ياسر عمر سندي

لك يوم يا مدير

الأربعاء - 19 أكتوبر 2022

Wed - 19 Oct 2022

شهر أكتوبر من كل عام يتخلله «اليوم العالمي للمدير» «National Boss› Day»، وهو ما تم الاحتفال به أخيرا؛ الأحد الماضي الموافق 16 أكتوبر 2022م، وهو الذكرى السنوية التي اعتمدت رسميا بالولايات المتحدة الأمريكية من قبل الغرفة التجارية عام 1958م؛ ووثقت من حاكم ولاية إلنوي «أوتو كيرنر» آنذاك عام 1962م.

«باتريشيا بايس هاروسكي» هي سكرتيرة كانت تعمل في شركة «ستيت فارم State Farm» للتأمين بولاية إلنوي؛ سعت لتثبيت «يوم المدير»، ويقال إنها حددت هذا التاريخ احتفالا بعيد ميلاد مديرها الذي هو في الوقت نفسه والدها لتكريمه.

حثت باتريشيا على أن يتم تقديم الهدايا العينية والمادية وإعلاء الشعارات التحفيزية وتقديم الرسائل التقديرية من الموظفين لمديريهم رفعا لروحهم المعنوية، وأوضحت أن ذلك السلوك سينعكس إيجابيا على الموظفين في المحصلة النهائية بتحسين العلاقة التبادلية بين المديرين والمرؤوسين، وسيكسر الروتين ويذوب جبل الجليد الذي يقف حائلا بينهم.

هذا التقدير الصاعد من المستوى التنظيمي الأدنى إلى الأعلى لترجمة الفضل الذي قام به المديرون على موظفيهم من تطويرهم وزيادة معارفهم وخبراتهم. وتزعم باتريشيا بأن المديرين بحاجة إلى تلك اللفتة الإنسانية والإشادة التنظيمية لما تحملوه من ضغوطات من الإدارة العليا لزيادة الإنتاجية.

على الصعيد الآخر هنالك من يعترض في المجتمعات العربية على «يوم المدير» باعتباره ثقافة مهاجرة وغير مجدية؛ حيث نشرت صحيفة «المصري اليوم» مقالا في 19 أكتوبر 2020 بعنوان «اليوم العالمي للمدير.. هأو!» للكاتب المخضرم أسامة غريب؛ والذي أشار في مقاله بسؤال يستنكر فيه اليوم العالمي للمدير بعبارة «هو عيد أمريكي إذن فما شأننا نحن بعيد كهذا؟»؛ واستطرد بأن انعكاس الصورة السلبية القابعة في ذهنية الموظفين بأن المدير هو ذلك الشخص السايكوباتي غير السوي، وهو ذلك الفاشل الذي حاز موقعه بالنفاق ومسح الجوخ، والذي لا يتورع عن سرقة جهد الموظفين الصغار ونسبته لنفسه مستغلا عجزهم عن القيام بأي إجراء حياله.

من وجهة نظري النفسية والمعرفية أرى بأنه لا ينبغي التحيز لا لهؤلاء ولا لهؤلاء؛ والنظر بعين الفاحص الواعي المدرك بالبعد عن التعميم لأن المدير بشر يصيب ويخطئ.

ليس جميع المديرين ناجحين كما أن جميعهم ليسوا فاشلين؛ هنالك عوامل عدة ضاغطة وظروف مواتية رسمت وشكلت الشخصية العامة للمدير داخل أسوار المنظمة؛ مثل التنشئة والتربية والتعليم والثقافة والنمط العام المكتسب والموروث للضبط الانفعالي أو الانفلات المشاعري.

«كل قائد مدير وليس كل مدير قائد»؛ شخصية القائد يتقمصها المدير الواعي، والتي تحتم على الموظفين تكريمه بسبب ما تركه من الأثر الطيب في قلوب موظفيه والكاريزما المؤثرة عليهم لتنمية روح العمل مع الفريق وليس العمل بالتفريق.

«المدير القائد» يعكس الالتزام السلوكي المتوازن لينظر إلى مصلحة العمل ومصلحة الموظفين؛ وعلى العكس فإن «المدير الفاقد» للاحترام يعكس الأنانية ويتعامل بمبدأ «لا أريكم إلا ما أرى»؛ فيتخلص من مسؤولية العمل ويتملص من مسؤولية الموظفين؛ وهو ما يستحق أن يقال فيه.. لك يوم يا مدير.

Yos123Omar@