معرض الكتاب ومعرض الثقافة
الثلاثاء - 11 أكتوبر 2022
Tue - 11 Oct 2022
حاول من أراد أن يعرف الثقافة أن يبلغ بها أكثر من 300 معنى ثم قال «إن الثقافة هي كل ما يعمله الناس في حياتهم من أعمال وأقوال ومعارف وكل نشاط فكري وعقلي ومادي للبشر هو ثقافة أيا كانت».
وفي الأسبوع الماضي أقيم في الرياض معرض للثقافة ومعرض للكتاب وهو الأول من نوعه الذي تتوسع دائرة الثقافة لتشمل ما يمكن أن نصفه بالمعمل والمهمل من النشاط الثقافي فيما سبق من معارض للكتاب منذ إنشائها قبل عدد من السنين، ولأن مصطلح الثقافة صار عند الناس هو ما يعني الكلمة مكتوبة أو منطوقة ويسمى بالمثقف والأديب من يشتغل بهما، فقد اختصرت الثقافة كلها في هذا الحيز المحدود وقد تحجر في مدلوله وفي معنى لا يتجاوز مفهوم ضيق تحول بفعل الناس إلى معنى خاص وشاع واتسع استعمالها فأصبحت تعني الأدب والشعر وما يتعلق في الكتابة بشكل عام، ونسي الناس معنى الثقافة ودلالتها وشمولها.وقد كان معرض الكتاب الأخير وما صاحبه من الأنشطة الكثيرة التي أعدتها وزارة الثقافة شيئا جديدا يعيد للثقافة شمول معناها ودلالتها المعرفية خارج ثنائيي النظم والنثر.
وهنا اختلف مصطلح الثقافة الذي استقر في أذهان الناس من أنها القول المنثور والمنظوم وما يسطر في الكتب وينشر للناس ويقرؤونه العامة والخاصة من القول البليغ في الخطابة والفصاحة وما يتعلق في ذلك من أساليب البيان، هذه المعاني هي ما كان يعنيه معرض الكتاب الذي يقام لمحبي الثقافة ورواد الكلمة وقد استقر الناس على ذلك، ولم يعد أحد يفكر في شمول الثقافة العامة وتعدد أغراضها وتنوع مضامينها واختلاف مسمياتها التي قد يصعب إحصاؤها بمقدار صعوبة العلم بما يبدع البشر وما يخترعون وما يرون وما يفعلون.
واختصار الثقافة والأدب بصناعة الكلمة جنى على معانيها الكثيرة فأهملت أنواع النشاط البشري الذي هو كلما ما يحدثه الناس على الأرض من عمران.
وإذا كان ثمة ما يقرأ من ملاحظات عامة على المعرض فهو أن الكتاب المنشور الورقي بخير وأنه لم يفقد مكانه في نفوس القراء وله محبوه الذين امتلأت بهم ساحات المعرض في أيامه العشرة، وقد زرته مرات وفي كل زيارة أرى جمعا لا بأس به من الراغبين في اقتناء الكتب والبحث عن الجديد منها، والمهم عندي أن أغلب من رأيت من الرواد هم الشباب ومن الجنسين الرجال والنساء، وهذا خلاف ما يقول بعض الناس من أن الكتاب الورقي لم يعد له قراء ولا مريدون وأنه لم يستطع منافسة الكتاب الرقمي، وهو قول غير دقيق وانطباع متسرع؛ فرغم المساحة التي يحتلها الكتاب الرقمي إلا أنه لا زال هناك مساحة كبيرة للكتاب الورقي لا زالت تحتفظ بقيمتها ومكانتها لدى الشباب خاصة، ولدى الناس كافة، وهو أمر يبعث على التفاؤل، إذ إن التحول إلى النص الرقمي لم يلغ أهمية الكتاب الورقي وإن زاحمه في بعض الحالات.
ولعل القراء واهتمامهم بتقليب الصفحات ولمس ورقها والتمتع بلذة النظر إليها جعلهم يجدون فيه متعة خاصة حتى وإن حدثت بعض التحولات إلى اللغة الرقمية، فالكتاب بقي وله أهله الذين يحبونه ويحافظون عليه.
الشق الآخر الذي كان جديدا في معرض الرياض هو الالتفات إلى النشاط الثقافي غير المقروء المصاحب، حيث تحولت ردهات المعرض إلى كم كثير من النشاط العقلي والمعرفي في فنون ومهن وصناعات كانت بعيدة كل البعد عن دائرة الثقافة في الماضي، وإن كانت من صميمها كالمصنوعات والملبوسات والأغاني والموسيقى، وحتى مهن الطبخ وتعميد الجريش وجد ترسيمه بصفته جزءا من الثقافة وتجميل القوام ورشاقته حضر في المعرض وله رواده ومحبوه وكل يغني على ليلاه.
