السعودية ليست جمهورية موز
السبت - 15 أكتوبر 2022
Sat - 15 Oct 2022
كان فقر تفكير الرئيس جو بايدن واللغة غير اللائقة التي استخدمها واضحا كل الوضوح عندما تحدث لمحطة «سي إن إن» الإخبارية ذاكرا أنه ستكون هناك عواقب لقرار منظمة الأوبك الأخير بتخفيض معدلات الإنتاج بنسبة 2 مليون برميل يوميا. بالطبع بايدن كان يقصد المملكة العربية السعودية، ويبدو أن الرئيس الأمريكي ما زال معتادا على طريقة التفكير القديمة بأن دول العالم لا يمكنها أن تكون دولا لها سيادة إلا إذا كانت خاضعة لأمريكا. إن هذا الملمح من أسلوب بايدن في التعامل مع السعودية أمر يثير السخرية؛ لأن السعودية هي ليست كل الدول الأعضاء في منظمة أوبك، إنها دولة واحدة من ضمن ثلاث عشرة دولة أخرى.
تتميز منظمة الأوبك بروح المسؤولية الجماعية بين أعضائها، ومن ثم، فإن على الرئيس بايدن أن يناقش مع اثنتي عشرة دولة أخرى الأسباب التي دفعتهم إلى تخفيض معدل إنتاجيتهم من النفط. إن الأمر الأكثر بلاهة هو المقارنة التي يعقدها بايدن ما بين علاقة منظمة أوبك مع أمريكا وعلاقة نفس المنظمة مع جمهورية روسيا الاتحادية. إن نفط منظمة أوبك هو شريان الحياة للغرب. أما اتفاق منظمة أوبك مع روسيا فما هو إلا آلية تسويقية لمساعدة اقتصاديات العديد من دول العالم والتي واجهت حالة من الركود الاقتصادي جراء جائحة كورونا.
ويغفل الرئيس بايدن عن حقيقة أن أسعار البترول كما تحددها منظمة أوبك ما هي إلا ترتيبات مؤسساتية، والتي تأخذ في اعتبارها الظروف والعوامل الاقتصادية السائدة في الدول التي تستورد نفطا من منظمة أوبك، والدول الأخرى التي لا تستورد نفطها من نفس المنظمة، ويتلخص دور السعودية في منظمة الأوبك على أنه يعمل على تنظيم المنافسة دوليا لأسواق النفط لمصلحة كل دولة من دول العالم.
لم تعترض السعودية عندما قررت الولايات المتحدة خفض معدل إنتاجها من النفط معتمدا على مصادرها المحلية، لتقليل اعتمادها على استيراد النفط من الخارج. ولم تحتج السعودية عندما قامت العديد من الدول الأوربية بتنويع مصادرها البترولية عن طريق استيراد النفط والغاز من روسيا. ولم تعرقل السعودية مشروع مد خط أنابيب بترول يصل ما بين باكو عاصمة أذربيجان والواقعة على بحر قزوين بميناء «سيهان» في تركيا والذي يطل على البحر المتوسط.
ولأن بايدن لم يكن على كياسة في حديثه والذي هدد فيه السعودية، فلذا فإن حديثه ليس له أي درجة تستدعي الاهتمام. إن حديث الرئيس الأمريكي لم يكن مجرد انتقاد للمملكة العربية السعودية، بل كان إظهارا لعداوته لهذه الأمة العظيمة.
يسعى بايدن إلى أن تكون خصومته خصومة شخصية مع المملكة العربية السعودية.
كان منطق منظمة الأوبك صريحا وواضحا، لقد تم ذكر أكثر من مرة بأن القرار كان قرارا اقتصاديا بحتا، لكن من الواضح أن السياسة هي الدافع وراء قيام بايدن بشن هجومه على السعودية، وهذا أمر يراه الكثيرون من طريقة وأسلوب الرئيس الأمريكي في القيام بهذا الهجوم اللفظي على المملكة.
كما أنه أمر سخيف ومحير تلك العبارات التي استخدمها المتحدث باسم البيت الأبيض لشرح كيفية عداء بايدن للمملكة. وحسب ما نقلته إحدى وكالات الأنباء، «ذكر السيد جون كيربي، وهو المتحدث باسم البيت الأبيض فيما يختص بقضايا الأمن القومي، بأن الرئيس بايدن سيتشاور مع الكونجرس، وذلك «لتقرير ما يجب أن تكون عليه شكل هذه العلاقة من الآن فصاعدا. وأنا في اعتقادي صراحة أن الرئيس يريد البدء في هذا الحوار فورا. ولا أعتقد أن هناك عاملا سيؤخر هذه المناقشة، أو أن هناك نية لتأخيرها إلى إشعار آخر.»
