«الترند التنمري» ومشاهير التيك توك إلى أين؟
السبت - 29 أكتوبر 2022
Sat - 29 Oct 2022
لأنه منصة شبابية جمع مراهقي العالم فكرا وسنا على حد سواء! يأتي (تيك توك) لينتزع تلك النبرة المتعالية والفتوة المصطنعة من حواري الحارة وغبارها المتطاير، لتنتفخ أكثر عبر الأجهزة الالكترونية بين يدي كل طفل ومراهق وتختلط بأمراض نفسية وعلل أخلاقية.
تأملت معاناة إحدى مشهورات التطبيق وهي تتحدث عن تعرضها للتنمر من بعض المتابعين كونها مصابة بمتلازمة توريت «وهي عبارة عن خلل عصبي وراثي يظهر منذ الطفولة المبكرة، وتظهر أعراضه على شكل حركات عصبية لا إرادية متلازمة يصحبها متلازمات صوتية متكررة». الموجع، أن أحدهم (ممن يوصف بالمشهور) يظهر في بث مباشر مع هذه المشهورة وهو يتهكم عليها وعلى تصرفاتها وحديثها بأسلوب ساخر جدا، وفي كثير من المقاطع التي نشرتها تلك المشهورة عن متلازمتها، ومدى التنمر الذي تعرضت له وكيف أنها تأثرت كثيرا وراودتها الرغبة الملحة بترك «السوشيال ميديا» رغم توثيق حسابها وحصدها على ملايين المشاهدات و8 ملايين متابع عبر المنصة تحديدا. ولأن بعض الشر فيه خير حازت قصتها على إعجاب «الفلورز» وكثير من الأصحاء العقليين الرافضين مبدأ التنمر، مما أثر هذا الدعم إيجابا لتلك المشهورة لتصدر أول كتاب لها تحكي قصتها مع التنمر وكيف حولت سخرية الآخرين من تأثير سلبي إلى تأثير إيجابي خلال توعية الشباب لمعايشة الواقع والاندفاع بإيجابية ضد التنمر، خاصة في منصات مواقع التواصل الاجتماعي.ولكن الحقيقة الأخرى هي أن «تيك توك» منصة محاطة بالسخرية المستمرة والتعليقات اللاذعة والمسيئة والتي يتناولها المشتركون في المنصة فيما بينهم، دون اكتراث للمتابعين الذين يدخلون المنصة للاستفادة من المحتوى المتوافر ليتفاجؤوا بفيديوهات مسيئة مليئة بالتنمر والسخرية والاستهزاء وعدم الاحترام في كثير من الأحيان.
هذه المواقف واللقطات التي تحصل على «الاكسبلور» على مدار الساعات هي الأكثر تناولا بين محبي تيك توك، الأمر الذي يجعلنا نقف قليلا أمام هذه المنصة التي يستخدمها 25.74 مليون مستخدما داخل السعودية وأكثر من 800 مليون مستخدم عالميا أغلبهم من المراهقين والشباب.
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا: هل أصبحت هذه المنصة وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي لنشر المحتوى الساخر فقط، واستهداف الآخرين بالنكت أو ما يسمونها بـ»الذبات»، وهل يتعمد صناع المحتوى «التيكتكيون» استخدام التنمر كأداة لكسب الآخرين وزيادة المتابعين؟
(تيك توك) نفسها أطلقت حملة ضد التنمر بالتعاون مع منظمة اليونيسيف في العام الماضي للتصدي للتنمر الرقمي وتشجيع بيئة أكثر أمانا ولطفا على المنصة وأطلق الطرفان هاشتاق #أبدع_بدون_تردد لتمكين مجتمع تيك توك في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من التعبير عن إبداعاتهم بحرية وأمان، وقد حصد الهاشتاق أكثر من 23M مشاهدة إلا أننا ما زلنا نشاهد فيديوهات تنمرية دون ردع أو حذف، وتتصدر هذه الفيديوهات «الاكسبلور» و «بلايكات مليونية» وإن دل هذا على شيء فهو يدل على رغبة الجمهور والمجتمع «التيك توكي» بتداول مثل هذه اللقطات المسلية.
ولو نرجع لهذه الشراكة بين تيك توك واليونسيف ونقف على بعض الخواص التي أتاحها التطبيق للحد من التنمر» كـ «فلترة جميع التعليقات» و»إعادة التفكير» هي أدوات الأمان والخصوصية التي توفرها تيك توك، حيث تمنح الأولى صناع المحتوى قدرة أكبر على التحكم بالتعليقات التي تظهر على فيديوهاتهم، بينما تشجع الثانية المستخدمين على إعادة التفكير قبل نشر تعليقات مسيئة أو غير لطيفة.
والحقيقة أن التنمر الرقمي عبر «تيك توك» كما يظهر من الفيديوهات في «الاكسلبور» هو من إنتاج صناع المحتوى أنفسهم، حيث جعلوا من التنمر المادة الخام لإنتاج محتوى ترفيهي فكاهي، دون الاكتراث لأبعاد ذلك المحتوى ومدى تأثيره في نفوس المتنمر عليهم من جهة، وتقليده من مستخدمين آخرين والتنافس من خلال محتويات مماثلة ومسيئة في ذات الوقت، للوصول إلى مشاهدات مليونية وبلوغ «الترند التنمري» بجدارة.