Mtenback@
وفي الأسبوع الماضي أقيم في الرياض معرض للثقافة ومعرض للكتاب وهو الأول من نوعه الذي تتوسع دائرة الثقافة لتشمل ما يمكن أن نصفه بالمعمل والمهمل من النشاط الثقافي فيما سبق من معارض للكتاب منذ إنشائها قبل عدد من السنين، ولأن مصطلح الثقافة صار عند الناس هو ما يعني الكلمة مكتوبة أو منطوقة ويسمى بالمثقف والأديب من يشتغل بهما، فقد اختصرت الثقافة كلها في هذا الحيز المحدود وقد تحجر في مدلوله وفي معنى لا يتجاوز مفهوم ضيق تحول بفعل الناس إلى معنى خاص وشاع واتسع استعمالها فأصبحت تعني الأدب والشعر وما يتعلق في الكتابة بشكل عام، ونسي الناس معنى الثقافة ودلالتها وشمولها.وقد كان معرض الكتاب الأخير وما صاحبه من الأنشطة الكثيرة التي أعدتها وزارة الثقافة شيئا جديدا يعيد للثقافة شمول معناها ودلالتها المعرفية خارج ثنائيي النظم والنثر.
وهنا اختلف مصطلح الثقافة الذي استقر في أذهان الناس من أنها القول المنثور والمنظوم وما يسطر في الكتب وينشر للناس ويقرؤونه العامة والخاصة من القول البليغ في الخطابة والفصاحة وما يتعلق في ذلك من أساليب البيان، هذه المعاني هي ما كان يعنيه معرض الكتاب الذي يقام لمحبي الثقافة ورواد الكلمة وقد استقر الناس على ذلك، ولم يعد أحد يفكر في شمول الثقافة العامة وتعدد أغراضها وتنوع مضامينها واختلاف مسمياتها التي قد يصعب إحصاؤها بمقدار صعوبة العلم بما يبدع البشر وما يخترعون وما يرون وما يفعلون.
واختصار الثقافة والأدب بصناعة الكلمة جنى على معانيها الكثيرة فأهملت أنواع النشاط البشري الذي هو كلما ما يحدثه الناس على الأرض من عمران.
وإذا كان ثمة ما يقرأ من ملاحظات عامة على المعرض فهو أن الكتاب المنشور الورقي بخير وأنه لم يفقد مكانه في نفوس القراء وله محبوه الذين امتلأت بهم ساحات المعرض في أيامه العشرة، وقد زرته مرات وفي كل زيارة أرى جمعا لا بأس به من الراغبين في اقتناء الكتب والبحث عن الجديد منها، والمهم عندي أن أغلب من رأيت من الرواد هم الشباب ومن الجنسين الرجال والنساء، وهذا خلاف ما يقول بعض الناس من أن الكتاب الورقي لم يعد له قراء ولا مريدون وأنه لم يستطع منافسة الكتاب الرقمي، وهو قول غير دقيق وانطباع متسرع؛ فرغم المساحة التي يحتلها الكتاب الرقمي إلا أنه لا زال هناك مساحة كبيرة للكتاب الورقي لا زالت تحتفظ بقيمتها ومكانتها لدى الشباب خاصة، ولدى الناس كافة، وهو أمر يبعث على التفاؤل، إذ إن التحول إلى النص الرقمي لم يلغ أهمية الكتاب الورقي وإن زاحمه في بعض الحالات.
ولعل القراء واهتمامهم بتقليب الصفحات ولمس ورقها والتمتع بلذة النظر إليها جعلهم يجدون فيه متعة خاصة حتى وإن حدثت بعض التحولات إلى اللغة الرقمية، فالكتاب بقي وله أهله الذين يحبونه ويحافظون عليه.
الشق الآخر الذي كان جديدا في معرض الرياض هو الالتفات إلى النشاط الثقافي غير المقروء المصاحب، حيث تحولت ردهات المعرض إلى كم كثير من النشاط العقلي والمعرفي في فنون ومهن وصناعات كانت بعيدة كل البعد عن دائرة الثقافة في الماضي، وإن كانت من صميمها كالمصنوعات والملبوسات والأغاني والموسيقى، وحتى مهن الطبخ وتعميد الجريش وجد ترسيمه بصفته جزءا من الثقافة وتجميل القوام ورشاقته حضر في المعرض وله رواده ومحبوه وكل يغني على ليلاه.
Mtenback@