زهير ياسين آل طه

التعليم.. والتطبيقات الذكية RFID لسلامة الطلب

الثلاثاء - 11 أكتوبر 2022

Tue - 11 Oct 2022

نعيش نقلة نوعية ذكية فرضتها الثورة الصناعية الرابعة الذكية الرقمية، وإن كنا على حافتها وعلى أعتاب الدخول في الثورة الخامسة كما يقيمها البعض من المنظرين للتغييرات والتطورات السريعة، إلا أن ما نشهده ويشهده الذكاء الاصطناعي المندفع من تخوف استحواذي قد يكون خطيرا من الناحية الأخلاقية والخصوصية وخروج السيطرة، وهو ما يستدعي التركيز على الذكاء الهجين بوجود الإنسان مع الآلة دائما في الحدث الذكي للسيطرة والإضافة والتطوير والتحكم، وهو ما يصاغ فهمه من منظور الثورة الخامسة سواء خرجت أو بقت فكرة الهجين مع الرابعة في تطور ونهوض.

ولوضع تصور واضح عن الحاجة لفهم وتتبع ما يدور في الساحة العالمية من تسارع بما يخص الابتكار والذكاء الاصطناعي وارتباطاتهما المتشعبة في حياتنا؛ أكتب هنا وعن قرب كأحد أعضاء لجنتي الخبراء ضمن لجنتي المملكة المتعددة الخبرات الممثلة للهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة في مواصفتي الابتكار والذكاء الاصطناعي في الأيزو العالمية & ISO/TC 279 IMS AI ISO/IEC JTC 1/SC 42، والمملكة العربية السعودية أحد أعضائهما المشاركين بفعالية.

فالجميع من وزارات وهيئات وتنظيمات عملية خاصة وعامة؛ مدعوون بل مطالبون بتعزيز مواقعهم الحركية الذكية والتنظيمية والإدارية والقيادية باقتناء المواصفات الموجِّهة لتفعيل الابتكار والذكاء الاصطناعي وتطبيقاتهما بما يواكب النمو المتسارع العالمي أسوة باقتناء ومتابعة الدول المشاركة في لجان الخبراء من جانب العملية الإحصائية للاقتناء، ووضع المواصفات في إطارها الصحيح في السلك العملي لديهم ومراقبة تحديثاتها، ليكونوا مع الحدث دعما وتسابقا لتحقيق الرؤية المباركة 2030 حتى قبل موعدها، ليعيشوا فسحة مريحة للمراجعة والتقييم والقياس نحو التطوير والتنافسية المحلية والعالمية.

والتعليم كأحد الركائز الأساسية في العملية التطويرية لتحقيق الرؤية في وقتها ضمن المنظومة التعليمية المشمولة بالأسرة والمجتمع؛ فهو المنبع الذي يحتاج أن ينفرد وينطلق بقوة من خلال التركيز على تنمية الذكاء والموهبة نحو الإبداع لتحصيل الابتكار «وقياسه» بالطرق الحديثة التي تسعى الأيزو في مواصفة إدارة نظام الابتكار لتحقيقه وبمعية الذكاء الاصطناعي، وما يحيط بهما من تطبيقات وبقوة في سلم النهضة التي رسمت لها الخطط من منظور الذكاء الاستراتيجي نحو التنفيذ والمراقبة.

وطرق باب سلامة الطلبة الجسدية والنفسية تحت مظلة تطبيقات الذكاء الاصطناعي في السلك التعليمي أمر مهم جدا وضروري للغاية بسبب ما يتعرض له الطلبة من حين لآخر من خروقات فردية ومنها «الإهمال والتنمر» تصل للتسبب بدون قصد لزهق الأرواح أحيانا داخل المنشآت التعليمية «المدارس» وخارجها في حركة السير ومنها الحافلات التي تنقل الطلبة، فهم اللبنة والنبتة التي ستنمو وتثمر على الأرض «دارنا أعز دار» التي أسسها الأجداد -رحمهم الله- وطورها وأمدها بالدعم والعناية والرعاية خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -حفظهم الله-، ونحن معهم وتحت قيادتهم الرشيدة، سنخطو خطوات عديدة لتحقيق رؤيتنا المجيدة بذكاء تحتويه السلامة بكل مفاصلها الإنسانية والبيئية لأجل الاستدامة واستقرارها بما يخدم جودة الحياة والحياة الكريمة.

وأختم هنا بمثال مطبق عالميا لتتبع الطلبة ومراقبة سلامتهم الصحية والنفسية وتصرفاتهم بحدود لا تتخطى الخصوصية وتقرها الأنظمة بما فيها المواصفات، وهو تطبيق شرائح المتابعة الذكية RFID في بطاقات يحملها الطلبة تحوي البيانات التي تخدم الغرض من التتبع، مرتبطة بأنظمة التتبع باستخدام ترددات الراديو للبحث عن العناصر والأشخاص وتحديدهم وتتبعهم والتواصل معهم، ولها قابلية ارتباط بالكاميرات لسرعة البحث والتحقق، والأبحاث العلمية والتطبيقات المنفذة في هذا الجانب متعددة وفيها من الشرح والتطوير والاستثمار ما هو مشجع جدا للتفكير الجدي للاطلاع والدخول في أعماق تطبيقه على وجه السرعة.

zuhairaltaha@