شرطة الأخلاق الإيرانية.. ضرب وجلد واغتصاب

جهاز الولي الفقيه القمعي ينشر الرعب والخوف بين النساء والفتيات سيارات بيضاء وخضراء تقتادهن نحو المجهول بداعي تلقي محاضرات
جهاز الولي الفقيه القمعي ينشر الرعب والخوف بين النساء والفتيات سيارات بيضاء وخضراء تقتادهن نحو المجهول بداعي تلقي محاضرات

الخميس - 13 أكتوبر 2022

Thu - 13 Oct 2022

تتصاعد بشكل يومي أخبار الضرب والجلد والقتل والاغتصاب التي تمارسها شرطة الإرشاد الإيرانية، والتي كانت وراء تفجير الاحتجاجات الحالية التي تعيشها البلاد في 177 مدينة، بعد مقتل الشابة الكردية مهسا أميني (22 عاما).

أكد تقرير حديث أن شرطة الأخلاق التي توسع من نفوذ الوالي الفقيه، وتنفيذ سياسات المرشد علي خامنئي، تشيع أجواء من الرعب والتخويف في صفوف الإيرانيات على مدار عقود من الزمن، وهي نتاج منظومة متشددة وأداة قمع مقننة تتولى تطبيقا متطرفا لسلوك المواطنين في الشارع وطريقة لباسهم.

ورغم ما يعرف عن شرطة الأخلاق من ممارسات قمع في السابق إلا أن وفاة الفتاة الشهيرة باسم (جينا) بعد احتجازها وتعرضها للضرب من قبل أفراد هذا الجهاز الأمني الديني سلطت الضوء أكثر على تلك الهيئة التي يشبهها البعض بتنظيمي القاعدة وداعش من حيث الممارسة والسلوك.. وفقا لموقع (24) الإماراتي.

تجسيد للقمع

ووفقا للتقرير، يسمى هذا الجهاز في إيران بهيئة «الإرشاد»، بينما يتساءل كثيرون أين هذا الجهاز لا علاقة له بالإرشاد، ويجسد حالة قمع متأصلة في نظام ديكتاتوري يراه الكثيرون نظاما متبلدا، وذكر موقع «إيران إنترناشونال» أنه ولأكثر من 10 سنوات، تشعر النساء الإيرانيات اللواتي يغامرن بالخروج من منازلهن ولو في مهمة بسيطة، بالقلق خوفا من مواجهة شرطة الأخلاق سيئة سمعة.

وتواجه النساء اللواتي ينتهكن قواعد اللباس الصارمة في إيران خطر اقتيادهن في واحدة من السيارات البيضاء والخضراء التابعة لهذه الوحدة لتلقي محاضرات حول كيفية ارتداء الملابس أو حتى التعرض للضرب المبرح.

ويرى البعض أن التهديد والقمع والاحتجاز والتعنيف والضرب، هي أهم الأساليب التي تستخدمها شرطة الأخلاق، وأن هناك تهمة جاهزة لكل النساء «عدم ارتداء الملابس بشكل لائق».

وتأسست دوريات الإرشاد في عهد الرئيس المحافظ المتشدد محمود أحمدي نجاد وتتألف من رجال يرتدون زيا أخضر ونساء يرتدين الشادور الأسود، وبدأت هذه الوحدة أولى دورياتها في 2006، أي قبل 17 عاما، وأصدر أفرادها بعد ذلك تحذيرات قبل أن يبدؤوا بجلد واعتقال النساء في العام التالي وتطور دور شرطة الأخلاق على مر السنين لكنه كان دائما مثيرا للانقسام حتى بين المرشحين للرئاسة.

تحول كبير

وشهدت شرطة الأخلاق أو الإرشاد تحولا كبيرا، واتجهت الأنظار إليها، بعد اعتقال مهسا أميني واحدة في طهران في 16 سبتمبر، وماتت بعد 3 أيام عن 22 عاما من اعتقالها، وأثار موتها موجة من الاحتجاجات أحرقت فيها نساء غطاء الرأس وقصصن الشعر، وكشفت الوثائق أن مهسا أميني قتلت بضربة على رأسها في حين ربطت السلطات وفاتها بمشاكل صحية ينفيها والداها.