هذه تصريحات وتعبيرات لا معنى ولا قيمة لها.
إن تسلسل الحقائق السابقة عن منظمة الأوبك توضح قدرتها على تنظيم عملية العرض والطلب في صورة معادلة توفق ما بين قدرات المنتجين ومطالب واحتياجات المشترين، هذه معادلة اقتصادية متوازنة.
كانت هناك العديد من الأزمات في تاريخ العلاقة ما بين منظمة الأوبك والولايات المتحدة منذ تأسيس المنظمة في عام 1960، وطالما عملت السعودية على ألا تنهار العلاقة ما بين الدول المصدرة والدول الموردة للنفط.
ومن الواضح أن الرئيس بايدن لا يلتزم بالرابطة التاريخية القوية والتي تجمع ما بين العربية السعودية والولايات المتحدة، وهي العلاقة التي ساعدت الدولتين على التشاور فيما بينهما حال حدوث أية مشكلة في علاقاتهما الثنائية، أو فيما يختص بعلاقة أمريكا مع منظمة الأوبك.
لدى الرئيس بايدن نمط سائد من التفكير يجعله مهاجما للسعودية طول الوقت وبدون أي سبب.
ودائما ما يذكر بايدن هذه الرواية في كل حديث له عن السعودية مدعيا بأنه يعيد التفكير في علاقات بلاده بالسعودية، وهو يعيد نفس القصة مرارا وتكرارا. وطالما استمر السيد بايدن في نوبات غضبه نحو المملكة العربية السعودية، لطالما ظل أهل السعودية قادرين على فعل الخير في مساندة حكومتهم وسياستها الخارجية في النواحي الاقتصادية.
إن المملكة العربية السعودية أمة قوية، كما أنها لا تخشى أي بلد أو قطر آخر، إنها لا تخطط سياساتها الخارجية طبقا لأوامر صادرة من دول أخرى، إن لديها سياساتها العسكرية، والاقتصادية، والخارجية المستقلة، إن لدى المملكة سياسة دبلوماسية نشطة، إنها عماد العالم العربي والعالم الإسلامي.
هذه الأمة الرائعة قادرة على أن تشرح سياساتها أمام دول العالم، إنها واعية تماما بأن معظم دول العالم تتفهم سياسة الأوبك الخاصة بخفض الإنتاج في الوقت الراهن، وربما لفترة ما من المستقبل القريب. وما زالت المملكة العربية السعودية تدافع عن سلطاتها، وتسعى السعودية لأن يعم الخير كل أرجاء البشرية.
وبالنسبة إلى تصريحات الرئيس جو بايدن عن السعودية فهو كلام لا فائدة منه.
mr_alshammeri@
تتميز منظمة الأوبك بروح المسؤولية الجماعية بين أعضائها، ومن ثم، فإن على الرئيس بايدن أن يناقش مع اثنتي عشرة دولة أخرى الأسباب التي دفعتهم إلى تخفيض معدل إنتاجيتهم من النفط. إن الأمر الأكثر بلاهة هو المقارنة التي يعقدها بايدن ما بين علاقة منظمة أوبك مع أمريكا وعلاقة نفس المنظمة مع جمهورية روسيا الاتحادية. إن نفط منظمة أوبك هو شريان الحياة للغرب. أما اتفاق منظمة أوبك مع روسيا فما هو إلا آلية تسويقية لمساعدة اقتصاديات العديد من دول العالم والتي واجهت حالة من الركود الاقتصادي جراء جائحة كورونا.
ويغفل الرئيس بايدن عن حقيقة أن أسعار البترول كما تحددها منظمة أوبك ما هي إلا ترتيبات مؤسساتية، والتي تأخذ في اعتبارها الظروف والعوامل الاقتصادية السائدة في الدول التي تستورد نفطا من منظمة أوبك، والدول الأخرى التي لا تستورد نفطها من نفس المنظمة، ويتلخص دور السعودية في منظمة الأوبك على أنه يعمل على تنظيم المنافسة دوليا لأسواق النفط لمصلحة كل دولة من دول العالم.
لم تعترض السعودية عندما قررت الولايات المتحدة خفض معدل إنتاجها من النفط معتمدا على مصادرها المحلية، لتقليل اعتمادها على استيراد النفط من الخارج. ولم تحتج السعودية عندما قامت العديد من الدول الأوربية بتنويع مصادرها البترولية عن طريق استيراد النفط والغاز من روسيا. ولم تعرقل السعودية مشروع مد خط أنابيب بترول يصل ما بين باكو عاصمة أذربيجان والواقعة على بحر قزوين بميناء «سيهان» في تركيا والذي يطل على البحر المتوسط.
