يكبرون ويتعلمون!
الاثنين - 31 أكتوبر 2022
Mon - 31 Oct 2022
في مثل يقدم لك رؤية تجرك إلى الوراء بدلا من أن تدفعك للأمام، يقال عمن أرد التعلم وكبر سنه «لما شاب ذهب للكتاب»، بينما يروي لي صاحبي قصة لطيفة، يقول «كنا في مقاعد الدراسة في الخارج، وكان معنا رجل كبير في السن، وكان يطيب للبروفيسور الأمريكي الهندي الأصل أن يمازحه في كل مرة يتأخر فيها عن المحاضرة، بأن يقول له: نظنك مت اليوم!، فيرد الرجل الذي جاوز الخامسة والسبعين، وتثقل خطاه لكرسيه: لن أموت حتى آخذ منك الدرجة العلمية، فيضحك الجميع».
ثم يكمل صاحبي، هذا المتعلق بمقاعد الدراسة وبالدرجة العلمية في إدارة الأعمال، رغم كبر سنه إنما هو طيار أمريكي متقاعد بعدما تعب من الطيران، صار يتعلم الإدارة رغم سنه ومتاعبه الصحية.
هكذا نتعلم ونحن نكبر، لا يتوقف التعلم في حياتنا، بل نقاوم تلك الإسقاطات السلبية في الأمثلة وحديث الناس، التي تقلل من العلم، ولكن ربما يحتاج الإنسان إلى أن يميز بين علم وآخر، وجهد وآخر، بين ما يصلح لسنه وما لا يصلح، وما ينعكس عليه إيجابا أو لا. فبعض العلوم مرتبطة بتسلسل مهني متصل قد لا يحصل عليه من هو كبير في السن، وبعض العلوم لا تحدث تغييرا إيجابيا مباشرا، وهذا الأخير لا يخدمه أيضا، فكلها قد لا تخدمه وإنما ما يخدمه ما يحدث تغييرا إيجابيا سريعا عليه، أو تلك الدرجات العلمية أو الشهادات ليست متصلة ببعضها البعض، فتجعل الفائدة منها حاصلة لو لم تكتمل السلسلة!
يتوقف نمو عقل الإنسان في ثلاث حالات، إذا أدمن الكلام وتصدير المعرفة توقف عقله، وإذا توقف عن انتقاد نفسه ومراجعتها توقف عقله، وإذا توقف عن التعلم وجعل فكرة العلم نبراسا فيه ذهنه توقف عقله، ومتى تحدث عن أنه يملك الخبرة، أو أنه يصحح لنفسه أخطاءها، أو توقف عن التعلم فهذا يعني أن عقله لا ينمو، بل يقدم خبرته وعلمه للناس ليتوقف عقله عن النمو وينمو عقل غيره. لذلك، تجد أصدقاءك ممن ساروا معك في الحياة من مراحل مبكرة في الدراسة، منهم من لم يتوقف عقله عن النمو حتى هذه اللحظة، فهو في تطور مستمر، وستجد منهم أيضا من توقف عقله في حدود الجامعة، ومنهم من توقف عقله على عقل طالب الثانوي، ومنهم من لم يغادر عقله عقل طفل صغير في الثاني المتوسط!
العلم هو الشيء الوحيد الذي يجعلك تساير الحياة، وتقاوم الزمن في جسدك، ولذلك قيل: كن أكثر حكمة ممن هو أكبر منك، وأعلم ممن هو أصغر منك، والعبرة من هذا أنك إن كنت أكثر حكمة من الحكماء أصحاب العمر الأطول والخبرة الأكثر، فيعني أنك تقدمت على أسياد هذا الفن، والعلم في صف الأحدث سنا، فإن كنت أعلم ممن هو أصغر منك فهذا يعني أنك ستقارعهم المعرفة، ولن يصبح للسن الأحدث أي ميزة، بل جمعت بين الخبرة والعلم معا. في المجتمعات المتقدمة العلم علامة صحية في عقل الإنسان وسلوكه، أما في مجتمعات أقل تقدما فإن العلم مضيعة للوقت وربما مضيعة للجهد وأحد محطات التندر الذي يلقيها الأقران على أقرانهم، ويتساءل الأقران: لماذا يتعلمون؟ هذا السؤال هدفه أن يقللوا من إمكانية أن يحققوا أقرانهم عوائد إيجابية من العلم الذي يتعلمونه في الكبر!
