الاختلاف آية ربانية جعلوها معضلة مجتمعية
الخميس - 27 أكتوبر 2022
Thu - 27 Oct 2022
يقول تعالى: «ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين»، مما يدلل على أن الاختلاف ليس فقط سنة كونية وإنما أيضا آية ربانية، والتي هي نعمة في حد ذاتها متى ما تأملنا فيها وفهمنا الغاية من إيجادها، ولكن المؤسف أن الكثير من المجتمعات التي تخالف دلالات ومقتضيات وجود هذه النعمة وتسببت في جعلها معضلة مجتمعية حالت دون تقدمها وتطورها وتعايشها مع الآخر متجاهلة وجود الاختلافات الطبيعية بينها وبين الآخر، سواء كانت تلك الاختلافات اختلافات في الرؤى أو الأفكار أو حتى في التطلعات، وانعكست هذه السلبية على مختلف شؤون هذه المجتمعات وقضاياها. وللأسف، فإن مجتمعنا أحد تلك المجتمعات الذي يغلب عليه سعي كل طرف لفرض رأيه وإجبار الآخر على قبوله، والتسليم بصوابه حتى لو ثبت خطؤه.
المشكلة أننا نجد كثيرا من أفراد مجتمعنا وفي مقدمتهم المثقفون منا يدعون تبني مقولة «الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية»، بينما هم يخالفون ذلك تماما عند التطبيق ولا يوجد تفسير منطقي لهذا التناقض سوى أن هؤلاء يجهلون بالفعل أو يتجاهلون مضمون هذه العبارة التي يروجونها ويزعمون تمسكهم بها.
إن من نافلة القول معرفة أن كل صاحب رأي يرى صواب رأيه ويرى الخطأ في رأي غيره، ولكن القليل منهم يرى احتمال الخطأ في رأيه واحتمال الإصابة في رأي غيره، مع أن الإيمان بهذا الاحتمال منطلق مهم لإنجاح أي حوار أو نقاش بين أي أفكار وآراء مختلفة لأن الحوار دون تبني هذا الاحتمال يوصل الأمور في أغلب الأحيان إلى طريق مسدود ينتهي حتما عند البعض بالمقاطعة المستمرة أثناء الحوار أو بالإساءات الشخصية، مما يتسبب في إفشال الحوار والإساءة للهدف من إجرائه، وليت هؤلاء وأمثالهم يستحضرون مقولة الإمام الشافعي الشهيرة التي تقول: «رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب» ويقومون بتطبيقها؛ لأن ذلك من شأنه أن يساعدنا على حل كثير من القضايا والهموم التي يعانيها مجتمعنا ويتطلع إلى التخلص منها والتغلب عليها.
فمتى سندرك جميعا (مثقفون وغير مثقفين) أهمية هذه النعمة الربانية والحكمة الإلهية من وجودها ومعرفة التبعات المترتبة على مخالفتها وتجاهل فوائدها؟ ومتى سنتبنى أيضا مقولة أخرى مهمة للإمام الشافعي التي يبسط محتواها الأمر على الجميع فهما وممارسة والتي تقول: «ألا يصح أن نختلف ونبقى إخوانا؟».
ahmedbanigais@
المشكلة أننا نجد كثيرا من أفراد مجتمعنا وفي مقدمتهم المثقفون منا يدعون تبني مقولة «الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية»، بينما هم يخالفون ذلك تماما عند التطبيق ولا يوجد تفسير منطقي لهذا التناقض سوى أن هؤلاء يجهلون بالفعل أو يتجاهلون مضمون هذه العبارة التي يروجونها ويزعمون تمسكهم بها.
إن من نافلة القول معرفة أن كل صاحب رأي يرى صواب رأيه ويرى الخطأ في رأي غيره، ولكن القليل منهم يرى احتمال الخطأ في رأيه واحتمال الإصابة في رأي غيره، مع أن الإيمان بهذا الاحتمال منطلق مهم لإنجاح أي حوار أو نقاش بين أي أفكار وآراء مختلفة لأن الحوار دون تبني هذا الاحتمال يوصل الأمور في أغلب الأحيان إلى طريق مسدود ينتهي حتما عند البعض بالمقاطعة المستمرة أثناء الحوار أو بالإساءات الشخصية، مما يتسبب في إفشال الحوار والإساءة للهدف من إجرائه، وليت هؤلاء وأمثالهم يستحضرون مقولة الإمام الشافعي الشهيرة التي تقول: «رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب» ويقومون بتطبيقها؛ لأن ذلك من شأنه أن يساعدنا على حل كثير من القضايا والهموم التي يعانيها مجتمعنا ويتطلع إلى التخلص منها والتغلب عليها.
فمتى سندرك جميعا (مثقفون وغير مثقفين) أهمية هذه النعمة الربانية والحكمة الإلهية من وجودها ومعرفة التبعات المترتبة على مخالفتها وتجاهل فوائدها؟ ومتى سنتبنى أيضا مقولة أخرى مهمة للإمام الشافعي التي يبسط محتواها الأمر على الجميع فهما وممارسة والتي تقول: «ألا يصح أن نختلف ونبقى إخوانا؟».
ahmedbanigais@