ولأن بايدن لم يكن على كياسة في حديثه والذي هدد فيه السعودية، فلذا فإن حديثه ليس له أي درجة تستدعي الاهتمام. إن حديث الرئيس الأمريكي لم يكن مجرد انتقاد للمملكة العربية السعودية، بل كان إظهارا لعداوته لهذه الأمة العظيمة.
يسعى بايدن إلى أن تكون خصومته خصومة شخصية مع المملكة العربية السعودية.
كان منطق منظمة الأوبك صريحا وواضحا، لقد تم ذكر أكثر من مرة بأن القرار كان قرارا اقتصاديا بحتا، لكن من الواضح أن السياسة هي الدافع وراء قيام بايدن بشن هجومه على السعودية، وهذا أمر يراه الكثيرون من طريقة وأسلوب الرئيس الأمريكي في القيام بهذا الهجوم اللفظي على المملكة.
كما أنه أمر سخيف ومحير تلك العبارات التي استخدمها المتحدث باسم البيت الأبيض لشرح كيفية عداء بايدن للمملكة. وحسب ما نقلته إحدى وكالات الأنباء، «ذكر السيد جون كيربي، وهو المتحدث باسم البيت الأبيض فيما يختص بقضايا الأمن القومي، بأن الرئيس بايدن سيتشاور مع الكونجرس، وذلك «لتقرير ما يجب أن تكون عليه شكل هذه العلاقة من الآن فصاعدا. وأنا في اعتقادي صراحة أن الرئيس يريد البدء في هذا الحوار فورا. ولا أعتقد أن هناك عاملا سيؤخر هذه المناقشة، أو أن هناك نية لتأخيرها إلى إشعار آخر.»
هذه تصريحات وتعبيرات لا معنى ولا قيمة لها.
إن تسلسل الحقائق السابقة عن منظمة الأوبك توضح قدرتها على تنظيم عملية العرض والطلب في صورة معادلة توفق ما بين قدرات المنتجين ومطالب واحتياجات المشترين، هذه معادلة اقتصادية متوازنة.
كانت هناك العديد من الأزمات في تاريخ العلاقة ما بين منظمة الأوبك والولايات المتحدة منذ تأسيس المنظمة في عام 1960، وطالما عملت السعودية على ألا تنهار العلاقة ما بين الدول المصدرة والدول الموردة للنفط.
ومن الواضح أن الرئيس بايدن لا يلتزم بالرابطة التاريخية القوية والتي تجمع ما بين العربية السعودية والولايات المتحدة، وهي العلاقة التي ساعدت الدولتين على التشاور فيما بينهما حال حدوث أية مشكلة في علاقاتهما الثنائية، أو فيما يختص بعلاقة أمريكا مع منظمة الأوبك.
لدى الرئيس بايدن نمط سائد من التفكير يجعله مهاجما للسعودية طول الوقت وبدون أي سبب.
ودائما ما يذكر بايدن هذه الرواية في كل حديث له عن السعودية مدعيا بأنه يعيد التفكير في علاقات بلاده بالسعودية، وهو يعيد نفس القصة مرارا وتكرارا. وطالما استمر السيد بايدن في نوبات غضبه نحو المملكة العربية السعودية، لطالما ظل أهل السعودية قادرين على فعل الخير في مساندة حكومتهم وسياستها الخارجية في النواحي الاقتصادية.
إن المملكة العربية السعودية أمة قوية، كما أنها لا تخشى أي بلد أو قطر آخر، إنها لا تخطط سياساتها الخارجية طبقا لأوامر صادرة من دول أخرى، إن لديها سياساتها العسكرية، والاقتصادية، والخارجية المستقلة، إن لدى المملكة سياسة دبلوماسية نشطة، إنها عماد العالم العربي والعالم الإسلامي.
هذه الأمة الرائعة قادرة على أن تشرح سياساتها أمام دول العالم، إنها واعية تماما بأن معظم دول العالم تتفهم سياسة الأوبك الخاصة بخفض الإنتاج في الوقت الراهن، وربما لفترة ما من المستقبل القريب. وما زالت المملكة العربية السعودية تدافع عن سلطاتها، وتسعى السعودية لأن يعم الخير كل أرجاء البشرية.
وبالنسبة إلى تصريحات الرئيس جو بايدن عن السعودية فهو كلام لا فائدة منه.
mr_alshammeri@