وفي عهد الرئيس المعتدل حسن روحاني كان يمكن رؤية نساء يرتدين الجينز الضيق بحجابات ملونة، لكن في يوليو الماضي دعا خلفه الرئيس المحافظ إبراهيم رئيسي إلى حشد «جميع المؤسسات لتعزيز قانون غطاء الرأس»، مؤكدا أن أعداء إيران يريدون تقويض القيم الثقافية والدينية للمجتمع عبر نشر الفساد».

وأنشئ تطبيق للهاتف المحمول يسمى «غيرشاد» في 2016 ، للإبلاغ عن مكان وجود وحدة الإرشاد حتى تتمكن النساء من تجنبها، وهذه الوحدة تهاجم عادة عددا قليلا من النساء من أجل «ترهيب وتخويف» الأخريات كما يحلل أوميد ميمريان الصحفي والناشط المقيم في الولايات المتحدة، مضيفا أن وفاة مهسا أميني تأتي بعد شهور من إجبار النساء على زي معين في الأماكن العامة.

عقوبات جاهزة

وتسبب القمع في نتائج عكسية على الأخلاق والإرشاد، فخلال التظاهرات الأخيرة خلعت عدد من الشابات غطاء الرأس في الشوارع وهتفن «امرأة، حياة، حرية»، وأحيانا يواجهن قوات الأمن، في حين تخشى العديد من النساء الإيرانيات أن تقبض عليهن شرطة الأخلاق وكلهن يتذكرن القصص المروعة التي رواها أفراد العائلة أو الأصدقاء.

وحسب موقع «إيران بلا أقنعة» يمكن إرسال النساء اللواتي يعاقبن من قبل شرطة الأخلاق إلى مراكز إعادة التأهيل، أو يتعرضن للضرب أو الجلد أو الاغتصاب أو حتى القتل وعلى الرغم من التقارير التي تفيد بأن شرطة الأخلاق اختفت من الشوارع خلال الاحتجاجات الأخيرة التي قادتها النساء، عززت قوات الأمن قبضتها عبر كاميرات مراقبة ومخبرين مجهولين.

وتحدث العديد من الإيرانيات على وسائل التواصل الاجتماعي إنهن تلقين رسائل من الشرطة بعد قيادتهن لسياراتهن، والعقوبة في الغالب تكون غرامة أو مصادرة السيارة.

احتجاجات عارمة

وفيما يزداد قمع شرطة الأخلاق، زادت وتيرة الاحتجاجات عقب كلمة للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وصف فيها المظاهرات بأنها حوادث جزئية وسلبية وتحركها أياد من خارج إيران.

وردد المتظاهرون الذين خرجوا في مدن مختلفة بينها العاصمة طهران، هتافات ضد خامنئي، وطالبوا بإنهاء حكمه، فيما رددوا شعار «الموت للديكتاتور»، وجاءت هذه الاحتجاجات عقب نشر دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي، بعنوان «لا تتركوا سنندج وشأنهم». وسنندج هي عاصمة محافظة كردستان غرب إيران، وشهدت على مدى الأيام الماضية احتجاجات عارمة أسفرت عن قتلى وجرحى خلال صدامات مع رجال الشرطة.

وطلب المتظاهرون في النداء الذي انتشر على نطاق واسع في الأيام الماضية، من المحتجين في جميع أنحاء البلاد التجمع دعماً لسنندج وزاهدان، وهتف المحتجون بشعارات تستند إلى التضامن الوطني مثل: من كردستان إلى جيلان، أضحي بحياتي من أجل إيران.

اشتباكات عنيفة

وانتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر استمرار الاحتجاجات في حي حجي آباد بسنندج، وأظهرت تلك المقاطع هتافات منددة بالنظام الإيراني، فيما بدا أن المحتجين سيطروا على تلك المنطقة.

وأفادت منظمة «هنجاو» الحقوقية التي تغطي أخبار كردستان، بوقوع اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن في ديوان دارا، وهي مدينة جبلية في كردستان.

قصة شرطة الأخلاق الإيرانية:

  • 2006 ظهرت للنور للمرة الأولى.

  • أسست في عهد محمود أحمدي نجاد.

  • تتكون من رجال ونساء يرتدون زيا أخضر وأسود.

  • مهمتها مواجهة الملابس التي ترى أنها غير لائقة.

  • أثارت جدلا واسعا في الشارع الإيراني.

  • تسببت في الاحتجاجات الحالية بعد قتلها مهسا أميني.