حسن علي العمري

بيئتنا التعليمية

الاثنين - 10 أكتوبر 2022

Mon - 10 Oct 2022

قد قيل ما قيل من شعر مضى

قم للمعلم وفّه... وتعلم

إن المعلم لو يقاس بفضله

فالعام كل العام يوم معلم

هنا حديث ذو شجون، ففي غالب مواقفنا لا يخلو حديث من التطرق للتعليم وهمومه وشجونه لمساسه بحياة المجتمع في حاضره ومستقبله، ولوجود العديد من الملفات الجديرة بالبحث والنقاش، يأتي على رأسها المعلم الذي لا يمكننا عند الحديث عن التعليم أن نتجاوزه كونه حجر زاويته وأسّه وعلاقته فائقة الأهمية بالعملية التعليمية والدور المأمول منه وما يتتبع ذلك من آليات التدريب والتأهيل والتطوير والتقييم والتحفيز والتكريم بأنواعهما ثم المتابعة والمراقبة والمحاسبة، وبالتوازي فثمة مسائل أخرى مرتبطة بالعملية التعليمية ذات أبعاد مؤثرة على البيئة التعليمية لا تقل أهمية عن المعلم ولكنها تعينه وتقويه على أداء رسالته، كتكدس الطلاب في المدن الكبيرة والنقل المدرسي، وحديث الصوت المسموع حول نظام الفصول الثلاثة، فالكثير من هذه الملفات مضت عليها عقود زمنية وتعاقب عليها عدة وزراء دونما تقرير لحلول ناجعة ذات جدوى فضلا عن نشوء العديد من حالات الاعتداءات والتجاوزات والقضايا الجنائية داخل أسوار المدارس، فيما لا زلنا نرى أن وزارة التعليم غير قادرة على بناء مقبول لفعل ثقافي وفكري يؤسس لمرحلة ترتقي بالتفكير الإبداعي للطالب سواء على مستوى المدخلات أو المخرجات، إذا ما علمنا أن التميز الذي يحوزه بعض الطلبة مرده جهود ذاتية للطالب أو أسرته، بينما قد تسهم بعض البيئات التعليمية بشكل أو بآخر في تجفيف مواهب أو قدرات البعض من الطلاب بنمطية الأسلوب التعليمي المتبع وأدواته بعد إيقاف العديد من تلك المنافذ خلال الحقبة الفارطة.

أتذكر العديد من المواد التي ألغيت والنشاطات التي صودرت وتم تجريمها وكذلك الفعاليات التنافسية التي كانت تعقد بشكل دوري لإذكاء روح المنافسة والتنافس بين الطلاب.

وأعود لمسألة هامة تمس شريحة كبيرة من المعلمين وهي البند (105) الذي لا أعلم ماذا انتهى المطاف بهم فيه وماذا تم عليهم بخصوص احتسابه في خدمات من تم تعيينه عليه والفروقات المقررة لهم.

على المستوى الشخصي لا يمكنني القبول بأنصاف الحلول وبالذات في المسائل المتعلقة بوطني ومستقبله، والتعليم بلا شك يظل العمود الفقري للمستقبل الذي يجب أن تتضافر الجهود على مختلف المستويات لتقويته وتحسينه ورفعه لأعلى المستويات فأساتذتنا ودكاترتنا وأطباؤنا ومهندسينا وصقور أرضنا وحماة وطننا كلهم حتما عبروا مدارج التعليم وجودتهم العلمية والعملية مرتبطة به وتدور معه وجودا وعدما، لذا فإن وضع الهياكل الإدارية وتحسين المستوى المالي للمعلم وإيجاد آلية للتحفيز أصبحت مطلبا ملحا وألا يستكثر عليهم مثل ذلك مع إحكام الرقابة الميدانية على البيئة التعليمية ومحاسبة المهمل والمتلاعب وغير المنضبط وغير الملتزم واستبعاد من لا يستشعر أهمية رسالته، مع مراعاة أن ما يصلح لمجتمع في أي مكان بالعالم قد لا يكون بالضرورة صالحا لمجتمعنا، كما أن الأساليب التعليمية والتربوية بحاجة هي الأخرى للتطوير والتحسين والتغيير وفق مقتضيات الحال ومتطلبات المرحلة للربط بين الأصالة والمعاصرة.

أجزم في الختام أن المعلمين في أرجاء وطني يتفقون معي أن لهم صوتا حقيق بالاستماع له ومناقشته ويرغبون إلى وزيرهم الموقر ومرجعيتهم الإدارية أن تفتح لهم خطوط التواصل والاستماع لأصواتهم وإشراكهم في القرار التعليمي على مختلف مستوياته الإدارية، وبحث مقترحاتهم وتطلعاتهم وآمالهم وآلامهم كشركاء فاعلين يتعاملون مع ركام الهم التعليمي ميدانيا، وأعتقد جازما أن هذا الصوت -متى كان متجردا- سيكون أكثر صدقا وأقرب للحقيقة ولتشخيص المشكلة ومن الحق أن يتم الاستماع إليه... وللحديث بقية.

hass_qr@