برجس حمود البرجس

2035.. السعودية الصناعية

السبت - 22 أكتوبر 2022

Sat - 22 Oct 2022

36 ألف مصنع سعودي تنافس إقليميا وعالميا في مختلف المجالات بحلول 2035م، هذا الهدف وضعته الاستراتيجية الوطنية للصناعة التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، قائد رؤية التحول والتطور والتقدم في المملكة، لتصبح السعودية التي عرفها العالم «نفطية» عبر عشرات السنين، هي السعودية الصناعية الجديدة التي تنتج ما تستهلكه، وتصدر الفائض منها، وتسهم في إنتاج العديد من الصناعات العالمية المتقدمة، وتشارك دول العالم في تزويد سلاسل الإمداد والتصنيع الدولية بمخرجات صناعتها الوطنية.

فالمملكة ومن خلال نموذج حوكمة متكامل، تم تصميمه لتمكين المستثمرين الـصناعيين وإطلاق قدراتهم، تسعى بخطى ثابتة نحو النهوض بقطاعها الصناعي، من خلال خلق فرص استثمارية نوعية جديدة تسهم في تحقيق الهدف عبر مضاعفة أعداد المصانع بمعدل 350% خلال السنوات المقبلة، لتصل إلى هدفها المنشود وفي الموعد المرصود، خاصة بعد أن نجحت وزارة الصناعة والثروة المعدنية بقيادة الوزير بندر الخريف، أن تحقق خلال سنوات قليلة أهداف الرؤية وفق خطتها الزمنية المستهدفة، حيث أضافت إلى القطاع الصناعي بالمملكة أكثر من 3400 مصنع خلال ثلاث سنوات، ليصبح هذا القطاع قادرا على تنفيذ أهداف الاستراتيجية الوطنية للصناعة.

والحقيقة أن من يطلع على تفاصيل الاستراتيجية الوطنية للصناعة التي أطلقها ولي العهد، سوف يدرك أن كل شيء معد لتحقيق هدف «السعودية الصناعية» من خلال زيادة معدل جذب استثمارات القطاع الخاص إلى قطاع الصناعة، وتعزيز اعتماد الاقتصاد الصناعي على المعرفة، وتفعيل دور البحوث والتطوير والاعتماد على الكوادر البشرية الوطنية، والتركيز على المنتجات والخدمات ذات القيمة المضافة، بما يساهم في زيادة حصة الصادرات غير النفطية، ويحقق التنوع الاقتصادي في المملكة، ويبني اقتصادا متكاملا ومرنا قادرا على التكيف مع المتغيرات العالمية.

وضعت الاستراتيجية الوطنية للصناعة الأسس اللازمة لتحقيق تلك الأهداف، وقامت بتحديد ممكنات البيئة الصناعية بالمملكة التي تسهم في زيادة القدرة التنافسية للمصانع المحلية، وجذب رواد الأعمال والمستثمرين، ومنح الخبراء والمختصين فرصا للمساهمة في التطوير والارتقاء، بالإضافة إلى تطوير وجذب المواهب والحفاظ عليها، وتنمية ثقافة الابتكار، من أجل ريادة العالم في القطاع الصناعي.

الاستراتيجية الوطنية للصناعة لا تذهب بعيدا عن المحاور الرئيسة لرؤية المملكة 2030، وهي «مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح».. فالرؤية والاستراتيجية معا ترتكزان في تحقيق أهدافهما وغاياتهما على نقاط القوة التي تتمتع بها المملكة، وهو ما أكده صاحب الرؤية والاستراتيجية، ولي العهد حفظه الله عندما قال: «إن إمكانات المملكة البشرية والمادية وموقعها الجغرافي المتميز ووفرة مواردها الطبيعية، هي العناصر الرئيسة التي تقوم عليها الاستراتيجية الوطنية للصناعة».

الحمد لله أننا نشاهد مملكتنا الحبيبة تحقق أكثر مما تمنيناه وحلمنا به، ونحن بدورنا نقول: «إن قيادتنا الرشيدة هي أهم ممكنات النماء في المملكة بكل قطاعاتها، وهي التي لولاها لما تبوأت المملكة تلك المكانة الرفيعة اقتصاديا وسياسيا، وما حلمنا بهذا المستقبل المشرق لوطن نأمن فيه على أبنائنا وأحفادنا، وكل الأجيال القادمة في هذا الوطن الكريم».

Barjasbh@