فهل سنشهد من (تيك توك) إجراءات مستحدثة لإيقاف حسابات المتنمرين مثلا، أو تحذيرهم بأي أسلوب آخر للحد من انتشار هذه الظاهرة بين أوساط الشباب والمراهقين الموجودين عبر مواقع التواصل الاجتماعي و(تيك توك تحديدا)؟.
تأملت معاناة إحدى مشهورات التطبيق وهي تتحدث عن تعرضها للتنمر من بعض المتابعين كونها مصابة بمتلازمة توريت «وهي عبارة عن خلل عصبي وراثي يظهر منذ الطفولة المبكرة، وتظهر أعراضه على شكل حركات عصبية لا إرادية متلازمة يصحبها متلازمات صوتية متكررة». الموجع، أن أحدهم (ممن يوصف بالمشهور) يظهر في بث مباشر مع هذه المشهورة وهو يتهكم عليها وعلى تصرفاتها وحديثها بأسلوب ساخر جدا، وفي كثير من المقاطع التي نشرتها تلك المشهورة عن متلازمتها، ومدى التنمر الذي تعرضت له وكيف أنها تأثرت كثيرا وراودتها الرغبة الملحة بترك «السوشيال ميديا» رغم توثيق حسابها وحصدها على ملايين المشاهدات و8 ملايين متابع عبر المنصة تحديدا. ولأن بعض الشر فيه خير حازت قصتها على إعجاب «الفلورز» وكثير من الأصحاء العقليين الرافضين مبدأ التنمر، مما أثر هذا الدعم إيجابا لتلك المشهورة لتصدر أول كتاب لها تحكي قصتها مع التنمر وكيف حولت سخرية الآخرين من تأثير سلبي إلى تأثير إيجابي خلال توعية الشباب لمعايشة الواقع والاندفاع بإيجابية ضد التنمر، خاصة في منصات مواقع التواصل الاجتماعي.ولكن الحقيقة الأخرى هي أن «تيك توك» منصة محاطة بالسخرية المستمرة والتعليقات اللاذعة والمسيئة والتي يتناولها المشتركون في المنصة فيما بينهم، دون اكتراث للمتابعين الذين يدخلون المنصة للاستفادة من المحتوى المتوافر ليتفاجؤوا بفيديوهات مسيئة مليئة بالتنمر والسخرية والاستهزاء وعدم الاحترام في كثير من الأحيان.
هذه المواقف واللقطات التي تحصل على «الاكسبلور» على مدار الساعات هي الأكثر تناولا بين محبي تيك توك، الأمر الذي يجعلنا نقف قليلا أمام هذه المنصة التي يستخدمها 25.74 مليون مستخدما داخل السعودية وأكثر من 800 مليون مستخدم عالميا أغلبهم من المراهقين والشباب.
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا: هل أصبحت هذه المنصة وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي لنشر المحتوى الساخر فقط، واستهداف الآخرين بالنكت أو ما يسمونها بـ»الذبات»، وهل يتعمد صناع المحتوى «التيكتكيون» استخدام التنمر كأداة لكسب الآخرين وزيادة المتابعين؟
(تيك توك) نفسها أطلقت حملة ضد التنمر بالتعاون مع منظمة اليونيسيف في العام الماضي للتصدي للتنمر الرقمي وتشجيع بيئة أكثر أمانا ولطفا على المنصة وأطلق الطرفان هاشتاق #أبدع_بدون_تردد لتمكين مجتمع تيك توك في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من التعبير عن إبداعاتهم بحرية وأمان، وقد حصد الهاشتاق أكثر من 23M مشاهدة إلا أننا ما زلنا نشاهد فيديوهات تنمرية دون ردع أو حذف، وتتصدر هذه الفيديوهات «الاكسبلور» و «بلايكات مليونية» وإن دل هذا على شيء فهو يدل على رغبة الجمهور والمجتمع «التيك توكي» بتداول مثل هذه اللقطات المسلية.
ولو نرجع لهذه الشراكة بين تيك توك واليونسيف ونقف على بعض الخواص التي أتاحها التطبيق للحد من التنمر» كـ «فلترة جميع التعليقات» و»إعادة التفكير» هي أدوات الأمان والخصوصية التي توفرها تيك توك، حيث تمنح الأولى صناع المحتوى قدرة أكبر على التحكم بالتعليقات التي تظهر على فيديوهاتهم، بينما تشجع الثانية المستخدمين على إعادة التفكير قبل نشر تعليقات مسيئة أو غير لطيفة.
والحقيقة أن التنمر الرقمي عبر «تيك توك» كما يظهر من الفيديوهات في «الاكسلبور» هو من إنتاج صناع المحتوى أنفسهم، حيث جعلوا من التنمر المادة الخام لإنتاج محتوى ترفيهي فكاهي، دون الاكتراث لأبعاد ذلك المحتوى ومدى تأثيره في نفوس المتنمر عليهم من جهة، وتقليده من مستخدمين آخرين والتنافس من خلال محتويات مماثلة ومسيئة في ذات الوقت، للوصول إلى مشاهدات مليونية وبلوغ «الترند التنمري» بجدارة.
فهل سنشهد من (تيك توك) إجراءات مستحدثة لإيقاف حسابات المتنمرين مثلا، أو تحذيرهم بأي أسلوب آخر للحد من انتشار هذه الظاهرة بين أوساط الشباب والمراهقين الموجودين عبر مواقع التواصل الاجتماعي و(تيك توك تحديدا)؟.