خالد عبدالرحيم المعينا

الانتخابات الأمريكية: العرب خارج الحسابات

الخميس - 25 أغسطس 2016

Thu - 25 Aug 2016

لحظة الحقيقة للأمريكيين وشعوب العالم كله ستظهر في يوم الثامن من نوفمبر من العام الحالي 2016 حيث تجرى انتخابات الرئاسة الأمريكية ويتولى الرئيس الجديد المنتخب مقاليد الرئاسة يوم 21 يناير العام المقبل حين يقام حفل تدشين كبير في حدائق البيت الأبيض لاستقبال الرئيس الجديد وتوديع القديم.



ويتوقع أن تبلغ حملات الانتخابات لكل من المرشحين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب مداها في الأسابيع القليلة القادمة بشكل غير مسبوق في كل حملات الرئاسة في الولايات المتحدة إذ هي الأشد شراسة في تاريخ أمريكا.



وتخللت هذه الحملة الشتائم المقذعة والاتهامات المتبادلة التي طالت شرف ونزاهة المرشحين لدرجة أصبحت معها شاشات التلفزيون بمثابة حلبات مصارعة.



وقد شجع كل مرشح مؤيديه على النيل من مؤيدي المرشح الآخر وألا يجدوا أي حرج أو غضاضة في ذلك.



ومتابعة هذه الحملات عن كثب – مثل ما حدث معي- يعطيك الشعور وكأنك تجلس في الصف الأمامي لحضور عروض السيرك بكل حيواناته وبهلواناته.



وقد أظهر ترامب أنه ممثل بارع فهو يشتم يمينا وشمالا بدون أي تحفظ كما أنه يتقن دور المهرج لأنه يعلم في قرارة نفسه أن مؤيديه سيغضبون منه إن لم يفعل ذلك.



وتساءل مواطن خليجي إن كان الرجل ساديا يحب تعذيب الآخرين وإيذائهم، بينما قال آخر لماذا لا يطلق الرصاص على قدمه ليرتاح ويريح.



وقد استغرق ترامب خمسة أيام للسخرية والاستهزاء من قيصر خان، الأمريكي المسلم الذي قتل ولده في العراق، وكان قاسيا ولاذعا في سخريته من مسألة إنسانية أكسبته عداء الكثيرين وأبعدت عنه بعض أقرب مؤيديه.



أما هيلاري كلينتون، فقد جعلت الناخبين محتارين في أمرهم بسبب دورها في تغطية أو عدم التفاعل السريع مع حادث الاعتداء على القنصلية الأمريكية في بنغازي عندما كانت وزيرة للخارجية وبسبب رفضها الكشف عن آلاف رسائل البريد الالكتروني التي تبادلتها خلال تلك الفترة وأيضا بسبب غموض تمويل حملتها الانتخابية التي يعتقد بعض الناس أن مصدرها هو بعض الدول العربية.



وقالت هيلاري كلينتون إن رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتياهو سيكون أول المرحبين بهم في أمريكا عند دخولها البيت الأبيض.



ولم يدع ترامب فرصة تفوته للنيل من منافسته والسخرية منها، بينما بادلته هي نفس التحية وسعت لكسب ود الأقليات العرقية التي طالب ترامب بإبعادها من أمريكا وعدم السماح بدخول المزيد من المهاجرين مما أغضب هذه الأقليات وزادها توجسا من فوزه، وقال بعض الناس إن تصريحات ترامب هي التي أدت إلى وقع بعض الجرائم العرقية منها مقتل إمام أحد المساجد في نيويورك ومساعده يوم 13 أغسطس بينما كانا يسيران بالقرب من المسجد.



كما قتل مواطن كاثوليكي لبناني بواسطة مجهول كان يصرخ «يا عربي يا قذر».



وتعرض مواطن إماراتي للإهانة والضرب لمجرد أن موظفة استقبال أمريكية مهووسة في أحد الفنادق في ولاية أوهايو ادعت أنها سمعته وهو يؤدي قسم الولاء والطاعة لداعش!!



ووقعت كثير من الحوادث التي أخرج منها المسافرون المسلمون من الطائرات لمجرد أن مضيفة شديدة الحساسية تجاه الإسلام والمسلمين قد اشتبهت في أمرهم وفي إحدى المرات أخرج مواطن إيطالي شاب من الطائرة لأن جاره في السفرية قد خاف مما كان يكتبه في مذكرة كان يحملها.



ومما لا شك فيه أن ترامب قد زاد حالات الشكوك والخوف من الآخر وسط أفراد المجتمع الأمريكي والله وحده يعلم بما تحمله قادمات الأيام.



وقد سأل أحد الطلاب الخليجيين في الولايات المتحدة: ماذا يعني لنا نحن العرب فوز أي من المرشحين؟ وأجابه آخر نحن لا نساوي شيئا بالنسبة لأي واحد منهما.



وباستثناء إعلان دعمها المطلق لإسرائيل وانكسارها أمام اللوبي الصهيوني فليس لدى هيلاري كلينتون الوقت غير التصدي لهجمات ترامب عليها والرد عليه بنفس أسلوب التهكم والسخرية.



عليه فلن يكون لأي من المرشحين أي اهتمام بقضايانا في حالة فوزه كما أنهما لا يعيران أي اهتمام بعلاقات أمريكا السابقة بالدول العربية.



إن الأمريكيين يصبحون أكثر براجماتية عندما يتعلق الأمر بمصالحهم الشخصية وهي السيطرة على النفط، والسياسة، والاقتصاد إلى جانب دعم إسرائيل لتصبح أكبر قوة عسكرية في الشرق الأوسط. والأمريكيون لا ينظرون إلى أبعد من ذلك.



بالنسبة لنا، نحن العرب، إذا كان لنا عشم في ترامب أو هيلاري فنحن مخطئون فمن يدخل البيت الأبيض منهما لا يخدم إلا أجندته الخاصة التي ليس من بينها العرب!!



وأرجو من كل المواطنين العرب ألا يعلقوا آمالا عريضة على أي من مرشحي الرئاسة الأمريكية، فنحن لم نكن في أي يوم من الأيام على رادار السياسة الأمريكية ولن نكون أبدا.

[email protected]