثل 90% وعلى الأطراف هناك الأطراف نحو السلب والإيجاب) Random bell.

ولكن ما هي قوانين هذه الأرض المستديرة التي نقف عليها؟ قد يكون هناك دوران وفقد التوازن، قد يصاحب التغيير بعض الهزات التي نرجو ألا تطول.

نحن بحاجة إلى الثبات، التروي والحذر حتى لا تفقد الأرض اتزانها من تحت أقدامنا، نحن من يجعلها تدور مع عقارب الساعة، ترس لا يصدأ ولا يحول.

أما عن الحلول فيقع الجزء الأهم والمسؤولية الأكبر على عاتق التعليم، تعليم النشء.. ما معنى أن تكون الأرض ثابتة ترى العالم من كل الزوايا وإن كان لا حدود لها، لها نقطة اتزان ومحورها دستور وعقيدة لا تتزعزع ولا تحيد.

لابد أن يكون شعار التعليم «تحقيق الرؤية عند جيل 2030 مع الحفاظ على الثوابت والاتزان».