مراكز العافية.. ضرورة لتحسين جودة الحياة
الثلاثاء - 01 نوفمبر 2022
Tue - 01 Nov 2022
في 1946م وقعت إحدى وستون دولة على تعريف الصحة أو العافية بأنها حالة من المعافاة الكاملة جسديا ونفسيا واجتماعيا، أي ليس انتفاء المرض أو العجز وأعراضه فقط، بل هي الوعي المستمر والسعي لممارسة نمط حياتي يحقق العافية الشمولية بكل أبعادها الجسدية والعقلية والعاطفية والروحية والاجتماعية وكان ذلك في المؤتمر الدولي لمنظمة الصحة العالمية، وهذا التعريف لم يتغير على مدى 70 عاما لماذا؟ لأنه بكل بساطة كان نظريا صائبا من أول مرة لأبعد مدى ولكن التطبيق كان بعيدا عنه، مما حدا العالم جون ترابس في 1972م لاستحداث نموذج سماه نموذج متواصلة العافية والمرض (illness wellness continue) وهو يقترح أن هنالك درجات من الصحة والعافية ودرجات من المرض، في أقصى اليمين أعلى درجات العافية وفي أقصى اليسار الموت المبكر، ونستطيع تحقيق أقصى درجات العافية عن طريق الوعي والتعليم وتغيير نمط الحياة وبهذا يمكن تحقيق أعلى حالات العافية التي يمكن الوصول إليها.
فنحن في عصر التقنية التي قدمت لنا الكثير وقربت البعيد ويسرت الصعب وتسربت لكل مناحي حياتنا، ولكننا تمادينا في استخدامها بطريقة قللت من حركتنا ونشاطنا وغفل الكثيرون ما لقلة الحركة والنشاط الرياضي من خطورة جسيمة على صحة الإنسان، وتعرف الرياضة بأنها شكل من أشكال النشاط البدني المنتظم والمتكرر والذي يهدف لتعزيز الصحة والعافية واللياقة البدنية.
فلذلك أصبحت إدارة العافية تقتضي إدارة حواسك بما يعود عليك بالعافية المستدامة فتسمح لعينيك أن تبصر وأذنيك أن تسمع ولسانك أن ينطق بما يعود بالنفع عليك، وهي تقتضي إدارة مشاعرك مشاعر العفو والصفح والابتسام والضحك والحب وكلها مشاعر تشفيك قبل أن تشفي غيرك وأما مشاعر التوتر والخوف والغيرة والحسد والكره والبغض فكلها مشاعر تؤذيك وتمرضك قبل أن تؤذي غيرك وتمرضه، فالعافية تقتضي إدارة جسدك والنظر إلى مأكلك ومشربك كما وكيفا وتحقيق القدر الكافي من الحركة والنشاط.
فلذلك ظهرت في الآونة الأخيرة مراكز متخصصة للصحة والعافية تهتم بالنظر للإنسان نظرة شمولية عن طريق ممارسات صحية مختلفة كالطب والطب التكميلي والطب الوظيفي والطب التأهيلي والطب التلطيفي وغير ذلك من ممارسات صحية عدة من خلال النظر إلى الإنسان بشكل شمولي يغطي الجانب الصحي والجانب النفسي والجانب السلوكي، فيتم تشخيصه الطبي من الممارس الصحي حسب المرض الذي يشتكي منه أو الاضطراب الصحي الذي يعاني منه، فيتم منحه خيارات علاجية متنوعة حسب حالته الصحية كالتغذية والتداوي بالأعشاب والوخز الإبري والحجامة والحمامات الكبريتية والتمارين الرياضية ومساج الأحجار البركانية والمساج العلاجي والاسترخائي والنظر إلى حالات العظام والانزلاق الغضروفي وتشخيصها من قبل طبيب عظام متخصص يشارك في طرح خطته العلاجية للمريض وإن كانت تقتضي تدخلا جراحيا من عدمه، وكذلك في حالات الكثير من الأمراض المزمنة كالصداع النصفي أو الشقيقة ومتلازمة القولون الصعبي وعسر الهضم والسكر والضغط وغير ذلك من الأمراض التي يمكن تقييم الأسباب الجذرية لها وتحديد الخلل في الاتزان النمطي الذي يعيشه الشخص، فتقوم مراكز العافية بتعزيز نمط الحياة الصحي المبني على الدراسات والأبحاث العلمية من خلال الممارسين الصحيين المؤهلين والمرخصين.
