مشاري ناصر العمر

كن أنت!

الخميس - 20 أكتوبر 2022

Thu - 20 Oct 2022

الناس شعوب وقبائل، وخير الناس أتقاهم. كُن أنت متفردا بآرائك، متميزا بفكرك منسجماً مع الآخرين متقبلا اختلافاتهم. كن واثقا من جمالك، هيئتك، بساطتك، ضحكتك. ومهما بلغت ما بلغت في جميع الأوجه ستجد من لا تعجبه ومن يبحث عن ذم غيره فلا يهم، كن أنت!

تمسك بمبادئك. عند البعض اختلط الحابل بالنابل كما يقال، تأثر بمن حوله ويخالطه فأخذ يتخلى عن قيمه ومبادئه ويستبدلها بغيرها مظنة مواكبة العصر والتغيير. يقول أبراهام لينكون "الناس سيموتون، ولكن المبادئ لن تموت أبدا".

نجاحك يأتي عندما تكون أنت. عجبا لكثير من الناس يظن أن النجاح يكون في الاستنساخ، فكثيرون يقلدون رؤسائهم ومديرهم في أساليب إدارتهم وتعاملهم صوابا كان أم خطأ كل ذلك لأجل أن يعجبوا به ويرضوا عنه ويكون بذلك قد جاء جيل ليس ببعيد عن سابقه، ما أسميه "التسمم الإداري" فأين التغيير الذين يسوق إلى الإبداع في العمل وحبه والتحبيب فيه؟ لم يكونوا هم، فكن أنت أنت!

صل أرحامك. لا عزة لك إلا بأهلك، فكن قريبا وجزءا لا يتجزأ منهم. كثرة الأصحاب وأسلوب الحياة الجديد قد يأخذك بعيدا عن أهلك ومن صلتهم حق عليك. انتبه أن تقطعهم، كن أنت وصلهم.

أرح بالك. جل سعادة المرء تكمن في راحة البال، وراحة البال ما هي إلا الرضاء بما هو حال. فالرضا بالله وقضائه وقدره أساس راحة البال، ولا يدعو ذلك لترك العمل والاجتهاد بل إن راحة البال لا تكون إلا بعمل ترضى به عن نفسك. فاعلم أنه مهما كنت عليه من حال فهناك من هو أشد حالا منك وأن السعادة لا تستجلب بمال أو جمال أو منصب أو جاه، إنما هي شعور قلبي يسعى المرء إليه اسمها راحة البال.

ختاما.. كن أنت، تكن مرتاح البال.