صمود الإيرانيين يضرب نظام الملالي في مقتل

السجن 8 سنوات لسياسي إصلاحي بتهمة الدعاية والتحريض ضد النظام استمرار احتجاز ابنة الرئيس الأسبق رفسنجاني والشروع في محاكمتها إطلاق نار حي وصراخ مرتفع للنساء في شوارع المدن الإيرانية انتشار إضرابات النفط وجماعة حقوقية تحذر من هجوم ضد مدينة كردية وزير الداخلية يتهم حركة داخلية ويلوح باستمرار العنف ضد الشباب
السجن 8 سنوات لسياسي إصلاحي بتهمة الدعاية والتحريض ضد النظام استمرار احتجاز ابنة الرئيس الأسبق رفسنجاني والشروع في محاكمتها إطلاق نار حي وصراخ مرتفع للنساء في شوارع المدن الإيرانية انتشار إضرابات النفط وجماعة حقوقية تحذر من هجوم ضد مدينة كردية وزير الداخلية يتهم حركة داخلية ويلوح باستمرار العنف ضد الشباب

الأربعاء - 12 أكتوبر 2022

Wed - 12 Oct 2022

ضرب صمود الشعب الإيراني واستمرار الاحتجاجات نظامَ الملالي في مقتل، وتسبب في حالة من التخبط ومزيد من العنف والقمع، إذ تقرر سجن أحد السياسيين 8 سنوات بداعي التحريض والدعاية ضد النظام، واستمرار اعتقال ابنة الرئيس الأسبق على أكبر هاشمي رفسنجاني والشروع في محاكمتها.

وفيما تواصل الإضراب في منشآت الطاقة لليوم الثاني على التوالي، ونقل دبابات إلى مناطق كردية كانت مراكز محورية في حملة قمع الاحتجاجات، دعت جهات طلابية إلى مواصلة الاحتجاجات، ومن المتوقع أن تكون جامعة طهران إحدى ساحات هذه الاحتجاجات.

وتتواصل سلسلة الشخصيات الدولية المؤيدة لتحركات فئات واسعة من الشعب الإيراني، منها أوبرا وينفري، مقدمة البرامج الأمريكية، ونازانين فنادي الممثلة الإيرانية الأميركية، وآنا مايا هنريكسون وزيرة العدل في فنلندا، وفريق كرة القدم الوطني السويدي للسيدات.

تواصل الاشتباكات

تواصلت الاشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن في إيران، وأظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي دبابات تُنقل إلى المناطق الكردية التي كانت مراكز محورية في حملة قمع الاحتجاجات على وفاة مهسا أميني لدى احتجاز الشرطة لها، واجتاحت الاحتجاجات التي تطالب بإسقاط المؤسسة الدينية أنحاء إيران منذ وفاة أميني، وهي امرأة كردية إيرانية تبلغ من العمر 22 عاما، في 16 سبتمبر خلال احتجازها لدى «شرطة الأخلاق» في طهران.

وأظهرت مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي شاحنات تنقل دبابات خضراء داكنة إلى مناطق كردية، وتصاعد التوتر بشكل خاص في المناطق الكردية التي تنحدر منها أميني، وتقول منظمات حقوقية إن الأقلية الكردية في إيران، والتي يزيد عددها على 10 ملايين شخص تتعرض للاضطهاد منذ فترة طويلة، وهو اتهام تنفيه طهران.

صراخ السيدات

أفادت مجموعة «هنجاو» لحقوق الإنسان عن نشوب «صراع شديد» بين المتظاهرين وقوات الأمن في 3 مدن في إقليم كردستان، وهي سنندج وبأنه وسقز، حيث دفنت أميني الشهر الماضي، وذكرت هنجاو أن المحتجين في سقز أضرموا النار في تمثال لأعضاء بالحرس الثوري الإيراني.

وفي مقطع فيديو نشرته مجموعة «تصوير1500» على «تويتر» من سنندج، أمكن سماع إطلاق للنار وصراخ سيدات، ولقي أكثر من 400 شخص، بينهم 19 قاصرا حتفهم، وأُصيب المئات واعتقلت قوات الأمن الآلاف، حسبما قالت منظمات حقوقية. وتقول الحكومة الإيرانية إن أكثر من 20 من قوات الأمن قتلوا.

وقالت السلطات، إنها ستحقق في مقتل المدنيين، وأكدت شبكة حقوق الإنسان في كردستان إن قوات الأمن قتلت 30 محتجا على الأقل وأصابت 825 آخرين، واعتقلت أكثر من 2000 في المناطق ذات الغالبية الكردية.

ملاحقة الأكراد

امتدت الإضرابات التي طالت صناعة النفط في إيران إلى مصفاة نفط خام رئيسية جنوب غرب البلاد، وفقا لمقاطع فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي اليوم (الثلاثاء)، ويأتي ذلك في وقت حذرت فيه جماعة حقوقية من أن قوات الأمن تنوي تنفيذ هجوم على مدينة كردية.

