القطب الشمالي حلبة الصراع الجديدة
الأحد - 16 أكتوبر 2022
Sun - 16 Oct 2022
القطب الشمالي أو المحيط المتجمد الشمالي هو بداية البداية للساعة الزمنية التي نستخدمها في وقتنا الحاضر، فكل خطوط الطول تبدأ منه؛ لذا لا توجد به منطقة زمنية معينة، شتاؤه ليلة واحدة وصيفه نهار واحد؛ فيه تقريبا أو لنقل بجواره المجال المغناطيسي الشمالي الذي يوجه كل بوصلة تستخدم على سطح الأرض، وفوقه توجد نجمة الشمال القطبية أو (نجمة الدب الأكبر) دليل البحارة لقرون ماضية، هو موطن الدب القطبي ولا توجد فيه بطاريق بينما لا توجد دببة في القطب الجنوبي، كتله ثلجية بيضاء يصل سمكها إلى ثلاثة أمتار تسبح على مياه عمقها حوالي أربعة كلم وأكثر.
وبرغم من كل هذا الثلج إلا أن عدد من يعيش فيه أو حواليه أربعة ملايين نسمة؛ نصفهم في الجانب الروسي (شعب الإسكيمو) وتمتلك منه حوالي خمسة ملايين كلم2؛ النصف تقريبا؛ وهذا جعل الروس هم من أوائل من يستكشف هذا القطب منذ مئات السنيين؛ بل ويستخدمونه كممر ملاحي مائي بين المحيط الأطلسي والهادي؛ يعني بين أوروبا وآسيا في فصل الصيف فقط؛ وفي عام 1982 أصدرت الأمم المتحدة قانون البحار لتنظيم الصيد والتعدين فيه؛ المهم أن المسح الجيولوجي في القرن العشرين توقع أن هذا الجليد يعوم على بحر من الذهب الأسود، فثلث الاحتياط العالمي من الغاز وربع الاحتياطي العالمي للنفط غير المكتشف موجود فيه؛ هذا غير مناجم الذهب ومعادن أخرى قيمتها تريليونية.
ومع تغيرات المناخ وانحصار الثلوج بدأ الكنز يظهر للسطح، فعمليات التنقيب والبحث أصبحت أسهل؛ وتحولت المنطقة لكعكة كبيرة يتسابق الجميع ليكون له النصيب الأكبر منها، والممر الشمالي الذي أشرنا له سيصبح بلا ثلوج في صيف 2030 والقليل منها في الشتاء مما سيغير كل القواعد الاستراتيجية والاقتصادية في العالم، فهو يوفر حوالي ثلث زمن الرحلات بين آسيا وأوروبا؛ لذا كان من الطبيعي أن تتنافس القوى الدولية عليه؛ وهذه المنافسة ليست جديدة ولكن اشتدت ضراوتها وخصوصا بين الدول الخمس المطلة على ساحله، وهم روسيا والولايات المتحدة وكندا والنرويج والدنمارك؛ وبعض الدول التي ترى أن لها مصالح هناك حتى لو كانت لا تملك سواحل مثل بريطانيا والصين والهند واليابان وغيرها.
وبما أن لروسيا أطول شريط ساحلي وتملك نصف هذه المنطقة؛ بما يساوي مساحة السعودية مرتين تقريبا؛ ولحماية هذه الثروات ولتأمين مصالحها أقامت ست قواعد عسكرية من ضمنها قاعدة صواريخ الدفاع الجوي الخارقة؛ وهذا لأن هناك نظرية اسمها (السيادة الجوية) للمفكر الاستراتيجي الاسكندر ديسفرسكي تقول ببساطة «إن من يملك القوة الجوية ويسيطر على السماء يسيطر على العالم» ويقول «إن منطقة المحيط المتجمد الشمالي منطقة محورية في هذه السيطرة سواء بالطائرات أو القاذفات أو الصواريخ البالستية، خصوصا أنها تقع في المركز بين أمريكا وأوروبا وروسيا؛ بالإضافة إلى الأسطول الروسي الشمالي بغواصاته النووية»؛ في الجهة المقابلة تقود أمريكا باقي الدول لموازنة هذا النفوذ.