وفي إطار رؤية المملكة 2030م التي أطلقت برنامجا مخصصا لجودة الحياة والذي بدوره يهتم بتعزيز مفهوم الصحة والعافية لدى السكان والمقيمين والزوار في المملكة العربية السعودية، والذي بدوره يجب أن يلعب دورا كبيرا في دعم هذه المراكز وتسهيل عملها بحيث يتم وضع آليات لدعم وجذب المستثمرين في هذا القطاع المهم جدا، حيث تكون المملكة وجهة للمختصين من أنحاء العالم للعمل بهذا القطاع فيها، ويمكن الاستفادة من الخبرات العالمية والمحلية لوضع حلول وخطط استراتيجية لتطوير هذا القطاع الهام، حيث يمكن أن يكون إضافة مهمة وقوية للدخل القومي، حيث تشير الدراسات الاقتصادية إلى أن قطاع العافية ينمو بنسبة 4% سنويا، فالمهم جدا أن نسارع في وضع خطط استراتيجية لتكون السعودية رائدة في هذا المجال، حيث إنها تتمتع ببيئة خصبة ورؤية طموحة، فيمكن إنشاء مراكز للعافية ضمن خطط برامج السياحة العلاجية مثلا والبرامج السياحية في الرياض عاصمة الأحلام والعلا والدرعية ونيوم والبحر الأحمر والأحساء والسودة، حيث تتوفر الأجواء الجميلة والطبيعة الخلابة.
تمثل مراكز العافية بادرة مهمة في تعزيز السياحة والصحة والمجتمع المعافى وزيادة الدخل القومي من واردات الأنشطة والفعاليات والاستثمار في المجالات غير النفطية التي تحقق في الإجمال أهداف الرؤية الصائبة للمملكة رؤية 2030م، والتي تستمد من سيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان العزيمة والروح الوثابة للتطور والريادة إقليميا وعالميا، حيث إن التحدي ليس في تقديم خدمات صحية وعلاجية، ولكن في تغيير ثقافة وأسلوب حياة الأفراد، فمستوى «جودة حياة الأفراد» يشمل التركيز على تعزيز أسلوب حياة صحي، يتمتع فيه الأفراد بصحة جسدية ونمط عيش نشط وخيارات تغذية صحية على امتداد المراحل المختلفة لحياتهم، وبصحة نفسية جيدة، يتحلون فيها بمهارات الحياة اليومية والتي تمنحهم التفكير بمشاعر إيجابية وحياة سعيدة متوازنة هادفة ذات معنى يلبي رغباتهم.
SaadBaslom@
فنحن في عصر التقنية التي قدمت لنا الكثير وقربت البعيد ويسرت الصعب وتسربت لكل مناحي حياتنا، ولكننا تمادينا في استخدامها بطريقة قللت من حركتنا ونشاطنا وغفل الكثيرون ما لقلة الحركة والنشاط الرياضي من خطورة جسيمة على صحة الإنسان، وتعرف الرياضة بأنها شكل من أشكال النشاط البدني المنتظم والمتكرر والذي يهدف لتعزيز الصحة والعافية واللياقة البدنية.
فلذلك أصبحت إدارة العافية تقتضي إدارة حواسك بما يعود عليك بالعافية المستدامة فتسمح لعينيك أن تبصر وأذنيك أن تسمع ولسانك أن ينطق بما يعود بالنفع عليك، وهي تقتضي إدارة مشاعرك مشاعر العفو والصفح والابتسام والضحك والحب وكلها مشاعر تشفيك قبل أن تشفي غيرك وأما مشاعر التوتر والخوف والغيرة والحسد والكره والبغض فكلها مشاعر تؤذيك وتمرضك قبل أن تؤذي غيرك وتمرضه، فالعافية تقتضي إدارة جسدك والنظر إلى مأكلك ومشربك كما وكيفا وتحقيق القدر الكافي من الحركة والنشاط.
