سجون إيران تفتح أبوابها لتلاميذ المدارس

19 طفلا بين ضحايا الانتفاضة و21 ألفا دخلوا سجون النظام خلال شهر واحد الرئيس السابق للشورى: الإيرانيون يعانون من الفقر والظلم والبطالة والتمييز طلاب جامعة سوهانك للفنون يرفعون أيديهم بالدم احتجاجا على عنف النظام
19 طفلا بين ضحايا الانتفاضة و21 ألفا دخلوا سجون النظام خلال شهر واحد الرئيس السابق للشورى: الإيرانيون يعانون من الفقر والظلم والبطالة والتمييز طلاب جامعة سوهانك للفنون يرفعون أيديهم بالدم احتجاجا على عنف النظام

الاثنين - 10 أكتوبر 2022

Mon - 10 Oct 2022

لم ينج تلاميذ المدارس الإيرانية من الاعتقالات، وبعد حملة القمع والاعتقال الكبيرة التي طالت الجامعيين، جاء الدور على طلاب الثانوية الذين وجدوا أنفسهم في قبضة الأمن، لمجرد تعاطفهم مع الفتاة العشرينية الكردية مهسا أميني، التي قتلت على أيدي شرطة الأخلاق.

أقدمت قوات الأمن، خلال الساعات الماضية، على اعتقال تلاميذ من داخل مباني المدارس، واقتادتهم على متن شاحنات لا تحمل لوحات ترخيص، حسبما أفاد ناشطون، فضلا عن موقع «تصوير 1500» المعروف، والذي اعتاد نقل صور وفيديوهات الاحتجاجات المختلفة في البلاد.

وأغلقت السلطات جميع المدارس ومؤسسات التعليم العالي في محافظة كردستان، ولا سيما سنندج التي باتت تشكل «قنبلة موقوتة» بوجهها، في إشارة إلى أن الحكومة لا تزال قلقة بشأن موجة المعارضة هذه التي لا تزال مستمرة بعد أسابيع من اندلاعها.

19 طفلا

فيما أعلنت منظمة مجاهدي خلق المعارضة أن 400 على الأقل قتلوا في الاحتجاجات على مدار شهر كامل، مقابل 21 ألف معتقل، أكدت منظمة حقوق الإنسان في إيران، مقرها النرويج، قبل يومين في بيان، أن «185 على الأقل، بينهم ما لا يقل عن 19 طفلا قتلوا خلال الاحتجاجات التي عمت مختلف المناطق في البلاد، منذ ما يقارب 4 أسابيع»، وأشارت إلى أن أكبر عدد من عمليات القتل وقع في محافظة سيستان وبلوخستان، حيث سقط نصف عدد الضحايا المسجل.

وأقدمت قوات الأمن على اعتقال مئات الطلاب الجامعيين، والشباب المشاركين في التظاهر، فيما توعدت وزارة الداخلية بعدم إطلاق سراحهم بل محاكمتهم، متهمة إياهم بالتبعية لجهات خارجية، وبإثارة الشغب.

ويتعمق الغضب في مدينة سنندج، في ظل التقاء 3 عوامل جعلت المدينة أرضا خصبة للنشاط الاحتجاجي، وهي: تاريخ من المقاومة الكردية، وتزايد الفقر، والتاريخ الطويل من نشاط حقوق المرأة.

انتفاضة الطلاب

استمرت انتفاضة الطلاب على مستوى البلاد ضد الحكومة، ونظم طلاب جامعة سوهانك للفنون مسيرة في باحة الجامعة، ورفعوا أيديهم بالدم، احتجاجا على عنف الحكومة، ولا يزال رؤساء الجامعات يحاولون وقف الإضرابات الطلابية خلال تهديد الطلاب.

وأظهرت لقطات مصورة احتجاجات في عشرات المدن بأنحاء إيران، مع مشاركة مئات من فتيات المدارس الثانوية وطلاب الجامعات في مواجهة الغاز المسيل للدموع، وفي كثير من الحالات الذخيرة الحية من قوات الأمن، بحسب جماعات حقوقية.

وواصل المتظاهرون في مهاباد الاحتجاجات المناهضة للحكومة، خلال تنظيم مسيرة في الشارع وإشعال النار في علب القمامة لإحداث عقبة في طريق قوات الأمن.

وفي حين عمدت السلطات إلى أساليب القمع والعنف، سواء عبر قطع الإنترنت أو استعمال الرصاص الحي لتفريق المحتجين، تمسك المسؤولون السياسيون بسيناريو «التخوين»، واصفين المتظاهرين تارة بالخونة وتارة بمثيري الشغب و»الذباب» التابع للخارج.

مظاهرات ليلية

انطلقت، أمس، تظاهرات ليلية غاضبة في مدن إيرانية عدة مع دخول الاحتجاجات أسبوعها الـ4 منذ وفاة مهسا أميني في 16 سبتمبر الماضي، في ظروف غامضة خلال اعتقالها من «شرطة الأخلاق» الإيرانية.

وأظهرت مقاطع فيديو أشخاصا يتجمعون ليلا في مدن طهران، وسنندج في إقليم كردستان، ومهاباد في محافظة أذربيجان الغربية، وزنجان، عاصمة محافظة زنجان، وبعض المقاطع التي نشرت على شبكات التواصل الاجتماعي تحدثت عن تجمع في نازي آباد بطهران، فيما هناك أيضا مقاطع فيديو أظهرت تجمعات في مدينة وليزر بمحافظة طهران، حسب موقع «إيران إنترناشونال».