وقالت وكالة بلومبيرج للأنباء، إن هذا الإجراء الأحدث، يأتي في الوقت الذي تدخل فيه الاحتجاجات على مستوى البلاد ضد القيادة الإيرانية أسبوعها الرابع، رغم حملات القمع الحكومية.

وتصنف السلطات أي شخص يتورط في الاحتجاجات بأنه من «الأعداء»، ولم تبد سوى إشارات قليلة على الرضوخ لأي من مطالب المحتجين، والتي تشمل وضع حد لقواعد اللباس الإسلامي الإلزامية.

وأظهرت مقاطع فيديو، لم يتم التحقق منها، ونشرت على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، العشرات من عمال البتروكيماويات، وقد ارتدى بعضهم زيا موحدا، وهم يحتشدون خارج المباني، أو ينظمون مظاهرات في مصفاة عبادان بمركز إنتاج النفط في خوزستان.

سجن زاده

صدر حكم بالسجن 8 سنوات ضد السياسي الإيراني الإصلاحي مصطفى تاج زاده، الذي شغل منصب نائب وزير من قبل، بتهمة نشر دعاية مناهضة للنظام الإسلامي، حسبما أفاد محاميه.

وأوضح المحامي هوشانج بورباباي، أن تاج زاده سيضطر إلى قضاء 5 سنوات على الأقل من العقوبة.

وسعى تاج زاده «65 عاما» إلى المنافسة في انتخابات الرئاسة العام الماضي، لكن تم رفض ترشحه بسبب انتقاداته للنظام الإيراني. وتم سجنه من قبل عدة مرات، منها مرة زعم فيها وجود تلاعب بالأصوات في انتخابات 2009، التي شهدت إعادة انتخاب الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، وظل حبيسا من 2009 حتى 2016.

ويعد تاج زاده أحد أشد منتقدي النظام الحكومي الحالي، رغم توليه مناصب في هذا النظام، نائبا لوزير الداخلية ومستشارا للرئيس الأسبق محمد خاتمي، ونقل إلى المستشفى لعدة أيام مؤخرا، بسبب معاناته من مشكلات في القلب، لكنه أعيد إلى السجن على الفور بعد خروجه من المستشفى.

اعتقال فائزة

قررت السلطات الإيرانية استمرار احتجاز فائزة هاشمي، ابنة الرئيس الإيراني الأسبق على أكبر هاشمي رفسنجاني، بسبب تأييدها الاحتجاجات المناهضة للنظام الإيراني.

وقال المتحدث باسم السلطة القضائية مسعود سيتايشي «لقد تم اعتقالها بتهم الدعاية ضد النظام والدعوة إلى الإخلال بالسلم العام، وستظل قيد الاعتقال حتى موعد محاكمتها».

وتم اعتقال فائزة هاشمي في نهاية سبتمبر الماضي، بسبب تشجيعها النساء على المشاركة في الاحتجاجات التي أثارها مقتل الشابة مهسا أميني، التي تم احتجازها لعدم التزامها بقواعد اللباس الإسلامي، وهو عمل يصنف حاليا كجريمة جنائية في إيران.

وكانت هاشمي (59 عاما) من المعارضين للنظام لسنوات، ولذلك فإن العضوة السابقة في البرلمان والمسؤولة عن الرياضة النسائية مدرجة على قائمة سوداء، وتعرضت للاعتقال عدة مرات، وبصفتها ناشطة نسائية، تعارض هاشمي دائما أساليب قمع النظام، وكانت تشغل منصب رئيس تحرير صحيفة «سان (المرأة) التي كانت أغلقت في 1999، بسبب آرائها المؤيدة للمرأة.

اعتراف بالاضطرابات

اعترفت إيران بوجود اضطرابات خطيرة في مناطق كردية غرب البلاد، لكنها استبعدت وجود صلة لذلك بالاحتجاجات في مختلف أنحاء البلاد، وألقى وزير الداخلية أحمد وحيدي باللائمة على حركة انفصالية مسلحة، قائلا إن «أعمال الشغب كانت مخططة ونفذتها مجموعات إرهابية وانفصالية (كردية)».

وأيا كان السبب، فإن الاضطرابات في إقليم كردستان الإيراني يبدو أنها تركزت في مدينة سانانداج، التي شهدت أعمال شغب عنيفة أسفرت عن حالات وفاة وإصابات في الأيام الأخيرة.

يذكر أن المظاهرات انطلقت في إيران بسبب وفاة الشابة مهسا أميني «22 عاما»، خلال احتجازها لدى شرطة الأخلاق الإيرانية في منتصف سبتمبر الماضي، بعد أن تم القبض عليها بسبب مخالفتها قواعد اللباس الإسلامي.

ومنذ وفاة أميني، خرج آلاف الأشخاص في كل أنحاء إيران للتنديد بالنهج المتشدد للحكومة، والارتداء الإجباري لغطاء الرأس.

تطورات الاحتجاجات الإيرانية

  • 420 قتيلا في شتى المدن

  • 6 آلاف مصاب

  • 200 قتيل تعترف بهم السلطات

  • 21 ألف معتقل

  • 177 مدينة تشهد الاحتجاجات

  • 31 محافظة تندلع فيها المظاهرات