أخيرا.. هذا الصراع بين القوى الكبرى يمتد إلى كل مكان تقريبا حتى القطب الشمالي، مع العلم أن فيه إمكانية للتوافق السلمي بين الدول، خاصة لو اعتبرنا حالة القطب الشمالي استثنائية؛ لأنه كان خارج حسابات الصراع حتى في عز الحرب الباردة، ويبقى سؤال مهم أين بقية دول العالم عن هذا الصراع؟ ولماذا لا يطبق قانون البحار الذي يمنح الدول المطلة 200 ميل بحري كحد أقصى؟ لماذا كل هذه الثروات محتكرة على الدول الكبرى؟ ربما تجيب الأشهر المقبلة عن كل هذا.
hq22222@
وبرغم من كل هذا الثلج إلا أن عدد من يعيش فيه أو حواليه أربعة ملايين نسمة؛ نصفهم في الجانب الروسي (شعب الإسكيمو) وتمتلك منه حوالي خمسة ملايين كلم2؛ النصف تقريبا؛ وهذا جعل الروس هم من أوائل من يستكشف هذا القطب منذ مئات السنيين؛ بل ويستخدمونه كممر ملاحي مائي بين المحيط الأطلسي والهادي؛ يعني بين أوروبا وآسيا في فصل الصيف فقط؛ وفي عام 1982 أصدرت الأمم المتحدة قانون البحار لتنظيم الصيد والتعدين فيه؛ المهم أن المسح الجيولوجي في القرن العشرين توقع أن هذا الجليد يعوم على بحر من الذهب الأسود، فثلث الاحتياط العالمي من الغاز وربع الاحتياطي العالمي للنفط غير المكتشف موجود فيه؛ هذا غير مناجم الذهب ومعادن أخرى قيمتها تريليونية.
ومع تغيرات المناخ وانحصار الثلوج بدأ الكنز يظهر للسطح، فعمليات التنقيب والبحث أصبحت أسهل؛ وتحولت المنطقة لكعكة كبيرة يتسابق الجميع ليكون له النصيب الأكبر منها، والممر الشمالي الذي أشرنا له سيصبح بلا ثلوج في صيف 2030 والقليل منها في الشتاء مما سيغير كل القواعد الاستراتيجية والاقتصادية في العالم، فهو يوفر حوالي ثلث زمن الرحلات بين آسيا وأوروبا؛ لذا كان من الطبيعي أن تتنافس القوى الدولية عليه؛ وهذه المنافسة ليست جديدة ولكن اشتدت ضراوتها وخصوصا بين الدول الخمس المطلة على ساحله، وهم روسيا والولايات المتحدة وكندا والنرويج والدنمارك؛ وبعض الدول التي ترى أن لها مصالح هناك حتى لو كانت لا تملك سواحل مثل بريطانيا والصين والهند واليابان وغيرها.
وبما أن لروسيا أطول شريط ساحلي وتملك نصف هذه المنطقة؛ بما يساوي مساحة السعودية مرتين تقريبا؛ ولحماية هذه الثروات ولتأمين مصالحها أقامت ست قواعد عسكرية من ضمنها قاعدة صواريخ الدفاع الجوي الخارقة؛ وهذا لأن هناك نظرية اسمها (السيادة الجوية) للمفكر الاستراتيجي الاسكندر ديسفرسكي تقول ببساطة «إن من يملك القوة الجوية ويسيطر على السماء يسيطر على العالم» ويقول «إن منطقة المحيط المتجمد الشمالي منطقة محورية في هذه السيطرة سواء بالطائرات أو القاذفات أو الصواريخ البالستية، خصوصا أنها تقع في المركز بين أمريكا وأوروبا وروسيا؛ بالإضافة إلى الأسطول الروسي الشمالي بغواصاته النووية»؛ في الجهة المقابلة تقود أمريكا باقي الدول لموازنة هذا النفوذ.
أخيرا.. هذا الصراع بين القوى الكبرى يمتد إلى كل مكان تقريبا حتى القطب الشمالي، مع العلم أن فيه إمكانية للتوافق السلمي بين الدول، خاصة لو اعتبرنا حالة القطب الشمالي استثنائية؛ لأنه كان خارج حسابات الصراع حتى في عز الحرب الباردة، ويبقى سؤال مهم أين بقية دول العالم عن هذا الصراع؟ ولماذا لا يطبق قانون البحار الذي يمنح الدول المطلة 200 ميل بحري كحد أقصى؟ لماذا كل هذه الثروات محتكرة على الدول الكبرى؟ ربما تجيب الأشهر المقبلة عن كل هذا.
hq22222@