المتسلقون على أبواب التاريخ
الثلاثاء - 11 أكتوبر 2022
Tue - 11 Oct 2022
قد يمر بك مقال مدون أو كتاب منشور أو مقطع فيديو متداول، وفي المقابل تلمح اسما وقد منح لنفسه صفة كبيرة جدا استحقها في عرفه ومعرفته بسبب انتشار مقطع له وقد وهب نفسه ألقابا عديدة كمثال؛ باحث في تاريخ كذا، وإعلامي متخصص في كذا.
وتجده يسرح ويمرح في المساحات والمواقع واللقاءات ويتحدث عن مواضيع أكبر منه وعناوين تتجاوزه، وربما تكون تخصصية لأصحاب تخصص ذهبت أعمارهم في البحث والدراسة والتنقيب إلى أن يصل به الحال إلى إطلاق لقب مستحق بعدما أثنى الركب وبعد جهد جهيد.
بينما تلك النوعية المعروفة والمعلومة قد وجدوا بغيتهم في ذلك فهو إما شخص متقاعد وتجده يتنقل من جبل إلى واد إلى قرية أو محافظة ويصور على أنه مكتشف وهو يقرأ مصطلحات خاطئة وألفاظا ليست سليمة بعيدا عن اللغة والإتقان وتنتشر مقاطعه ويتداولها عامة الناس مما قد يساعد على استرخاص دور الباحثين الجادين الذين يتعرضون إلى تشويه وتدخل في تخصصاتهم.
وانتقلت مثل هذه الموجات إلى بعض الباعة فتجده يتحدث عن المواقع وعن بعض الأعلام وكأنه أحد المكتشفين ومما يؤلمنا كثيرا أن بعض الجهات تستقبله وتوجه له دعوات رسمية لكي يتحدث في لقاء أو ندوة وهو الأمر الذي يشوه تاريخنا ويتعدى ويتجاوز على أهل العلم والمعرفة والتخصص وهو مثار تساؤل، ولعل جولة بسيطة وسريعة في مواقع التواصل الاجتماعي تكشف لك زيادة انتشار مثل هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم باحثين في التاريخ وإعلاميين يشار لهم بالبنين.
ومن طرائف ما ذكره أحد الأخوة أن هؤلاء المدعين للمعرفة ذهب إلى إحدى القرى لكي يلقي ندوة تاريخية في إحدى القرى وجلس يتحدث لهم ويقرأ من قوقل عن هذه القرية بمعلومات مدونة وقد عرف أنه باحث في تخصص معين ومحدد.
والأمر الأمر أن هناك مؤلفات مطبوعة لم يعرف عن أصحابها أنهم أهل معرفة واطلاع أو بحث ودراسة فجأة صدرت له مؤلفات بل ومجلدات ولعل من أبرز اختراعات هذه الفئة؛ أنهم يجتمعون بمجموعات عبر الهاتف المحمول ويطلقون على أنفسهم مجموعة تهتم باتجاه معين، أن معرفتهم واطلاعهم ومؤهلاتهم وممارساتهم متقاربة متوازنة وأفكارهم مستنسخة، إنهم يؤمنون بمنهج التمجيد والمدح والثناء لبعضهم دون البحث عن الرأي الأنسب أو المرجعية.
ثم ماذا؟ أن يكتب عن مكة المكرمة أو المدينة المنورة وهو لا يجيد حتى مكانة هاتين المدينتين دون معرفة التأدب فيها والحرص على معرفة فضائلها فتجده يصور ويلتقط، وهذا أمر يخصه لكنه ينشره على الملأ ويسمي نفسه كما يريد ويسيء لهذه المواقع، وأجزم أنه لا يريد الإساءة وليست هدفه بل هذه قدراته وإمكاناته وحدوده ومعرفته فتوهم أنه عالم زمانه وأوهمه من معه أو المطبلين له بأنه أتى بما لم يأت به غيره.
