أبعاد وملامح العالم الجديد
الثلاثاء - 18 أكتوبر 2022
Tue - 18 Oct 2022
اضطرابات سياسية واقتصادية تسود عالم اليوم في الشرق والغرب، ولعل آخرها الحرب الروسية الأوكرانية التي لحقت آثارها العالم كله، من تقلبات الأسواق والبورصات الدولية إلى ارتفاع مستعر لأسعار الطاقة والغذاء وسلاسل التوريد، والحديث هنا عن عالم جديد يتشكل بأبعاد وملامح تختلف في هيئتها عن عالم القطبية الواحدة أو عالم ما بعد الحرب الباردة، صحيح أن الصورة لم تتضح ملامحها كاملة بيد أن سماتها الواقعية شرعت ترتسم بأبعاد وملامح العالم الجديد.
فالصين التي تسابق الوقت من أجل الفوز بمركز الاقتصاد الأول عالميا قد تنجح في تحقيق مآربها التجارية ولكن البعض يرى أن من المستحيل عليها أن تحل ثقافيا محل الحضارة الغربية أو تقدم النموذج الأمثل عالميا كما قدمته الولايات المتحدة خلال القرن العشرين، فعلى الرغم من تدشينها للآلاف من معاهد الكونفوشيوس حول العالم فإنها لا تزال أسيرة لقيود النظام الشمولي العاجز عن تقديم الموهبة الإبداعية الفردية التي هي محرك الحضارة الغربية، فالثقافة الصينية تقدم ثقافة مجموعات عمل متقنة تذوب فيها الهوية الفردية ولا يمكن لها أن تقدم أساطير مبدعة في الفنون والثقافة والفكر والعلوم الإنسانية كما هو حال الحضارة الغربية.
كما يتجه عالم اليوم إلى نمطية التحالفات السياسية والاقتصادية والأمنية، فقد أحيت الولايات المتحدة تحالفها التاريخي مع أوروبا (الناتو)، كما دشنت في السنوات الأخيرة تحالفا ثلاثيا (أوكوس) مع بريطانيا وأستراليا، وآخر رباعيا (كواد) مع اليابان وأستراليا والهند، وفي المقابل نجحت الصين في تشكيل تحالف استراتيجي مهم (منظمة شنغهاي) مع روسيا والهند، والذي تعول عليه بكين وموسكو أن يسهم بإحداث واقع دولي جديد في مستقبل العلاقات الدولية.
كما أثبتت الحرب (الروسية - الأوكرانية) أنها ليست صراعا على الأرض بالدرجة الأولى بقدر ما هي صراع إرادة نحو المستقبل، فكل طرف يسعى إلى فرض واقع جديد في علاقته مع الطرف الآخر، وعلى الرغم من استحالة نجاح هذه الإرادة إلا أن عناد الحرب وإصرار الطرفين على إنشاء مستقبل يخضع له الآخر مما سيتسبب في إطالة لحرب لا جدوى من ورائها، لكن الأمر الذي لا يخفى بأن الصراع الروسي مع الغرب سيخلق واقعا دوليا جديدا لا سيما داخل القارة العجوز.
النقطة الأهم في ملامح العالم الجديد، هي بروز دول متجددة كقوى مؤثرة على الساحة الدولية كالمملكة العربية السعودية والتي نجحت أعمالها الدبلوماسية للتوسط بين طرفي النزاع الروسي الأوكراني بقبول صفقة تبادل الأسرى، كما ظهرت أخيرا كقوة مؤثرة في عالم الطاقة عندما فرضت إرادتها على الساحة الاقتصادية العالمية من أجل توازن سوق النفط العالمي، فالرياض لديها القدرة على ضبط إيقاع الأسواق الدولية، صحيح أن المملكة تحرص على توسط المسافة بين قوى النفوذ الدولية، ولديها علاقة استراتيجية تاريخية مع الولايات المتحدة، لكنها في الوقت نفسه تولي الأهمية الكبرى لمصالحها البراغماتية وتمنحها الأولوية الرسمية في تعاملاتها الخارجية.
albakry1814@
فالصين التي تسابق الوقت من أجل الفوز بمركز الاقتصاد الأول عالميا قد تنجح في تحقيق مآربها التجارية ولكن البعض يرى أن من المستحيل عليها أن تحل ثقافيا محل الحضارة الغربية أو تقدم النموذج الأمثل عالميا كما قدمته الولايات المتحدة خلال القرن العشرين، فعلى الرغم من تدشينها للآلاف من معاهد الكونفوشيوس حول العالم فإنها لا تزال أسيرة لقيود النظام الشمولي العاجز عن تقديم الموهبة الإبداعية الفردية التي هي محرك الحضارة الغربية، فالثقافة الصينية تقدم ثقافة مجموعات عمل متقنة تذوب فيها الهوية الفردية ولا يمكن لها أن تقدم أساطير مبدعة في الفنون والثقافة والفكر والعلوم الإنسانية كما هو حال الحضارة الغربية.
كما يتجه عالم اليوم إلى نمطية التحالفات السياسية والاقتصادية والأمنية، فقد أحيت الولايات المتحدة تحالفها التاريخي مع أوروبا (الناتو)، كما دشنت في السنوات الأخيرة تحالفا ثلاثيا (أوكوس) مع بريطانيا وأستراليا، وآخر رباعيا (كواد) مع اليابان وأستراليا والهند، وفي المقابل نجحت الصين في تشكيل تحالف استراتيجي مهم (منظمة شنغهاي) مع روسيا والهند، والذي تعول عليه بكين وموسكو أن يسهم بإحداث واقع دولي جديد في مستقبل العلاقات الدولية.
كما أثبتت الحرب (الروسية - الأوكرانية) أنها ليست صراعا على الأرض بالدرجة الأولى بقدر ما هي صراع إرادة نحو المستقبل، فكل طرف يسعى إلى فرض واقع جديد في علاقته مع الطرف الآخر، وعلى الرغم من استحالة نجاح هذه الإرادة إلا أن عناد الحرب وإصرار الطرفين على إنشاء مستقبل يخضع له الآخر مما سيتسبب في إطالة لحرب لا جدوى من ورائها، لكن الأمر الذي لا يخفى بأن الصراع الروسي مع الغرب سيخلق واقعا دوليا جديدا لا سيما داخل القارة العجوز.
النقطة الأهم في ملامح العالم الجديد، هي بروز دول متجددة كقوى مؤثرة على الساحة الدولية كالمملكة العربية السعودية والتي نجحت أعمالها الدبلوماسية للتوسط بين طرفي النزاع الروسي الأوكراني بقبول صفقة تبادل الأسرى، كما ظهرت أخيرا كقوة مؤثرة في عالم الطاقة عندما فرضت إرادتها على الساحة الاقتصادية العالمية من أجل توازن سوق النفط العالمي، فالرياض لديها القدرة على ضبط إيقاع الأسواق الدولية، صحيح أن المملكة تحرص على توسط المسافة بين قوى النفوذ الدولية، ولديها علاقة استراتيجية تاريخية مع الولايات المتحدة، لكنها في الوقت نفسه تولي الأهمية الكبرى لمصالحها البراغماتية وتمنحها الأولوية الرسمية في تعاملاتها الخارجية.
albakry1814@