فلذلك ظهرت في الآونة الأخيرة مراكز متخصصة للصحة والعافية تهتم بالنظر للإنسان نظرة شمولية عن طريق ممارسات صحية مختلفة كالطب والطب التكميلي والطب الوظيفي والطب التأهيلي والطب التلطيفي وغير ذلك من ممارسات صحية عدة من خلال النظر إلى الإنسان بشكل شمولي يغطي الجانب الصحي والجانب النفسي والجانب السلوكي، فيتم تشخيصه الطبي من الممارس الصحي حسب المرض الذي يشتكي منه أو الاضطراب الصحي الذي يعاني منه، فيتم منحه خيارات علاجية متنوعة حسب حالته الصحية كالتغذية والتداوي بالأعشاب والوخز الإبري والحجامة والحمامات الكبريتية والتمارين الرياضية ومساج الأحجار البركانية والمساج العلاجي والاسترخائي والنظر إلى حالات العظام والانزلاق الغضروفي وتشخيصها من قبل طبيب عظام متخصص يشارك في طرح خطته العلاجية للمريض وإن كانت تقتضي تدخلا جراحيا من عدمه، وكذلك في حالات الكثير من الأمراض المزمنة كالصداع النصفي أو الشقيقة ومتلازمة القولون الصعبي وعسر الهضم والسكر والضغط وغير ذلك من الأمراض التي يمكن تقييم الأسباب الجذرية لها وتحديد الخلل في الاتزان النمطي الذي يعيشه الشخص، فتقوم مراكز العافية بتعزيز نمط الحياة الصحي المبني على الدراسات والأبحاث العلمية من خلال الممارسين الصحيين المؤهلين والمرخصين.
وفي إطار رؤية المملكة 2030م التي أطلقت برنامجا مخصصا لجودة الحياة والذي بدوره يهتم بتعزيز مفهوم الصحة والعافية لدى السكان والمقيمين والزوار في المملكة العربية السعودية، والذي بدوره يجب أن يلعب دورا كبيرا في دعم هذه المراكز وتسهيل عملها بحيث يتم وضع آليات لدعم وجذب المستثمرين في هذا القطاع المهم جدا، حيث تكون المملكة وجهة للمختصين من أنحاء العالم للعمل بهذا القطاع فيها، ويمكن الاستفادة من الخبرات العالمية والمحلية لوضع حلول وخطط استراتيجية لتطوير هذا القطاع الهام، حيث يمكن أن يكون إضافة مهمة وقوية للدخل القومي، حيث تشير الدراسات الاقتصادية إلى أن قطاع العافية ينمو بنسبة 4% سنويا، فالمهم جدا أن نسارع في وضع خطط استراتيجية لتكون السعودية رائدة في هذا المجال، حيث إنها تتمتع ببيئة خصبة ورؤية طموحة، فيمكن إنشاء مراكز للعافية ضمن خطط برامج السياحة العلاجية مثلا والبرامج السياحية في الرياض عاصمة الأحلام والعلا والدرعية ونيوم والبحر الأحمر والأحساء والسودة، حيث تتوفر الأجواء الجميلة والطبيعة الخلابة.
تمثل مراكز العافية بادرة مهمة في تعزيز السياحة والصحة والمجتمع المعافى وزيادة الدخل القومي من واردات الأنشطة والفعاليات والاستثمار في المجالات غير النفطية التي تحقق في الإجمال أهداف الرؤية الصائبة للمملكة رؤية 2030م، والتي تستمد من سيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان العزيمة والروح الوثابة للتطور والريادة إقليميا وعالميا، حيث إن التحدي ليس في تقديم خدمات صحية وعلاجية، ولكن في تغيير ثقافة وأسلوب حياة الأفراد، فمستوى «جودة حياة الأفراد» يشمل التركيز على تعزيز أسلوب حياة صحي، يتمتع فيه الأفراد بصحة جسدية ونمط عيش نشط وخيارات تغذية صحية على امتداد المراحل المختلفة لحياتهم، وبصحة نفسية جيدة، يتحلون فيها بمهارات الحياة اليومية والتي تمنحهم التفكير بمشاعر إيجابية وحياة سعيدة متوازنة هادفة ذات معنى يلبي رغباتهم.
SaadBaslom@