إن المدينتين المقدستين لا يليق التهاون في النشر عنهما بهذه السهولة وهذا التمادي الذي يتجاوز الالتقاط الشخصي إلى مواقع التواصل الاجتماعي التي ربما تتناقل معلومة أو صورة تشوه المشهد والجهود القائمة وربما تسيء إلى هذه الأماكن المقدسة فتجد من يلتقطها من هو بسيط المعرفة والمعلومة فتنشر خطأ أو تتسبب في إثم ترتكبه من خلال هذا النشر.
إنني أطالب بأهمية ضبط النشر عن الأماكن المقدسة والحرص على تشديد الضوابط وأهمية ملاحقة مثل هؤلاء وتكوين لجان خاصة سواء في الجامعات أو المراكز البحثية العلمية أو هيئات تطوير المدينة ومكة وهو حتما سيحد ويعزز ضبط مثل هذه التجاوزات التي تأتي ربما بغير قصد إنما هي بملاحقة تيار الشهرة وكسب التعارف عبر هذه الوسائل.
كما أن الحاجة ماسة في مراجعة بعض التصاريح الممنوحة من قبل الجمعيات أو المنصات التي تهتم في ذلك.
إن العبث في التاريخ هو اعتداء على التاريخ نفسه والتجني على الموروث الشعبي وثقافتنا هو تجاوز لا نقبله.
إن وطننا يحظى بالدارسين والباحثين والجهات القادرة المميزة التي بذلت وتبذل ومن ضمنها دارة الملك عبدالعزيز إحدى المنارات العلمية والتاريخية الرصينة التي حفظت واحتفظت وأسهمت ودعمت وعززت من الحفاظ على تاريخ المملكة العربية السعودية ونشره بما يليق.
وإنني أطمع وأطالب بأهمية واستنساخ فكرة الدارة إلى حيز الوجود أو تطوير المراكز البحثية في منطقة المدينة المنورة وجعلها هيئة مستقلة تقدم لها جميع الإمكانات أو إلحافها في هيئة تطوير المدينة المنورة ومكة المكرمة من خلال إعداد خطة تتوافق مع المتغيرات والمتطلبات.
Alsuhaymi37@
وتجده يسرح ويمرح في المساحات والمواقع واللقاءات ويتحدث عن مواضيع أكبر منه وعناوين تتجاوزه، وربما تكون تخصصية لأصحاب تخصص ذهبت أعمارهم في البحث والدراسة والتنقيب إلى أن يصل به الحال إلى إطلاق لقب مستحق بعدما أثنى الركب وبعد جهد جهيد.
بينما تلك النوعية المعروفة والمعلومة قد وجدوا بغيتهم في ذلك فهو إما شخص متقاعد وتجده يتنقل من جبل إلى واد إلى قرية أو محافظة ويصور على أنه مكتشف وهو يقرأ مصطلحات خاطئة وألفاظا ليست سليمة بعيدا عن اللغة والإتقان وتنتشر مقاطعه ويتداولها عامة الناس مما قد يساعد على استرخاص دور الباحثين الجادين الذين يتعرضون إلى تشويه وتدخل في تخصصاتهم.
وانتقلت مثل هذه الموجات إلى بعض الباعة فتجده يتحدث عن المواقع وعن بعض الأعلام وكأنه أحد المكتشفين ومما يؤلمنا كثيرا أن بعض الجهات تستقبله وتوجه له دعوات رسمية لكي يتحدث في لقاء أو ندوة وهو الأمر الذي يشوه تاريخنا ويتعدى ويتجاوز على أهل العلم والمعرفة والتخصص وهو مثار تساؤل، ولعل جولة بسيطة وسريعة في مواقع التواصل الاجتماعي تكشف لك زيادة انتشار مثل هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم باحثين في التاريخ وإعلاميين يشار لهم بالبنين.