نعود للأمثال المحبطة التي لا تمثل مجتمعا يطور نفسه، العلم في الكبر كالنقش في البحر! ولما شاب ذهب للكتاب!
Halemalbaarrak@
ثم يكمل صاحبي، هذا المتعلق بمقاعد الدراسة وبالدرجة العلمية في إدارة الأعمال، رغم كبر سنه إنما هو طيار أمريكي متقاعد بعدما تعب من الطيران، صار يتعلم الإدارة رغم سنه ومتاعبه الصحية.
هكذا نتعلم ونحن نكبر، لا يتوقف التعلم في حياتنا، بل نقاوم تلك الإسقاطات السلبية في الأمثلة وحديث الناس، التي تقلل من العلم، ولكن ربما يحتاج الإنسان إلى أن يميز بين علم وآخر، وجهد وآخر، بين ما يصلح لسنه وما لا يصلح، وما ينعكس عليه إيجابا أو لا. فبعض العلوم مرتبطة بتسلسل مهني متصل قد لا يحصل عليه من هو كبير في السن، وبعض العلوم لا تحدث تغييرا إيجابيا مباشرا، وهذا الأخير لا يخدمه أيضا، فكلها قد لا تخدمه وإنما ما يخدمه ما يحدث تغييرا إيجابيا سريعا عليه، أو تلك الدرجات العلمية أو الشهادات ليست متصلة ببعضها البعض، فتجعل الفائدة منها حاصلة لو لم تكتمل السلسلة!
يتوقف نمو عقل الإنسان في ثلاث حالات، إذا أدمن الكلام وتصدير المعرفة توقف عقله، وإذا توقف عن انتقاد نفسه ومراجعتها توقف عقله، وإذا توقف عن التعلم وجعل فكرة العلم نبراسا فيه ذهنه توقف عقله، ومتى تحدث عن أنه يملك الخبرة، أو أنه يصحح لنفسه أخطاءها، أو توقف عن التعلم فهذا يعني أن عقله لا ينمو، بل يقدم خبرته وعلمه للناس ليتوقف عقله عن النمو وينمو عقل غيره. لذلك، تجد أصدقاءك ممن ساروا معك في الحياة من مراحل مبكرة في الدراسة، منهم من لم يتوقف عقله عن النمو حتى هذه اللحظة، فهو في تطور مستمر، وستجد منهم أيضا من توقف عقله في حدود الجامعة، ومنهم من توقف عقله على عقل طالب الثانوي، ومنهم من لم يغادر عقله عقل طفل صغير في الثاني المتوسط!
العلم هو الشيء الوحيد الذي يجعلك تساير الحياة، وتقاوم الزمن في جسدك، ولذلك قيل: كن أكثر حكمة ممن هو أكبر منك، وأعلم ممن هو أصغر منك، والعبرة من هذا أنك إن كنت أكثر حكمة من الحكماء أصحاب العمر الأطول والخبرة الأكثر، فيعني أنك تقدمت على أسياد هذا الفن، والعلم في صف الأحدث سنا، فإن كنت أعلم ممن هو أصغر منك فهذا يعني أنك ستقارعهم المعرفة، ولن يصبح للسن الأحدث أي ميزة، بل جمعت بين الخبرة والعلم معا. في المجتمعات المتقدمة العلم علامة صحية في عقل الإنسان وسلوكه، أما في مجتمعات أقل تقدما فإن العلم مضيعة للوقت وربما مضيعة للجهد وأحد محطات التندر الذي يلقيها الأقران على أقرانهم، ويتساءل الأقران: لماذا يتعلمون؟ هذا السؤال هدفه أن يقللوا من إمكانية أن يحققوا أقرانهم عوائد إيجابية من العلم الذي يتعلمونه في الكبر!
نعود للأمثال المحبطة التي لا تمثل مجتمعا يطور نفسه، العلم في الكبر كالنقش في البحر! ولما شاب ذهب للكتاب!
Halemalbaarrak@