أحمد الهلالي

يسار أمريكا ينغمس في مقولة بوش الشهيرة!

الثلاثاء - 18 أكتوبر 2022

Tue - 18 Oct 2022

ما يزال الأمريكيون يسكنون كهوف معلوماتهم القديمة التي طبعتها التقارير الإعلامية في مراحل سابقة عن بلادنا، وربما عن العالم، فمن خلال متابعة ما يكتبه إعلاميو اليسار عن بلادنا، وما يتفوه به السيناتورات المسنون، تشعر بأنهم في كوكب آخر عنا، فما بالك بشرائح الشعب المختلفة، المشغولين بأسعار لترات البنزين المتذبذبة في بلادهم، والمتباينة بين ولاية وأخرى.

أحد السيناتورات، يدعى بيرني ساندرز من ولاية فيرمونت، رئيس لجنة الميزانية بمجلس الشيوخ، صاحب أطول فترة خدمة مستقلة في تاريخ الكونجرس، كما وصف نفسه، يتحدث بثقة أن السعودية تعامل المرأة مواطنا من الدرجة الثالثة، ثم يجتر الأسطوانة المكررة التي يرددها الغربيون حين لا تأتي قرارات بلادنا في مصلحتهم الخاصة أو العامة، كان بيرني العجوز يتحدث بحماسة، يسرد التهم ثم بلا وعي يصنف قرار أوبك بأنه اصطفاف للمملكة إلى جانب روسيا!

ثم سيناتور آخر يدعى كريس مارفي، عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية كونيتيكت، يذهب أبعد من سابقه، ويكتب سلسلة تغريدات تتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية، داعيا إلى إلغاء عقود صفقات الأسلحة التي اشترتها المملكة من أمريكا، وتعليق بيع صواريخ جو - جو متطورة المدى (AMRAAM) إلى السعودية، ثم يدعو إلى سحب بطاريات باتريوت من المملكة ونقلها إلى أوكرانيا وحلفائهم في الناتو، تحجيما لعلاقة البلدين، ودعما لأوكرانيا، ولا يخفى الخطاب الضمني في تنظيراته، فخطابه دعوة ضمنية يغري بها الأنظمة والتنظيمات الإرهابية بالاعتداء على أمن المملكة.

هذه أمثلة من كثير من الخطابات المتجنية من شخصيات حكومية وإعلامية، تتبنى المعلومات المغلوطة عن بلادنا وشعبها، ومعظم تلك المعلومات مستقاة من وسائل إعلام المرتزقة، أو من مواطنين هربوا من المملكة بسبب جناياتهم أو جنايات آبائهم، وتلقفهم الإعلام اليساري المهووس بغرائب الحكايا، ظنا أنه وقع على كنز من المعلومات التي يستطيع مقايضة قراراتنا بها!

أما الشعب الأمريكي فهو ضحية الآلة الإعلامية اليسارية، التي تتسمى بالديموقراطية زورا، لأن معظم ممارساتها تضاد ما نعرفه عن معاني الديموقراطية، فالهبة التي مارسها السيناتورات الديموقراطيون والإعلاميون ضد قرار أوبك وضد بلادنا خاصة، كل تلك الهبة جاءت ترجمة لجملة الجمهوري جورج دبليو بوش «إن لم تكن معنا فأنت ضدنا»، هبة تترجم المعنى البائس الذي يستخدمه البلطجية «ما دمت لا تعطينا ما نريد فسوف نستخدم ضدك كل أمر كنا نسكت عنه»، حتى باتوا يجمعون المغالطات ويصدرونها أخبارا، يصدقها السذج، ثم تترقى حتى نسمعها على ألسنة شخصيات غاب عنها منطق الحكمة، وتلوثت بفجور الخصومة، واضمحلال الدبلوماسية.

أيها البائسون، بلادنا غادرت الموقع الذي يظن أمثالكم أنها تتلقى فيه الإملاءات، أو تتنازل عن مصالحها لتحقيق مصالح الآخرين، فتذكروا أنها عضو في دول العشرين، وبقوة اقتصادها وحكمة قيادتها ستدخل أضيق دوائر التصنيف العليا، وإن هدد اليساريون بإيقاف صفقات أو نقل أسلحة، فهذا لا يعني شيئا أمام ما تملكه بلادنا من ثقل كبير، وما تملك من أدوات تحريكها سيؤثر حتما أعمق الأثر في الاقتصاد الأمريكي والعالمي، لكن حكمة قيادتنا أكبر من عويل سيتبخر كما تبخر عويل قبله، منذ هيلاري وأوباما إلى ما قبل تنصيب بايدن.

ahmad_helali@