الحياة في ظل المتابعة والتبعيات

الخميس - 25 أغسطس 2016

Thu - 25 Aug 2016

بحلول القرن الحادي والعشرين تقدمت وسائل الحياة كثيرا بفضل التطور السريع والتغير العاجل الذي طرأ على التكنولوجيا بين الحين والآخر باستمرار، والذي أدى إلى تنوع الأجهزة وكذلك إلى تعدد مواقع التواصل الاجتماعي التي كان من المفترض أن تلعب دورها كوصلة ناقلة بين الفرد والإعلام، إلا أن لمواقع التواصل الاجتماعي أثرا سلبيا كبيرا ومعاكسا لدورها الأصلي على المجتمع، فأدت إلى حدوث فجوة بين الفرد والإعلام، إذ باتت تلعب دور الإعلام الأساسي وحرمته كيانه وألغت كينونته وباتت هذه الوسائل أخيرا توفر للجميع منضدة ممارسة الإعلام واقتباس دور الإعلامي! فهي تشرع أبوابها للقاصر والعاقل والمفكر والجاهل.



تريندات وهشتاقات تحمل بيانا للسخف تنتشر وبشكل مفجع في وقت قياسي، والطامة أنه لم يتوقف تفاقمها إلى هذا الحد!



بل خاصية المتابعة للمستخدمين زادت من التفاقم، فهذه المتابعة لا تختصر على المتابعة فقط، بل تؤدي شيئا فشيئا للتبعية الفكرية وإلى تبعية الآراء، فحين أصبحت ساحة الإعلام ترافق سفاهة بعض مستخدمي ورواد وسائل التواصل الاجتماعي أصبح الجميع يفترش آراءه ويجعل من صفحته الالكترونيه مئذنة لجذب العقول ومنبرا يدلي منه بأفكاره الخاطئة وتفسيراته الممحقة للحق ولنشر الأيديولوجيات الخاصة بهم حتى أصبحت الغالبية العظمى في الحياة تخضع وتنقاد إلى ومع آراء الغير تحت مفهوم التبعية دون تفكير!



فالنقر على أيقونة المتابعة لشخص ما لا تنحصر نتائجه عند مفهوم المطالعة والتصفح فقط، فهو أيضا يؤدي إلى التبعية الفكرية.



فلا عجب من تلوث أفكار بعض المجتمعات وفسادها أخيرا، مما أدى إلى ضياع الناس نتيجة تبعيتهم وتوجههم إلى قبلة إعلامية طائشة وإلى وسائل تواصل اجتماعية سائبة، لذا ينبغي على الفرد أن يحترم ذاته أولا ويحصنها ضد الانسياق الأعمى، ثانيا ينجو بفكره من وسط المعمعات والأصداء البلهاء، ثالثا لترتقي حياتنا فوق ظل المتابعة والتبعيات.