ومن طرائف ما ذكره أحد الأخوة أن هؤلاء المدعين للمعرفة ذهب إلى إحدى القرى لكي يلقي ندوة تاريخية في إحدى القرى وجلس يتحدث لهم ويقرأ من قوقل عن هذه القرية بمعلومات مدونة وقد عرف أنه باحث في تخصص معين ومحدد.
والأمر الأمر أن هناك مؤلفات مطبوعة لم يعرف عن أصحابها أنهم أهل معرفة واطلاع أو بحث ودراسة فجأة صدرت له مؤلفات بل ومجلدات ولعل من أبرز اختراعات هذه الفئة؛ أنهم يجتمعون بمجموعات عبر الهاتف المحمول ويطلقون على أنفسهم مجموعة تهتم باتجاه معين، أن معرفتهم واطلاعهم ومؤهلاتهم وممارساتهم متقاربة متوازنة وأفكارهم مستنسخة، إنهم يؤمنون بمنهج التمجيد والمدح والثناء لبعضهم دون البحث عن الرأي الأنسب أو المرجعية.
ثم ماذا؟ أن يكتب عن مكة المكرمة أو المدينة المنورة وهو لا يجيد حتى مكانة هاتين المدينتين دون معرفة التأدب فيها والحرص على معرفة فضائلها فتجده يصور ويلتقط، وهذا أمر يخصه لكنه ينشره على الملأ ويسمي نفسه كما يريد ويسيء لهذه المواقع، وأجزم أنه لا يريد الإساءة وليست هدفه بل هذه قدراته وإمكاناته وحدوده ومعرفته فتوهم أنه عالم زمانه وأوهمه من معه أو المطبلين له بأنه أتى بما لم يأت به غيره.
إن المدينتين المقدستين لا يليق التهاون في النشر عنهما بهذه السهولة وهذا التمادي الذي يتجاوز الالتقاط الشخصي إلى مواقع التواصل الاجتماعي التي ربما تتناقل معلومة أو صورة تشوه المشهد والجهود القائمة وربما تسيء إلى هذه الأماكن المقدسة فتجد من يلتقطها من هو بسيط المعرفة والمعلومة فتنشر خطأ أو تتسبب في إثم ترتكبه من خلال هذا النشر.
إنني أطالب بأهمية ضبط النشر عن الأماكن المقدسة والحرص على تشديد الضوابط وأهمية ملاحقة مثل هؤلاء وتكوين لجان خاصة سواء في الجامعات أو المراكز البحثية العلمية أو هيئات تطوير المدينة ومكة وهو حتما سيحد ويعزز ضبط مثل هذه التجاوزات التي تأتي ربما بغير قصد إنما هي بملاحقة تيار الشهرة وكسب التعارف عبر هذه الوسائل.
كما أن الحاجة ماسة في مراجعة بعض التصاريح الممنوحة من قبل الجمعيات أو المنصات التي تهتم في ذلك.
إن العبث في التاريخ هو اعتداء على التاريخ نفسه والتجني على الموروث الشعبي وثقافتنا هو تجاوز لا نقبله.
إن وطننا يحظى بالدارسين والباحثين والجهات القادرة المميزة التي بذلت وتبذل ومن ضمنها دارة الملك عبدالعزيز إحدى المنارات العلمية والتاريخية الرصينة التي حفظت واحتفظت وأسهمت ودعمت وعززت من الحفاظ على تاريخ المملكة العربية السعودية ونشره بما يليق.
وإنني أطمع وأطالب بأهمية واستنساخ فكرة الدارة إلى حيز الوجود أو تطوير المراكز البحثية في منطقة المدينة المنورة وجعلها هيئة مستقلة تقدم لها جميع الإمكانات أو إلحافها في هيئة تطوير المدينة المنورة ومكة المكرمة من خلال إعداد خطة تتوافق مع المتغيرات والمتطلبات.
Alsuhaymi37@