وأفاد موقع Hengao الالكتروني أن الناس نزلوا إلى الشوارع في سالاس باباجاني بمحافظة كرمانشاه للمرة الأولى منذ الاحتجاجات الأخيرة، وأضرم أهالي سنندج النيران في الشوارع لإغلاق طريق رجال الأمن، ورددوا هتافات «الموت للديكتاتور»، وأفادت منظمة حقوقية باندلاع اشتباكات بين المحتجين والأمن في سنندج.

خريطة الاحتجاجات

بعد أن وصلت الاحتجاجات في إيران إلى 170 مدينة، أثيرت التكهنات بشأن خريطة المظاهرات والسقف الزمني لها، ويرى المحلل الإيراني الدكتور جواد حيران نيا، في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنترست الأمريكية، أن الاحتجاجات الحالية تأتي على النقيض من احتجاجات 2009، التي خرج فيها الإيرانيون للاحتجاج على شرعية الانتخابات، أو مظاهرات 2017 و2019، التي انطلقت رفضا لتدهور الاقتصاد.

وخلال احتجاجات 2017 و2019، كان الفقراء هم عماد هذه المظاهرات، لكن في 2022 كانت أكثر انتشارا، وأدى الغضب تجاه السلطة إلى توحيد كل الفئات الاجتماعية الإيرانية.

ويعتقد نيا، مدير العلاقات الدولية في مجموعة دراسات الخليج بمركز البحث العلمي والدراسات الاستراتيجية للشرق الأوسط في إيران، أن القضايا الاجتماعية والسياسية تلاقت خلال الاحتجاجات التي بدأت سبتمبر الماضي، وأن الاحتجاجات التي بدأت كنوع من الغضب ضد إلزامية الحجاب، تحولت إلى غضب واسع النطاق ضد النظام الحاكم.

انتشار الفقر

في مقابلة مع موقع جمارات الإخباري الإيراني، أشار عماد أفروغ، الرئيس السابق للجنة المركزية لمجلس الشورى الإيراني (البرلمان)، إلى أن الاحتجاجات تطالب بالمرونة، نتيجة ما يعانيه الإيرانيون من انتشار الفقر والظلم والبطالة والتمييز، مؤكدا أن المجتمع الإيراني غارق في المشكلات ويبحث عن حلول.

واعتبر أن الشعار الرئيس للاحتجاجات «المرأة، الحياة، الحرية»، ينم عن ظهور وعي جمعي بالتحديات التي تواجهها النساء في إيران، إضافة إلى أن مطالب المتظاهرين ليست ضد الرجال، فهي عامة وشاملة، نظرا لكونها تتعلق بالقضايا التي تؤثر على الرجال أيضا.

وأوضح حيران نيا، أن قادة الاحتجاجات ليسوا من الطبقة الوسطى فحسب، بل من الشباب الذين تراوح أعمارهم بين 17 و20 عاما، الذين نشؤوا في عصر الوعي المستدام والرقمنة، والذين تعلموا كيفية السعي وراء مطالبهم لتحقيقها، مشيرا إلى أن أحدا لا يستطيع الحديث مع هذا الجيل بلغة فرض القيود ويتوقع أن ينجح.

وخلص إلى أن قادة المظاهرات الحالية، وهم شباب العقد الأول من القرن الحالي، عبروا عن احتجاجهم ضد النظام السياسي بصورة لم يعهدها جيل آبائهم الذي سعى إلى دعم الحركة الإصلاحية.

ويرى محللون أن ما «نشهده اليوم إنما هو نتيجة حرمان شباب اليوم من حرية اختيار أسلوب معيشتهم، والعثور على وظيفة مناسبة، والعيش في ظروف اقتصادية أفضل».

رسالة خامنئي

في رسالة جديدة، أمس، حاول رأس النظام المرشد على خامنئي منع الرياضيين من التعاطف مع المتظاهرين، وقال: «التزام الرياضيين ومديري الرياضة بالقضايا الدينية والتواجد الجهادي للشخصيات في الميدان له تأثير روحي كبير على الموهوبين».

وأضاف: «في الماضي، كانت بيئتنا الرياضية تزين دائما باسم الله والأئمة والجوانب الدينية والأخلاقية، لكن الغربيين حاولوا تقديم ثقافتهم إلى جانب رياضات جديدة».

وادعى المرشد أن «العقوبات الرياضية بعد حرب أوكرانيا تسببت في فقدان مزاعم المتعجرفين وأتباعهم بشأن عدم تدخل السياسة في الرياضة، وأظهرت هذه الحالة أنهم يتخطون الخطوط الحمراء بسهولة حيثما تتطلب مصالح الغرب».

وكان عدد من نجوم الرياضة الإيرانية، بينهم علي دائي وعلي كريمي، أعلنوا في الأيام الماضية دعمهم الاحتجاجات المناهضة للنظام، إلا أن السلطات رفعت شكوى ضد كريمي، وصادرت جواز سفر علي دائي ومنعته من السفر.

ضحايا الانتفاضة في إيران

  • 411 قتيلا

  • 4200 مصاب

  • 21,000 معتقل

  • 183 مدينة تشهد احتجاجات

  • 31 مجافظة تشارك في الانتفاضة

الأكثر قراءة